سياسة إسرائيل المشحونة: حلفاء نتنياهو يعيدون النظر في زعيمهم المتهم

321
321

تقرير خاص - (الإيكونوميست) 28/11/2019

ترجمة: علاء الدين أبو زينة

اضافة اعلان

تل أبيب - خشي منظمو المظاهرة الاحتجاجية أن تكون نسبة المشاركة منخفضة. وحتى بعد موجة من الرسائل النصية وحملة كبيرة بواسطة الإنترنت، حضر حشد هائل من آلاف عدة من الناس في وسط تل أبيب يوم 26 تشرين الثاني (نوفمبر) للاحتجاج على "الانقلاب". هكذا أشار بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، إلى الحملة القانونية الأخيرة التي تُشن ضده. وقبل خمسة أيام من ذلك، كانت قد وُجهت إليه تهم بالرشوة والاحتيال وخرق الثقة بسبب ثلاث قضايا فساد. والسيد نتنياهو هو أول رئيس وزراء توجه إليه اتهامات. وهو ينكر كل التهم.
يدّعي رئيس الوزراء أنه ضحية لمؤامرة يسارية. ويقول إن المحاكم والشرطة ووسائل الإعلام المتحيزة هي المسؤولة عن مشاكله. لكن قبضته على السياسة الإسرائيلية بدأت تضعف بعد عقد قضاه في السلطة. وقد فشل ائتلافه من الأحزاب القومية والدينية في الفوز بأغلبية في انتخابات أجريت مرتين متتاليتين، في نيسان (أبريل) وفي أيلول (سبتمبر). كما أن المعارضة، التي يقودها حزب "أزرق أبيض"، قصرت عن تحقيق تلك الأغلبية أيضاً. ومع ذلك، أُحبطت محاولات السيد نتنياهو (وأفشَلت هي نفسها أيضاً) لتشكيل حكومة، مما دفع البلاد نحو إجراء انتخابات ثالثة أخرى. وتظهر الشقوق حتى في حزبه الخاص، الليكود، حيث يواجه التحدي الأكثر خطورة لحكمه.
كان الليكوديون عالقين مع السيد نتنياهو حتى عندما أصبح واضحاً في وقت سابق من هذا العام أن التهم الموجهة إليه قادمة بالتأكيد. ويعتقد الكثيرون منهم بأنه ضحية حقاً. ويعتقد آخرون بأن فطنته السياسية تمنحهم أفضل فرصة للفوز في الانتخابات. لكن البعض شرعوا في التشكيك في كلا المفهومين. ويقول جدعون سار، وزير الليكود السابق: "إنها ليست محاولة انقلاب. ليس قول ذلك خطأ فقط، إن قوله غير منطقي أيضاً". وهو يخطط لتحدي السيد نتنياهو على زعامة الحزب. ويقول: "لم أسمع شخصاً واحداً يفكر بأن رئيس الوزراء نتنياهو سينجح، بعد انتخابات ثالثة، أو رابعة، أو خامسة أو سادسة، في تشكيل حكومة".
تحاول شخصيات بارزة أخرى في الليكود تجنب التصادم مع رئيس الوزراء. وكان الحزب هو الذي نظم الاحتجاج المؤيد يوم 26 تشرين الثاني (نوفمبر)، لكن معظم أعضاء الكنيست (البرلمان) لم يظهروا هناك. وقد أقر السيد نتنياهو بأن إجراء تصويت على قيادة حزبه هو شأن ضروري. ويريد السيد سار إجراء هذا التصويت على الفور، حتى يحصل زعيم جديد على فرصة للتفاوض على تشكيل حكومة مع حزب "أزرق أبيض" قبل الموعد النهائي المقرر في 11 كانون الأول (ديسمبر)، والذي سيتوجب بعده إجراء انتخابات أخرى. ويفضل السيد نتنياهو التأجيل حتى يضمن لنفسه المزيد من الوقت في السلطة. وحتى لو أنه فقد السيطرة على الحزب، فإنه سيظل رئيساً للوزراء حتى يتم تشكيل حكومة جديدة.
منذ قام بتأسيسه مناحيم بيغن وآرييل شارون في العام 1973، قاد حزب الليكود أربعة قادة فقط. ولم يسبق وأن صوت الحزب أبداً على خروج واحد منهم. فقد نجح معظمهم في عملهم حتى أن رؤساء وزراء الليكود قادوا إسرائيل لمدة 30 عاماً من الأعوام الـ41 الماضية. وبعد أن أصبحوا معتادين على السلطة، يخشى بعض أعضاء الحزب الآن من فقدانها. ولم يعد السيد نتنياهو ذلك "الساحر" السياسي الذي فاز بأربعة انتخابات وأصبح أطول قادة إسرائيل خدمة في المنصب في وقت سابق من هذا العام. لكنه ما يزال يتمتع بشعبية بين كوادر الحزب وقيادته على حد سواء. وحتى الآن، لم يطالبه بالمغادرة أي ليكوديٍّ رفيع المستوى بخلاف السيد سار.
يمكن أن يفقد السيد نتنياهو منصبه بطرق أخرى. ومع أن القانون لا يشترط صراحة على رئيس وزراء متهم التنحي، لكن العديد من الإسرائيليين يشككون في قدرة السيد نتنياهو على إدارة الحكومة بينما يقوم بإعداد دفاعه، ويشيرون إلى تضارب المصالح المحتمل الذي يأتي مع سلطته على وزارة العدل والشرطة. ولذلك، من المحتمل أن يتم الطعن في قراره بالبقاء في منصبه في المحكمة. وقد يرفض الرئيس الإسرائيلي، روفين ريفلين، أن يطلب من نتنياهو تشكيل حكومة حتى لو فاز في انتخابات برلمانية أخرى.
يستعد رئيس الوزراء بالفعل لانتخابات جديدة. ويشبه خطابه بشكل لافت ذلك الخطاب الذي استخدمه الرئيس دونالد ترامب، الذي يخوض الآن معركته ضد الاقالة في أميركا. ويقول السيد نتنياهو: "هذه محاولة للإطاحة برئيس وزراء بواسطة تحقيق متحيز"، متجاهلاً حقيقة أن سكرتير حكومته السابق، الذي يشغل الآن منصب النائب العام، هو الذي وجه إليه التهم. ويقول النقاد إن نتنياهو، مثل الرئيس الأميركي، يزرع الانقسام ويضر بالمؤسسات -ولكن ربما ليس لفترة طويلة بعد الآن.
*نشر هذا التقرير تحت عنوان: Israel’s charged politics: Binyamin Netanyahu’s allies reconsider their indicted leader