سياسيون وعسكريون يحذرون: تقدم "داعش" بالعراق يهدد الإقليم

مقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) يحتفلون باستيلائهم على مدينة الموصل في العراق أول من أمس -(رويترز)
مقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) يحتفلون باستيلائهم على مدينة الموصل في العراق أول من أمس -(رويترز)

تغريد الرشق

عمان- على وقع ذهول العالم بالقوة المفاجئة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" والتي وصلت لحد السيطرة على مدن عراقية بأكملها بعد انسحاب الجيش العراقي فرارا منها، يقرع محللون وباحثون أردنيون جرس الإنذار، منبهين لضرورة أن تأخذ المملكة أقصى الاحتياطات الأمنية بمراقبة حدودها، في وقت يعتبره خبراء في الجماعات الإسلامية "الأكثر تهديدا للإقليم بأكمله".
وفيما يواجه العراق أزمته الكبرى منذ الغزو الأميركي في العام 2003، يواصل مسلحو "داعش"، تقدمهم باتجاه العاصمة بغداد، بعد سيطرتهم على مزيد من الأراضي في العراق ليل أول من أمس، ويحذر متخصصون في هذه الجماعات، بأنه "لا يمكن الاستهانة بقدرات هذا التنظيم وخطورته، بعد أن أصبح يسيطر على محافظات كاملة".
ويؤشر هذا، الى "تنامي قدرات هذا التنظيم بشكل كبير وقدرته على تنفيذ عمليات والوصول الى مناطق خارج سيطرته"، وفقا للباحث المتخصص في الجماعات المتشددة حسن أبو هنية، لأن "بقاء داعش بهذه القوة وسيطرتها على مناطق شاسعة غرب العراق وشرق سورية" يشكل خطرا على المنطقة.
ويضيف أبو هنية في حديثه لـ"الغد" أن هذا التنظيم "يقترب شيئا فشيئا من حدود الأردن"، معتبرا ذلك مؤشرا الى طموحه للخروج من نطاق العراق والشام، "للتمدد نحو الأردن والإقليم".
ويلفت الى وجود أتباع لهذا التنظيم حاليا، من السلفية الجهادية في الأردن، على الرغم من انقسامها بين "داعش" و"النصرة"، إلا أننا "شهدنا تهديدات عديدة من تنظيمات تنتمي لـ"داعش" للأردن".
وحذر أبو هنية من أن هذا التنظيم "قادر على تنفيذ هذه التهديدات إذا قرر ذلك، لاسيما مع وجود من ينتمون له في المملكة، والذين قد ينفذون أعمالا كتلك التي نفذها "الزرقاوي" في العام 2005".
هذا الأمر يحتاج لحيطة وحذر لمراقبة الحدود خوفا من تسلل أي أفراد من التنظيم من سورية أو العراق للمملكة، بحسب ذات الخبير.
من جهته، يعتبر الوزير الأسبق بسام العموش، أن هناك جهات، لم يسمها، تقف خلف تنظيم "داعش"، ويدلل على ذلك بقوله "فجأة يظهر ويهدد دولا ومنها الأردن، لا بد من وجود جهة ما وراءه".
ورأى العموش، أن هذا التنظيم لم يدخل وحده لمدينة الموصل، بل إن "جهات أخرى استعداها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وبالتالي اتفقت مع هذا التنظيم على هدف إسقاطه".
واستبعد العين الأسبق العموش في حديثه لـ"الغد"، "تأثير لما يجري في العراق على الأردن حاليا"، إلا أنه شدد على ضرورة أخذ الاحتياطات، "لأن البعض قد يستغل قصة معان وقد يعود بعض هؤلاء الجهاديون من سورية"، لذا فالمفترض بالأردن أن يكون "متنبها".
ويرى العموش أيضا أن الحل لهذه الأزمة هو "تنحي المالكي، معتبرا أن إقامة دولة إسلامية ما هي إلا أحلام لدى داعش، لأنه لن يتم السماح بأن يحكم إسلامي أي دولة، ويستدل على هذا بما أسماه "إزاحة الرئيس المصري السابق محمد مرسي لأنه إسلامي".
ويضيف القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين، قائلا "إن الإسلاميين ليسوا لأي مرحلة في الوقت الحالي وإما أن يكونوا شركاء أو أعداء"، ولهذا السبب فإن "الأردن ساند الرئيس المصري الجديد عبدالفتاح السيسي لأن هناك تخوفا من اتجاه إسلامي".
وبالنسبة لما يجب على الأردن فعله لتجنب أي خطر أو تهديد، أكد ضرورة "حل المشاكل الداخلية، وإعطاء قانون الانتخاب، وليس قانون الإرهاب صفة الاستعجال، ودعوة الحكومة للإسلاميين والاتفاق معهم".
الباحث المتخصص في الفرق والجماعات الإسلامية أسامة شحادة، يعتبر أن ما جرى في العراق هو "تسليح ودعم غير مباشر لداعش من مسؤولين معينين"، مشيرا الى أنه استولى على قواعد تحوي أسلحة وطائرات ومدرعات، وأن الجيش العراقي انسحب بدون مقاومة، كما استولى على ما يزيد عن 400 مليون دولار، من بنوك الموصل.
وفيما حذر شحادة من أن "بوصلة هذا التنظيم الارهابي قد تتجه الآن الى الأردن والسعودية، لزعزعة الصراع ونقله للدول العربية، تساءل لمصلحة من تقوية تنظيم إرهابي وإعطائه مالا وسلاحا وهو موجود على حدود الأردن؟".
وفي سياق تحذيره أيضا، أعرب شحادة عن أسفه لأن الفكر الداعشي "ينتشر في الأردن بين السلفيين والجهاديين" بحسب قوله، وينتشر أيضا بين شرائح غير جهادية.

اضافة اعلان

 

[email protected]