سورية: معارك تمهيدية في أطراف حلب

سكان حلب الشرقية يتهافتون على شراء مستلزماتهم الغذائية بعد فتح الجيش السوري للمعابر الآمنة-(ا ف ب)
سكان حلب الشرقية يتهافتون على شراء مستلزماتهم الغذائية بعد فتح الجيش السوري للمعابر الآمنة-(ا ف ب)

عمان- الغد - يبدو أن تحرير مدينة منبج على يد قوات سورية الديمقراطية، وخروج مقاتلي داعش باكثر من الف سوري مدني كرهائن، لم يلقي بظلاله على المعارك التمهيدية التي يقوم بها الجيش السوري في مدينة حلب،ويسعى الجيش إلى استعادة النقاط التي خسرها إثر الانسحاب المفاجئ من مجمّع الكليّات العسكريّة (جنوب غرب حلب) إضافة إلى التلال الاستراتيجيّة، والعمل إلى تثبيت خطوط دفاع متقدّمة على مسافة من مداخل المدينة.اضافة اعلان
ويرى محللون ان محاولات الجيش هذه تهدف إلى إعادة إحكام "الطوق" بالسيطرة الميدانيّة وتوسيع هامش الأمان حوله، بعدَما نجح في سدّ "ثغرة الراموسة" بالقصف المتنوع والمتواصل.
ويضيف هولاء ان احزاب المعارضة الإسلامية وحلفاؤهم  يسعون الى تحقيق تقدّم إضافي نحو الأحياء الغربيّة لحلب، سعياً إلى جعل استغلال "الثغرة" أمراً متاحاً، والعمل على توسيعها وتحويلها إلى ممرّ دائم.
 من جهتها نفت مصادر إعلامية امس  لروسيا اليوم، أنباء عن تمكن مسلحي المعارضة  من قطع طريق خناصر، المؤدي إلى حلب، مؤكدة استمرار حركة السير عليه دخولا وخروجا من المدينة.
 وأفادت ذات المصادر بأن الجيش السوري استعاد السيطرة على محمية الغزلان القريبة من خناصر، بعد دخول مسلحي المعارضة إليها ليلا.
تأتي هذه التطورات بعد أن كان الجيش السوري قد أخلى نقاطه داخل محمية الغزلان الواقعة على طريق خناصر في ريف حلب الجنوبي تحت ضغط هجوم عنيف شنه مقاتلوا المعارضة لقطع طريق خناصر الواصل بين مدينة حلب ووسط وغربي سورية.
وواصل الطيران الحربي غاراته على مواقع مسلحي المعارضة على طول المحور الجنوبي والجنوب الغربي في حلب.
 إلى ذلك،خطف مقاتلون من تنظيم داعش نحو الفي مدني اثناء انسحابهم من اخر جيب كانوا يتحصنون فيه داخل مدينة منبج السورية بعدما تمكنت قوات سورية الديمقراطية اثر معارك استمرت اكثر من شهرين من طردهم منها.
وقال المتحدث باسم مجلس منبج العسكري المنضوي في قوات سورية الديمقراطية شرفان درويش  "خطف مقاتلو داعش حوالى الفي مدني، بينهم نساء واطفال من حي السرب في شمال منبج" في ريف حلب الشمالي.
واشار الى انهم "استخدموا المدنيين كدروع بشرية خلال انسحابهم الى مدينة جرابلس (على الحدود التركية)، ما منعنا من استهدافهم". وكانت منبج تشكل الى جانب مدينتي جرابلس والباب ابرز معاقل تنظيم داعش في محافظة حلب في شمال سورية.
بدوره، اكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن عملية خطف المدنيين الذين تم "نقلهم على متن نحو 500 سيارة باتجاه جرابلس".
وغالبا ما يلجأ تنظيم داعش الى احتجاز المدنيين لاستخدامهم كدروع بشرية تفاديا لاستهدافه، وهو ما اشار اليه مصدر كردي موضحا ان خطف داعش للمدنيين هدفه "تجنب نيران قواتنا".
 وتمكنت قوات سورية الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، في السادس من الشهر الحالي من السيطرة بشكل شبه كامل على مدينة منبج، اثر هجوم بدأته في 31 ايار(ماي)و بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة اميركية لطردر الدواعش من المدينة الاستراتيجية الواقعة على خط امداد رئيسي للتنظيم بين معقله في الرقة  والحدود التركية.
وخلال اكثر من شهرين من المعارك، واجهت قوات سورية الديمقراطية مقاومة شرسة من الدواعش الذين لجأوا الى زرع الالغام وتفجير السيارات فضلا عن احتجاز المدنيين لاعاقة تقدم خصومهم.
ووثق المرصد السوري منذ اطلاق قوات سورية الديمقراطية معركة تحرير منبج مقتل "437 مدنيا، بينهم 105 أطفال". وقتل 203 منهم جراء ضربات طائرات التحالف الدولي في مدينة منبج وريفها، والاخرون جراء المعارك والقصف.
كذلك قتل 299 عنصرا من قوات سورية الديمقراطية مقابل 1019 مقاتلا على الاقل من تنظيم داعش خلال المعارك وجراء ضربات التحالف الدولي.
وتعد منبج الخسارة الابرز لتنظيم داعش على يد قوات سورية الديمقراطية التي كانت قد طردته من مناطق عدة في شمال وشمال شرق سورية منذ تأسيسها في تشرين الاول(اكتوبر )الماضي.
 على صعيد المساعدات الإنسانية، قالت  انباء اعلامية، إن 40 شاحنة تحمل 1000 طن من المواد التموينية والغذائية دخلت إلى مدينة حلب عبر بني زيد مساء الخميس 11 أغسطس(آب)، وذلك بعد أن أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن إيصال مساعدات إنسانية إلى سكان حلب يتطلب تهدئة لمدة 48 ساعة، معتبرا أن تهدئة 3 ساعات غير كافية لذلك.
وكانت السلطات السورية قد نظمت،اول من امس، ممرا إنسانيا شمال حلب لإيصال المساعدات لسكان المدينة.
ومن المفترض أن يعمل هذا الممر بشكل يومي 44، حيث تعهدت القوات الحكومية السورية بوقف كافة الأعمال القتالية في تلك الفترة.
وقالت وكالة تاس الروسية امس، إن قوافل مساعدات إنسانية وصلت إلى مدينة حلب، محملة بحوالي 800 طن من المواد الغذائية، ومستلزمات الوقاية الصحية الشخصية، إضافة إلى لوازم مدرسية.
وقد دعت السلطات السورية كافة المنظمات الإنسانية إلى إيصال المواد الغذائية عن طرية قد مهدت طريقا إلى منطقة الكاستيلو شمال حلب، وذلك بغرض إمداد سكان المدينة بالمواد الغذائية، والأدوية. كما يمكن للمسلحين الراغبين في مغادرة أحياء حلب الشرقية أن يستخدموا هذا الطريق.
وفي سياق متصل أعلنت الخارجية الروسية،اول من امس، أن موسكو تدعم مقترحات الأمم المتحدة حول إقامة نظام مراقبة مشتركة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان مدينة حلب عبر طريق الكاستيلو.
وأعربت موسكو عن استعدادها بالتعاون مع السلطات السورية لمنح جميع المنظمات المعنية إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية بصورة آمنة إلى أهالي حلب.-(وكالات)