سياسيون ومحللون: ولي العهد يمنح الثقة للشباب للنهوض بالوطن

محمد الكيالي

عمان- أكد سياسيون وخبراء ومحللون سياسيون، أن ظهور سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، لأول مرة في حوار تلفزيوني، يأتي كرسالة للأردنيين وخاصة فئة الشباب بأن الأردن يعول عليهم لبناء مستقبل زاهر.

اضافة اعلان

وأضافوا في تصريحات لـ"الغد"، أن سموه تحدث عن عدة مواضيع تشغل بال الأردنيين، منها الاقتصاد والمؤسسية في العمل خاصة في ظل وباء كورونا، إضافة إلى المواقف الهاشمية الثابتة من القضية الفلسطينية، وكان قريبا من المجتمع كعادة ولي العهد.

وفي هذا السياق، قال وزير الإعلام الأسبق، سميح المعايطة، إن حديث سمو ولي العهد الأمير الحسين، هو الأول بهذا الشكل الإعلامي عبر مقابلة تلفزيونية، وهذا يعني رغبة في إرسال رسائل محددة وضرورية سواء حول الأفكار والآراء والمواقف التي يحملها الأمير أو عن شخصيته وظهوره، وكلا الأمرين تحقق في هذا اللقاء.

وبين المعايطة أن سمو الأمير الذي يعمل منذ سنوات في مجالات تهم قطاع الشباب، وهناك مؤسسة ولي العهد التي تتبنى برامج وخطط في هذا المجال، حرص على أن يوجه بشكل مباشر حديثه للشباب حول أمور تهمهم.

وأضاف: "كانت إشارة الأمير واضحة وقوية حول ما يتم من البعض من استخدام سيء لوسائل التواصل الاجتماعي، وقدم المثال بأمر يخصه بشكل شخصي ويتعلق بزواجه والإشاعات أو الأخبار الكاذبة التي يتم تداولها، وهي إشارة إلى أن هناك فئات تستعمل هذه الأداة بشكل سلبي وبما يمس حياة الأشخاص ومصالح المجتمعات".

وشدد المعايطة على أن سمو ولي العهد قدم نفسه من خلال الظهور والأفكار بشكل ملفت في أول حوار تلفزيوني محلي.

من جانبه، قال الخبير القانوني، الدكتور رياض الصرايرة، إن حديث سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، تعد دافعا لمواصلة العطاء والإنجاز بالدقة والكفاءة المطلوبة وتحقيق التميز في الأداء وتقديم خدمات أفضل للمواطنين، وهو ما يسهم في ترجمة استراتيجيات وأولويات العمل الحكومي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأشار الصرايرة إلى أن سموه منح الثقة للشباب الأردني، لإيمان سموه غير المحدود بإمكانات الشباب وقدرتهم على المساهمة في إنجاز الأهداف الوطنية وتحقيق الافضل ورسم المستقبل، عبر توفير البيئة المناسبة وخلق المبادرات والبرامج، لتحقيق الاستفادة من الطاقات الوطنية الشابة لمواكبة رؤية القيادة الهاشمية، ورفدهم بكل الإمكانات والموارد اللازمة لخلق مستقبل أفضل لهم.

وتطرق الى إيمان سموه بقدرات الشباب الذين يشكلون شريحة وركيزة أساسية لدفع عجلة التقدم والتنمية في كافة المجتمعات، وتعزز من دورهم إلى استشراف المستقبل، تجسد بالأولوية التي منحها سموه لوضع الاستثمار في الشباب وتأهيلهم وتمكينهم ضمن صدارة الأولويات، لضمان استدامة مسيرة التطوير والبناء نحو المستقبل.

فيما أكد الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور زيد النوايسة، أن حديث سمو ولي العهد حمل العديد من الرسائل والدلالات والمعاني، من أهمها ما فهمه الأردنيون أنهم أمام أمير شاب قارئ ومطلع على طبيعة مختلف التحديات الداخلية والإقليمية والدولية.

وأوضح النوايسة أن سموه على علم بالتحديات التي تواجه الأردن بمنهجية ثابتة، والتي منها التحدي الاقتصادي نتيجة تأثر المملكة من أزمات الإقليم بدءا من حرب العراق مرورا بالأزمة السورية إضافة إلى جائحة كورونا.

وقال إن سمو ولي العهد ركز في أن التعامل مع مختلف التحديات يكون عبر العمل المؤسسي وأن اتخاذ القرارات يكون عبر النهج وليس بالأشخاص، بحيث أن كل مسؤول يكمل ما بدأ به سلفه.

وبين أن سمو ولي العهد ركز في حديثه على الشباب وعلى ضرورة توفير فرص تؤدي إلى تمكينهم وتأهيلهم للدخول إلى سوق العمل كما ركز على أهمية التعليم التقني الذي تعمل مؤسسة ولي العهد على تعزيز هذا النوع من التعليم.

ولفت النوايسة إلى أن سموه، يرى أن القضية الأساسية التي يجب التركيز عليها سياسيا هي القضية الفلسطينية التي هي جوهر الاستقرار في المنطقة، وعلى أهمية مدينة القدس باعتبارها كانت ولازالت موضع اهتمام الهاشميين الذين يملكون وصاية تاريخية عليها.

بدوره، اعتبر عميد كلية الأمير حسين للدراسات الدولية، الدكتور محمد القطاطشة، أنه ولأول مرة يجري حوار شامل مع سمو ولي العهد، وهذا إن دل فإنه يدل على الترابط الوثيق لدى مؤسسة العرش.

وبين القطاطشة أن سموه ركز في حديثه على فئة الشباب الأردني، ووجه لها رسائل مهمة بضرورة العمل الجاد لرفعة الأردن.

وأوضح أن أسلوب حديث سموه يدخل إلى قلوب وعقول الناس بشكل سريع ومباشر، حيث أن الحوار أثبت أن ولي العهد قريب دائما إلى الأردنيين.

وأضاف أنه ولانشغالات جلالة الملك الكثيرة بحل قضايا وهموم الأردن والأردنيين، فإن نبض الشارع يكون من خلال ولاية العهد وهذا ما جرى دائما، مبينا أن سمو ولي العهد يساعد جلالة الملك في أن يكون أقرب إلى الناس وهذا ما شعر به الأردنيون أول من أمس.

أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، الدكتور خالد شنيكات، أكد أن هناك إلتزام تاريخي رسمي من العائلة الهاشمية بحماية الأماكن المقدسة، منذ نهاية الثورة العربية الكبرى، واستمرت هذه الرعاية على مدينة القدس لغاية هذا اليوم كجزء من المسؤولية الدينية لجلالة الملك وأسرته الهاشمية.

وبين شنيكات أن إشارة سمو ولي العهد عن أهمية القضية الفلسطينية والأماكن المقدسة فيها، يدل على اهتمامه الكبير بالجهود التي يقودها جلالة الملك في هذا الملف والعمل الجاد على إبقاء قضية فلسطين على رأس أولويات السياسة المحلية والعربية.

وأكد أن سموه أولى التحديات الاقتصادية جزءا مهما من حديثه، خاصة وأن الأزمة الاقتصادية التي يعيشها الأردن لها بعدين اثنين، أولهما تأثر المملكة بالأزمات الإقليمية والتي انعكست على الداخل الأردني.

ولفت شنيكات أن الربيع العربي الذي تلى الأزمة العراقية وتأثر الأردن بالإمدادات النفطية وارتفاع أسعارها، مرورا إلى توقف الغاز المصري والتجارة مع سورية وصولا إلى جائحة كورونا، كلها قضايا أحدثت شللا كاملا بالاقتصاد العالمي وأثر بشكل كبير على المملكة بعد إغلاق الاسواق والتصدير وغيرها.

وبين أن البعد الثاني، هون البعد الداخلي الاقتصادي الذي يتركز حول سوء الإدارة والفشل الحكومي في جذب الاستثمارات وتعيين الكفاءات لحل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الأردن.

وأوضح أن سموه ركز على الشباب على أنهم هم مفتاح تقدم الأردن، مبينا ان ذلك يتركز في دعوة الأردنيين للعمل الجاد من أجل ازدهار الوطن.