سورية تشهد قتالا ضاريا على الجبهات كافة عقب انهيار الهدنة

باص يقل مسلحين جرى اخلاؤهم من حي الوعر في مدينة حمص باتجاه مدينة ادلب امس الخميس - (ا ف ب)
باص يقل مسلحين جرى اخلاؤهم من حي الوعر في مدينة حمص باتجاه مدينة ادلب امس الخميس - (ا ف ب)

عمان-الغد- تشهد سورية قتالا ضاريا على الجبهات كافة عقب انهيار الهدنة؛ إذ ما إن أعلنت دمشق انتهاء الهدنة يوم الاثنين الماضي بعد غارات لطائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على الجيش السوري، حتى استؤنف القتال على كافة الجبهات، لا سيما في مدينة حلب، بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار.اضافة اعلان
اما الرئيس السوري بشار الأسد فقد قال في مقابلة أجرتها وكالة أسوشييتد برس إن الحرب في بلاده "ستمتد" ما دامت جزءا من صراع عالمي تموله دول أخرى.
وأضاف في المقابلة التي تحدث فيها باللغة الإنجليزية "عندما تتكلمون عنها كجزء من صراع عالمي وصراع إقليمي وعندما تكون هناك عوامل خارجية كثيرة لا تتحكمون فيها.. فستمتد."
ويقول نشطاء إن شوارع بأكملها احترقت عندما ألقت طائرات حربية حكومية قنابل حارقة عليها، وذلك في أعنف غارات تنفذها منذ أشهر.
وتفيد تقارير بأن متطوعين يحاولون احتواء النيران الواسعة في بعض المناطق.
وشهد جنوب مدينة حلب قتالا شرسا، حيث يحاول مسلحو المجموعات المسلحة بقيادة جبهة فتح الشام (النصرة) حماية خط إمداد يصل إلى مناطق خاضعة لسيطرتهم وتحاصرها القوات الحكومية.
وجاءت هذه التطورات بعد فشل الولايات المتحدة وروسيا في التوصل إلى اتفاق بشأن تجديد الهدنة.
وكان مقررا امس،" ان ترأس الولايات المتحدة وروسيا اجتماعا لمجموعة دعم سورية التي تضم 23 دولة. ولا يتوقع أن يسفر الاجتماع عن تحول كبير.
ويأتي ذلك بعد نقاش حاد بين ممثلي كلا البلدين خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي لدى بحث انهيار الهدنة والهجوم على قافلة مساعدات إنسانية.
وكانت موسكو وواشنطن قد تفاوضتا بشأن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، الذي استمر لعدة أيام.
وأعلنت دمشق انتهاء الهدنة الاثنين بعد غارات لطائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أصابت مواقع عسكرية سورية.
وبعد ساعات من انتهاء الهدنة استهدف قصف قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة، وهو ما أسفر عن مقتل 20 من عمال الإغاثة وتدمير 18 حافلة كانت تقل طعاما للمدنيين في محافظة حلب.
وأعلنت الأمم المتحدة استعدادها لاستئناف عملية إرسال المساعدات إلى سورية بعد وقفها عقب الهجوم على القافلة.
وفي جنيف، أعرب مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سورية ستافان دي ميستورا عن أمله في بدء "محادثات مباشرة" بين الاطراف السورية في الاسابيع المقبلة كما أعلن مساعده رمزي عز الدين رمزي الخميس في جنيف.
وقال رمزي للصحفيين إن "المبعوث الخاص اعلن بوضوح شديد انه سيعمل فورا على بدء محادثات تحضيرية بين الاطراف السورية تمهيدا لمفاوضات مباشرة" مضيفا ان الامم المتحدة تأمل في ان تجري هذه المحادثات "في الاسابيع المقبلة".
وفي موسكو، أعلن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، امس، أن بلاده لا تعتزم التنصل من المسؤوليات التي تتحملها بموجب الاتفاق المبرم بين موسكو وواشنطن بشأن سورية.
وأشار ريابكوف، أثناء مؤتمر صحفي، إلى أن الخطة المشتركة بشأن التسوية السورية، التي أعلن عنها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري، في أعقاب مفاوضاتهما الماراثونية في جنيف 10 الشهر الجاري، تبقى السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية.
وأضاف ريابكوف، أن الحوادث، التي شهدتها سورية في الأيام الأخيرة (بما فيها الخروقات المتكررة لنظام وقف إطلاق النار والهجوم على قافلة إنسانية قرب حلب)، تشكل ضربة مباشرة على الاتفاق، وأدت إلى تضييق فرص تطبيقه، "ولكن هذا الاتفاق لا بديل عنه ويجب تفعيل العمل به".
وشدد نائب رئيس الديبلوماسية الروسية على أن موسكو لا تعتزم الخروج من اتفاق الهدنة، بل تعتقد، عكس ذلك، أن أحداث الأيام الأخيرة ظهرت أنه يبقى في غاية الإلحاح.
وحث ريابكوف الطرف الأميركي على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعطاء زخم جديد لاتفاق الهدنة في سورية، مشيرا إلى ضرورة "أن نجلس حول طاولة المفاوضات ونبحث بهدوء كل ما يمكن اتخاذه لدعم الاتفاقات التي تم التوصل إليها".
وشدد ريابكوف، على أن مكافحة الإرهاب لا تزال تشكل أولوية بالنسبة لروسيا، مضيفا أن موسكو لا تستبعد تنفيذ غارات على مواقع للجماعات التي تندمج مع تنظيم "داعش"، بما فيها "جيش الإسلام" و"أحرار الشام".
وقال المسؤول الروسي إن الولايات المتحدة والعديد من الأطراف التي تحظى بدعمها لا تلتزم بالمسؤوليات المترتبة عليها بموجب الاتفاق، ما يهدد بانهيار الهدنة، موضحا أن أحد البنود الأكثر تعقيدا بشأن التسوية السورية يتعلق بعجز واشنطن عن الفصل بين الجماعات الإرهابية وفصائل المعارضة المسلحة.
ووصف الديبلوماسي الروسي الخطة الأميركية لإنشاء منطقة حظر جوي ووقف غارات الطيران الروسي في عدة مناطق سورية بأنها باطلة وتثير تساؤلات. واستطرد قائلا: "أعتقد أن ذلك يعكس موقف واشنطن التي تحمل دمشق والطرف الروسي المسؤولية عن استهداف القافلة، واستخلصت الولايات المتحدة هذا الاستنتاج و"حددت المسؤولين" دون إجراء تحقيق مطلوب في ملابسات الحادث ودون جمع وتحليل المعلومات، وخاصة تلك التي حصلت عليها وزارة الدفاع الروسية أثناء المراقبة الموضوعية (لسير تطبيق الهدنة في سورية)".
كما انتقد ريابكوف وصف وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أثناء جلسة للمجموعة الدولية لدعم سورية في نيويورك، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف بأنه "يتخبط في تصريحاته"، قائلا: "لا يمكن لوزير الخارجية الأميركي الإدلاء بتصريحات كهذه، دون دراسة الأمر بالتفصيل وقبل الحصول على الصورة الواقعية لما جاء في تصريحات الطرف الروسي في سياق معلومات أخرى".
وفي حمص، اكدت مصادر متطابقة، أن 120 شخصا من مسلحي حي الوعر وعائلاتهم خرجوا إلى إلى قرية الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي.
وأضافت المصادر أن دفعة أخرى مكونة من 130 شخصا ستخرج أيضا من الحي، وذلك في إطار تنفيذ المرحلة الثالثة من اتفاق لجان التسوية في الوعر لإخلائه من السلاح والمسلحين.
وقال محافظ حمص طلال البرازي لوكالة "سانا" السورية إن الحوار بين السوريين دون تدخل من أحد من شأنه التوصل إلى اتفاقات لإعادة الأمن والاستقرار إلى كثير من المناطق تنفيذا لبرنامج العمل الحكومي لدعم المصالحات المحلية وعودة المهجرين وإعادة الأمن والاستقرار.
وأضاف البرازي أن غياب مندوبي الأمم المتحدة عن المصالحات والتسويات ودعم الحوار السوري السوري هي مواقف غير بناءة ومثيرة للاستغراب.
تركيا، أعلنت صحيفة "حرييت" التركية أن الجيش التركي يستعد لمعركة "الباب"، وأنه يعتزم إرسال "قوات إضافية" للمنطقة استعداداً لطرد "داعش" من أهم معاقله بمحافظة حلب.
ونقلت الصحيفة التركية عن مسؤول تركي أنه في إطار التحضير لمعركة مدينة الباب "ستتم زيادة عدد الرجال"، وأن القوات الخاصة التي ستكون في الصف الأول ستعززها طائرات حربية ودبابات وستليها قوات برية.
وكشفت "حرييت" أن تقارير سرية للجيش تقول: "إن الهدف الأول على طريق الباب وهو بلدة دابق، وقد يكون بالغ الخطورة للعسكريين الأتراك نظراً للألغام المضادة للأفراد التي زرعت، والقنابل اليدوية الصنع المنتشرة" بالمنطقة. - (وكالات)