سياسيون: العلاقة الأردنية الأميركية تزداد عمقا

لقاء قمة يجمع الملك وأوباما (أرشيفية)
لقاء قمة يجمع الملك وأوباما (أرشيفية)

تغريد الرشق

عمان - تزداد العلاقة الأردنية الأميركية متانة وعمقاً، وصلت لمراحل غير مسبوقة من الدعم والقوة والثقة، الأمر الذي ينعكس إيجابا على الأردن، صاحب المكانة المتزايدة إقليمياً.اضافة اعلان
ويأتي الدعم الأميركي للأردن وأخذ العلاقة منحنى تصاعدياً على جميع الأصعدة، بوقت تزداد المنطقة فيه اضطرابا وعنفا يوما بعد يوم، بحيث أدى الدعم الأميركي الثابت للمملكة، إلى تطوير علاقتها مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) ليصبح شريكا له، وكذلك علاقاته مع كثير من المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وغيره.
وفي ظل القمة التي جمعت جلالة الملك عبدالله الثاني بالرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن أول من أمس، جاءت تصريحات الزعيمين مؤكدة للتطور المطرد الذي يسم هذه العلاقة.
فقد أكد أوباما أن الأردن هو أحد أهم حلفاء بلاده في العالم، وليس بالإقليم فقط، قائلاً إن "الأردن بلد له دور محوري يتجاوز إمكاناته المحدودة عندما يتعلق الأمر بمحاربة داعش".
ويقول خبراء سياسيون، لـ"الغد"، إن الولايات المتحدة أمّنت دعماً وتأييداً سياسياً، فضلاً عن العسكري والأمني، للأردن الذي استطاع تأمين دور إقليمي ودولي، وإن يقنع الإدارات الأميركية المتعاقبة بأنه كدولة "ضرورة من ضرورات الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة".
ويصف ممثل الأردن الأسبق لدى منظمة الأمم المتحدة العين حسن أبو نعمة العلاقات بين البلدين بأنها في أحسن حالاتها، وأنها كانت كذلك منذ فترة، قائلاً "إن الفضل بذلك يعود لدبلوماسية وحكمة جلالة الملك، كونه الصوت الوحيد والحكيم بالمنطقة، مع الاحترام بالطبع لبقية قادة المنطقة".
ويضيف إن الأردن لا يقدّم نصيحة فقط، بل أنه "الدولة الوحيدة المستقرة والآمنة رغم كل التحديات والأعباء والمخاطر الأمنية التي تواجهها"، ورغم ذلك حافظ على مستوى عال من الأمن، وهذا سبب لجلب احترام وتقدير كل العالم.
ويتابع أبو نعمة أن استقرار المملكة "أصبح جزءا من استقرار المنطقة، وباتت الولايات المتحدة تعتمد على الأردن كركيزة أساسية لمحاربة الإرهاب والتطرف، مضيفاً "لهذه الأسباب لم يعد هناك مرجعية ولا صوت حكيم موثوق إلا صوت جلالة الملك، ومن ورائه التجربة الأمنية والمؤسسات العريقة والراسخة في البلد".
ويعتبر زيارة جلالته الأخيرة لواشنطن "أكدت ذلك، حيث يوجد قرار أميركي بدعم الأردن بكل ما يحتاجه، مضيفاً "يكفي أن يحظى الأردن باحترام كبير في دول العالم وخاصة الدول العظمى مثل أميركا".
ولا يتوقع أبو نعمة من أي دولة أن تدعم الأردن وتقف معه إلا إذا كانت مقتنعة بسياساته، قائلاً "نحن نستحق الدعم، ونأمل أن تزيد، وأي دعم يأتي للمملكة هو فعليا دعم للمنطقة ولمحاربة الإرهاب والتطرف".
من جهته، يرى أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني أن العلاقات الأميركية الأردنية "استراتيجية، وهي وليدة عقود من التعاون والمصالح المشتركة"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة برزت كقوة عظمى بعد الحرب العالمية الثانية، حيث بدأ منذ خمسينيات القرن الماضي نسج العلاقة القوية معها، والتي تطورت في سياقها الاستراتيجي الحالي، سواء اقتصاديا أو عسكريا أو سياسيا أو أمنيا".
ويتابع أنه ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن شهدت هذه العلاقة "خلافات حول بعض القضايا، لكن العلاقة استمرت ضمن السياق الاستراتيجي، ما انعكس إيجابا على علاقات الأردن مع العالم".
ويضرب المومني أمثلة هنا على هذا الانعكاس، منها تسهيل وتطوير علاقة المملكة مع حلف "الناتو"، حيث أصبحت شريكا للحلف، وكذلك علاقاتها مع كثير من المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وغيره.
ويزيد أن الولايات المتحدة أمّنت دعماً وتأييداً سياسياً، فضلاً عن الدعم العسكري والأمني، فيما استطاع الأردن تأمين دور إقليمي ودولي، وأن يقنع الإدارات الأميركية المتعاقبة بأنه كدولة "ضرورة من ضرورات الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة".
ويشير المومني إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري عبّر في زيارته الأخيرة للأردن، عن أهمية المملكة كدولة إقليمية، وأنها أثبتت فعاليتها بالتعامل مع الإرهاب".
ويقول إن الأميركان يعتبرون أن الأردن حليف وثيق يعتمدون عليه في الجانب الأمني، نظرا للمهنية العالية والسمعة التي طورتها الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة الأردنية خصوصا بالحرب على الإرهاب.
ويعتبر المومني "أن هذه الأمور عززت أيضا من العلاقة بين الجانبين، وأقنعت الولايات المتحدة بأهمية الأردن في الإقليم"، مشيراً إلى أن واشنطن هي أكبر داعم للأردن اقتصاديا، ولديها القدرة على جعل العالم يدعم المملكة.
ويؤكد أن الأردن يرغب بهذا الدعم وبفتح الأسواق الأميركية والدول الغربية أمامه، ومساعدته بأزمة اللاجئين السوريين.
وبالنسبة لزيارة جلالة الملك لواشنطن، فينظر لها المومني كاستمرارية بالعلاقة الاستراتيجية في ظل تطورات المنطقة.
ويلفت إلى تصريحات الرئيس أوباما "نحن محظوظون أن لدينا صديقا مثل الأردن، ونأمل أن يشعر الأردنيون أن الولايات المتحدة تقف معهم بهذه الأوقات، والخبر السار هو أنه سواء تعلق الأمر بالحرب ضد داعش، أو الحد من العنف في سورية ووضعه على الطريق نحو المصالحة السياسية، أو محاولة التقريب بين الإسرائيليين والفلسطينيين لإدراك مصلحتهم المشتركة في السلام، فإن بلدينا على اتفاق تام حيال كل هذه القضايا، وسيستمر الحال على ذلك بفضل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة، الذي أقدر وجوده هنا".
من جانبه، عبّر جلالة الملك عن جزيل الشكر على حديث الرئيس الأميركي، قائلا "نحن ممتنون للغاية للدعم الذي قدمتموه لنا في الأردن، وحقيقة الأمر أنه لا يوجد دولة تدعم الأردن بالحجم الذي تقوم به الولايات المتحدة على الصعيد الاقتصادي، ما يمكننا من التعامل مع تحدي اللاجئين السوريين في بلدنا، وكذلك الحال على الصعيد الأمني والعسكري لحماية حدودنا ومصالح شعبنا، نحن في غاية الامتنان للدعم الذي نتلقاه منكم ومن إدارتكم فخامة الرئيس، وأيضا من الكونغرس والشعب الأميركي".