سياسيون عرب يؤبنون "كواكبي العصر" الراحل محمد الحموري

طفل يتسول في أحد شوارع العاصمة-(أرشيفية)
طفل يتسول في أحد شوارع العاصمة-(أرشيفية)

عمّان– أقيم مساء السبت، حفل تأبين للراحل الكبير الفقيه الدستوري والوزير الأسبق د.محمد الحموري في المركز الثقافي الملكي بحضور عدد من المسؤولين والشخصيات السياسية ورؤساء مجلسي الأعيان والنواب والمجلس القضائي وعدد من رؤساء الوزراء السابقين والنقابية والإعلامية وقيادات مجتمعية وحزبية من عدة دول عربية.اضافة اعلان
واستذكر المتحدثون بهذه المناسبة مناقب الراحل الحموري ودوره الوطني في المجالات السياسية والاجتماعية كافة، وما تركه من آثار ملموسة وإيجابية في مختلف القضايا المتعلقة بالشؤون المحلية والعربية والإقليمية، خصوصاً فيما يتعلق بالإصلاحات الدستورية والقانونية محلياً واقليمياً.
وأشاد المتحدثون بسجل الفقيد الحافل بالعطاء والبذل، ومنهجيته المعتدلة التي عمل على ترسيخها في كافة المواقع التي تبوأها، مستذكرين مواقفه الثابتة وإنجازاته، ومشيرين إلى صفاته وفكره النير والمبادئ والقيم التي سار عليها والتزم بها في مختلف مراحل مسيرته المضيئة بحب الوطن ووفرة العطاء.
وفي كلمته، استذكر رئيس الوزراء الأسبق عبدالرؤوف الروابدة علاقته مع الفقيد التي بدأت منذ الصغر مستعرضاً العديد من المواقف التي جمعته به ونضاله الدائم تجاه قضايا الأمة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، قائلاً: "تعلمت منه الكثير فهو صاحب فكرٍ قوميٍ حَقيقّي قوي، وكان في عَمَله وعِلمَه صادقاً ومخلصاً للأمة والوطن والشعب".
وأشار السياسي المصري حمدين صباحي إلى سيرة الفقيد الحافلة بالعطاء، مؤكداً أهمية التعلم من مآثره وإنجازاته والسير على نهجه وخطاه، مبيناً بأن ما قدمه الفقيد من علم وأفكار قومية صادقة نحو قضايا الأمة العربية تجبرنا على حبه واحترامه وتذكره دائماً، لافتاً بأن د.الحموري كان ابناً باراً بالأردن وبالأمة العربية كافة، واختتم كلمته قائلاً: "المسيرة تتوقف مع الموت لكنها لا تكبح، وسيرة الدكتور محمد نجمة في سماء هذه الأمة، وسيرته باقيه بيننا لأنه خلّد فينا معنى إنساني راقي في إخلاصه لقضايا أمته وشعبه".
وأشاد أمين عام حزب الشراكة والإنقاذ السيد سالم الفلاحات بالفقيد موضحاً بأنه استمر بمسيرته المشرفة رغم كل التحديات التي واجهته منذ أن كان شاباً، وأنه ساهم بشكل كبير في الحياة السياسية وفي الفقه الدستوري وذلك رغبةً منه بأن يصبح الأردن نموذجاً في العمل السياسي يجتمع الأطياف الحزبية كافة، ليصبح مثالاً للدول العربية في الديمقراطية الحقيقية التي لا تُقصي أحداً.
وبدوره أعرب الأمين العام للمؤتمر القومي العربي مجدي المعصراوي عن أسفه بالغ بفقدان وخسارة مثل هذه القامة القومية العربية الفذّة، التي ناضلت في سبيل إيجاد واقع أفضل للوحدة العربية، مستذكراً العلاقة التي جمعتهم عندما كانوا أعضاء منتخبين في المؤتمر القومي العربي، والمواقف المشرفة التي اتخذها الراحل تجاه مختلف القضايا العربي وسيرة نضاله الطويل.
وقال الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي د.معن بشور: "عرفته منذ زمن و كان رجلاً عصامياً قدم العديد من الأطروحات المهمة التي تمس الشعوب بشكل مباشر، كما أنه عَبّرَ عن قضايا الأمة بصدقٍ وإخلاص، خاصة القضية الفلسطينية التي تمثل البوصلة للعمل العربي المشترك".
وأوضحت وزيرة الثقافة السيدة هيفاء النجار أن الأردن ومنذ بداية تأسيسه قام على التنوع والاختلاف والاحترام وتقبل الآخر، وأن هذا النهج كان واضحاً في سيرة د. محمد الحموري الذي نحتفي به وبإنجازاته في مسيرته السياسية والأكاديمية، مؤكدةً بأن مسيرة العطاء والإنجاز والتقدم ستستمر بوجود عدد من الرجالات الوطن والقامات الذين يسيرون على خطاه.
وفي ختام الحفل شكر نجل الفقيد د.طارق الحموري الحضور وأعرب عن امتنانه لهم، واستذكر مواقف عديدة للفقيد واصفاً إياه بالقومي العروبي، وبأنه آمن بحرية الفرد والجماعة، ووجوب مشاركة الشعب بالسلطة ووجود آليات مساءلة ملازمة للسلطة.
وشارك في حفل التأبين نخبة من السياسيين الذي قدموا واستذكروا أحداثا مقيمة في ذاكرتهم لا ترحل عن سيرة حياة الفقيد السياسية، ومراحل بناء الوعي والانتماء للأرض والإنسان والأمة من خلال عرض فيلم وثائقي يتضمن سيرته الذاتية وشهادات حية لبعض رفاق دربه.
ويشار إلى أن الفقيد د.محمد الحموري من مواليد 1940 في قرية بيت رأس/إربد، وكان أول وزير للثقافة والتراث القومي كما كانت تسمى آنذاك، والعميد المؤسس لكلية الحقوق في الجامعة الأردنية، كما وعمل أستاذاً زائراً في جامعة فيرجينيا في الولايات المتحدة الأميركية، ووزيراً للتعليم العالي في حكومة طاهر المصري التي استقال منها لاحقاً بسبب دخولها في مفاوضات السلام مع إسرائيل، وكان عضواً مؤسساً للمنتدى العربي؛ وعلى صعيد النشاط الحزبي فقد عمل الراحل على تأسيس حزب الشراكة والإنقاذ وكان الأمين العام الأول لهذا الحزب.-(بترا)