سياسة نتنياهو انهارت

هآرتس أسرة التحرير 11/10/2019 مفاجأتان استراتيجيتان دفعتا إلى الانهيار سياسة الخارجية والامن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعرضتاها كأداة فارغة ومحملة بالمصيبة. المفاجأة الأولى كانت الهجوم الناجح على منشآت النفط في السعودية، المنسوب لإيران. وقد رد عليه بعدم اكتراث أميركي. اما المفاجأة الثانية فكانت هجر الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاكراد إذ أتاح لتركيا الخروج لاحتلال "منطقة آمنة" في الاقليم الكردي في شمالي سورية. لقد فوجئت إسرائيل من القدرة العملياتية التي أظهرها الإيرانيون ضد السعودية. وسارع نتنياهو لطلب علاوة ميزانية لتعزيز الدفاع الجوي. وفوجئت بقدر لا يقل من الانسحاب الأميركي من شمال سورية. وحسب تقرير عاموس هرئيل وامير تيفون فانه في المرة السابقة التي قرر فيها ترامب اخراج قواته من سورية، نقل اخطار لاسرائيل قبل يوم من ذلك؛ اما هذه المرة فتخلى البيت الابيض حتى عن مثل هذا البلاغ القصير. لقد أقام نتنياهو سياسته للخارجية والأمن على وتدين: التماثل المطلق مع ترامب، وتصعيد المواجهة مع إيران وحلفائها، في اطار هجمات أخذت في التعاظم في الأشهر الاخيرة بل وسارت بعيدا حتى العراق. فقد آمن، وهكذا سوق ذلك للجمهور، بان ترامب منصت لنصائحه وسيعمل على انهيار النظام في ايران. ولكن لخيبة امله الشديدة، قطع ترامب الاتصال معه منذ الانتخابات، وهو يعمل على نحو استعراضي لتحسين العلاقات مع إيران. ليس لنتنياهو حلفاء آخرون في أميركا، بعد ان قطع علاقاته مع الحزب الديمقراطي. ان تسليم ترامب للضربة في السعودية وترك الاكراد لمصيرهم هما اشارتا تحذير لاسرائيل لانها لا يمكنها أن تعتمد على رفيق نتنياهو في البيت الابيض. يسعى ترامب لانهاء التدخل العسكري الأميركي في الشرق الاوسط، وسياسته تتمتع بتأييد جماهيري وفي الساحة السياسية في الولايات المتحدة. اما جهود نتنياهو لعرقلة تغيير النهج الأميركي، واحباط تحسين العلاقات مع ايران، فلا تستدعي الا المشاكل. يتولى نتنياهو ايضا منصب وزير الدفاع. وعليه ملقاة المسؤولية عن المفاجآت الاستراتيجية، وعن اعداد اسرائيل العليل للانعطافة في السياسة الامريكية وللتصدي للقدرة العسكرية الإيرانية. هذا سبب حيوي آخر لانهاء ولايته.اضافة اعلان