سهير التل.. "كورونا" والحظر منحاني فرصة الاستمتاع بالتفاصيل الصغيرة

عزيزة علي

عمان- انتشار وباء فيروس كورونا وإغلاق الحدود بين الدول، تصادف مع وجود الفنانة ومصممة لوحات فرقة "هيل للثقافة والفنون" الدكتورة سهير ممدوح في مصر بزيارة عائلية؛ إذ تنتظر أن يعاد فتح المطارات وتعود إلى الأردن.اضافة اعلان
تقول التل إنها عادة ما تبقى في البيت، إن لم يكن لديها عمل، لكنها عوضت عن ذلك بالتجوال في الأحياء والأسواق الشعبية في القاهرة ومراقبة تفاصيل الحياة اليومية، وهذا يخلق لها، كما تقول "حالة من السعادة وإحساسا بالحياة"، لذلك الحجر المنزلي لم يؤثر عليها بشكل كبير، ولكن الاختلاف يكمن في الشعور بالفارق بين الحجر الإجباري والحظر الاختياري.
تبدي التل حزنها في بعدها عن الوطن، تقول: "أول مرة أغيب فيها عن الأردن وعن الأهل قرابة ثلاثة أشهر متواصلة بسبب إغلاق المطارات ومخاطر السفر، ولكن أحاول أن أعوض كل ذلك بالتواصل والاتصال معهم بشكل مستمر".
اكتشفت التل في فترة الحظر الكثير من الأشياء الإيجابية التي ساعدتها على التخلص من ألم البعد عن الوطن، تقول: "لقد أصبحت أمارس التمارين الرياضية في المنزل، وهذا يعد بالنسبة لي إنجازاً عظيماً، بالإضافة إلى أني عاشقة للدراما، والحظر منحني الكثير من الوقت لمتابعة العديد من المسلسلات رغم صعوبة الاختيار والانتقاء".
الحظر أيضاً منح التل فرصة للاستمتاع بالتفاصيل الصغيرة في البيت، والاستمتاع بصوت فيروز مع فنجان القهوة الصباحي والهدوء والسكينة، وإعادة تنظيم وترتيب الأشياء، وهذا يعطيها إحساساً بسهولة وراحة وجمال أكثر في الحياة.
كما أن الحظر بسبب كورونا أتاح للتل فرصة كبيرة للتخيل والتصميم مثل الأزياء والإكسسوارات إلى "فرقة هيل"، ولوحات استعراضية استعداداً لما ستقدمه الفرقة مستقبلاً، خصوصاً أنه بعد الانتهاء من أزمة كورونا، ستكون هناك فعاليات كبيرة مهمة، فقد تم اختيار "إربد عاصمة الثقافة العربية"، وهذا حدث محلي وعربي كبير ومهم وبحاجة إلى تحضير وتجهيز بشكل كبير وجيد.
وعن المستقبل وما بعد فيروس كورونا، أبدت التل خوفها من آثار كورونا السلبية على البشر عموماً؛ حيث تعتقد أن هناك العديد من القضايا والافتراضات التي قد تحصل، كما تتوقع التل "زيادة الفقر وانهيار الاقتصاد وفقدان الوظائف وتنامي البطالة"، مبدية خوفها على الناحية التعليمية في البلاد؛ حيث تعتقد أنه سيكون هناك تراجع في التعليم مع انقطاع ما يقارب مليار ونصف مليار طالب؛ أي حوالي 80 بالمائة من طلبة العالم، عن التعليم.
وترى التل أن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والتعليمية ستكون صعبة جداً على طبقة معينة من الناس وسيكون هناك "عدم تكافؤ في الفرص بين الغني والفقير"، وسيكون هناك مشاكل صحية ونفسية بتأثيرات القلق والتوتر والعزلة (الناجم عن الحجر والوضع الصحي العالمي) على البشرية، وإمكانية ازدياد الأمراض والاضطرابات كالمخاوف المرضية والوساوس القهرية والقلق العالي والاكتئاب وغيره الكثير من هذه الأمراض النفسية، ورغم كل ذلك تقول التل "إنها تتمنى بأن القادم سيكون أجمل".
ويذكر أن الدكتورة سهير ممدوح التل هي أستاذ مشارك في جامعة عمان العربية- مساق الموهبة والإبداع التابعة إلى التربية الخاصة في كلية العلوم التربوية والنفسية، ومؤسسة "فرقة هيل للثقافة والفنون الشعبية"، في العام "2004"، بدعم من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وتقوم التل بتصميم الاستعراضات والإخراج المسرحي للفرقة، وفي مجال التأليف صدر لها كتاب بعنوان "الإبداع".