سوزان العمري تتحدى ظروفها وتنشئ مصنعا لإنتاج المربى

علا  عبد اللطيف 

الغور الشمالي - لأنها تؤمن بذاتها وقدرتها على التغيير، رفضت أن تستسلم للافكار السلبية، والوقوف على اعتاب صندوق التنمية الاجتماعية، أو صندوق الزكاة، والجمعيات الخيرية.
هي تؤمن بأهمية العمل والسعي لطلب الرزق، وتحقيق الذات، والتي كانت نواة التغيير في حياتها  وخصوصا بعد الانفصال عن زوجها.
الثلاثينية سوزان العمري، أثبتت أن الحياة لا تنتهي عند الانفصال، لذلك رفضت أن تمد يدها طلبا للمساعدة من ذويها أو الحصول على راتب معونة وطنية شهرية تبلغ 40 دينارا للمرأة المطلقة. حلمت كثيرا بمشروع يحقق ربحا لها ومصدر رزق لأبنائها إلى أن ساقها القدر الى مزرعة في الاغوار لصديق والدها.
وبين اشجار البرتقال، وزهر الليمون، ورائحة الحمضيات جاءت الفكرة، وقامت بتجميع اكبر قدر من البرتقال وجلبتها الى منزلها لتباشر تجربتها، وتقوم ببرش البرتقال وعصره وطبخه على درجة حرارة معينة دون اضافة أي من المواد الصناعية لتنتج مربى البرتقال الطبيعي.
 تقول سوزان العمري “الصداقة وفاء حتى بعد الممات” لذلك “قمت بطرح الفكرة على صديق والدي وصاحب المزرعة والذي دعمني معنويا وماديا، وكان كل فترة يقوم بإحضار قشور البرتقال لي وبعض حبات البرتقال، وأقوم بإنتاج المربى، ويقوم هو ببيع الإنتاج بطرق شخصية للمقربين.
 وتذهب إلى أن “الطريقة اليدوية أتعبتها وأصبحت غير قادرة على الانتاج”، فقررت أن تترجم الفكرة على أرض الواقع، وتحويل الصناعة اليدوية الى مشروع مصنع  في الغور الشمالي، ووسط مزارع البرتقال، لكي يستفيد المزارعون، وخصوصا مزارعي الحمضيات.
وتذكر أن أشقاءها ووالدتها، وابناءها، وصديق والدها، وقفوا الى جانبها، لكن المجتمع كان قاسيا جدا، وخصوصا “نحن في مجتمع ينظر الى المرأة المطلقة نظرة سلبية ويرفض خروجها او عملها”.
بعد انشاء المصنع في منطقة الغور الشمالي والتي تطل على نهر الاردن، ووسط اشجار الحمضيات، تشق سوزان طريقها الى المزارع بين الأودية، والمعابر الأمنية، وتصل الى ضفاف نهر الاردن  وتعمل بيدها.
 أنشأت سوزان مصنعها  في الغور الشمالي وتحديدا في منطقة الشيخ حسين في بداية العام 2014 واعلنت رسميا في الاسبوع الاول من حزيران من نفس العام عندما تم تسجيله رسمياً، هو مصنع انتاج مربى قشور البرتقال ماركة سوزان .‫#‏المرملاد.
 وبمساعدة صديق والدها وشريكها فاروق العمري بدأت اولى مراحل العمل بتجهيز المكان واستخدمت في بداية المشروع الأدوات التقليدية، وبرغم التحديات وصعوبة الظروف الجوية وبعد المسافة، وضعف التسويق للمنتج الجديد إلا ان التحدي والاصرار والعزيمة كانت عاملا مساعدا في الاستمرار.
وبعد مدة من الزمن قامت باستبدال أدوات العمل بطباخ آلي، وتقنية أحدث وأيدي عاملة خبيرة ليصل الانتاج يوميا الى 1000 عبوة بوزن 1 كيلو، وباسعار مقبولة.
الى ذلك تم توقيع اتفاقية توريد المنتج لأسواق المؤسسة الاستهلاكية العسكرية ليحتل مكانة رائدة في مقدمة المنتجات الاخرى المستوردة.
وأوضح فاروق العمري أن لدى المصنع امكانيات لرفع القدرة الإنتاجية، وحسب الحاجة وان المصنع يعمل على مدار العام نظرا لوجود مستودعات مبردة لتخزين المواد الخام.
وبخصوص المنتج أكدت سوزان أن المربى مصنوع من المواد الطبيعية الخالية من الاضافات او المحسنات وهو خال تماما من المواد الحافظة.
ومن المشاكل التى تواجه سوزان في الوقت الحالي ضعف التسويق، اذ تشير انها حاولت ان تسوق ذلك المنتج في المولات، الا ان اصحاب المولات يرفضون ذلك بحجة أن هناك منتجا اقوى ويعتمدون على المنتجات الاخرى التى تدخل بها  بعض الاضافات او المحسنات، منوهة الى ان دعم منتجها  يعتبر دعما وطنيا لانه من انتاج البلد.
وتأمل من اصحاب المولات الكبرى والفنادق بفتح باب التسويق لها ولكي تستمر في عملها، مشيرة الى ان مشروعها الحالي قام بتشغيل ايد عاملة في المنطقة، ونشلهم من جيوب الفقر. كذلك دعم من الجهات المعنية لمساندتها في دعم مشروعها، وفتح باب التسويق لها.
وعن الخطط المستقبلية تحدثت سوزان عن فكرة انشاء 4 خطوط انتاج من قشور البرتقال وهي، خط لإنتاج مستحضرات التجميل، وخط لإنتاج عبوات الليمون الطبيعي، وخط لإنتاج بهارات الحلويات، خط لإنتاج زيت البرتقال.

اضافة اعلان

[email protected]