سيدات أعمال: للمرأة دور فاعل في شركات تكنولوجيا المعلومات

أكدت سيدات أعمال، أن للمرأة الاردنية دورا فاعلا في قطاع تكنولوجيا المعلومات، نظرا لقدرتها وامتلاكها المهارات اللازمة، وان ابرز ما تحتاج اليه هو ازالة العوائق أمام تدرجها في المهام القيادية في هذا القطاع الحيوي، بحسب تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا). مديرة تطوير الأعمال في جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات 'انتاج' زين عصفور، قالت إن للمرأة دورا فاعلا في قطاع تكنولوجيا المعلومات، خاصة وان السيدات يستحوذن على نحو ثلث الوظائف في القطاع، ما يجعل حصتهن من الوظائف القيادية جيدة اذا ما تم مقارنتها مع قطاعات أخرى في المملكة. وأشارت الى دور جمعية انتاج في دعم وتطوير دور المرأة في القطاع، من خلال إطلاق العديد من المبادرات التطويرية، أهمها مبادرة تمكين المرأة "شيتكس" والتي سعت لتعزيز تواجد المرأة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. ولفتت الى ان الجامعات تخرّج الآلاف من الطالبات للدخول في سوق العمل، الأمر الذي يفرض على الجميع التكاتف لتأهيلهن نحو امتلاك المهارات العلمية والعملية اللازمة للالتحاق بسوق العمل. من جهتها قالت المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمنظمة جالاكسي للتكنولوجيا، الدكتورة ريما دياب، إن دور المرأة في قطاع تكنولوجيا المعلومات مهم جدًا كونها صاحبة عمل او مؤسِّسة، ما يعزز قدرتها على النجاح والتقدم اقتصاديًا وامتلاكها الصلاحيات لصنع القرارات الاقتصادية. واضافت أن المرأة في الاردن لاتزال تُمثَّل تمثيلًا زائدًا في المهن ذات الأجور المتدنية، بينما يوجد عدد قليل جدًا من النساء في المناصب العليا، وذلك في المنطقة ككل، مشيرة الى ان تأسيس أول منظمة في التكنولوجيا مختصة بالذكاء الاصطناعي وتُعنى بالتمكين التكنولوجي للنساء جاء بهدف تزويد النساء بالمهارات التكنولوجية الحديثة لزيادة نسبة مشاركة المرأة اقتصاديا من خلال العمل بالتكنولوجيا من ذكاء اصطناعي و برمجة وغيرها. وأوضحت أنه حسب تقرير الأمم المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن نسبة مشاركة النساء تقارب 20.5 بالمئة في القوى العاملة، كما تشير التقديرات إلى أن نسبة 33 بالمئة من النساء في المنطقة يشاركن في العمالة الهشة مقارنةً بنسبة 23 بالمئة للرجال. وشددت دياب على ضرورة التركيز على ريادة المرأة للأعمال باعتماد استراتيجية خاصة للنهوض بالتمكين الاقتصادي للمرأة والحد في الوقت نفسه من عدم المساواة بين الجنسين. وأشارت إلى أن النساء كن المتضرر الأكبر خلال جائحة كورونا، في فقدان الوظائف، لأن العديد من الشركات أصبحت تعتمد التكنولوجيا الحديثة في توظيفها، مؤكدة ان التمكين الاقتصادي للمرأة من خلال التكنولوجيا أحد الركائز الأساسية لتوسيع الفرص الاقتصادية أمامها باعتباره عاملا حاسما في تمكينها. وبينت ان التمكين الاقتصادي في سياق حقوق المرأة والعمل والعدالة الاجتماعية، والتنمية المستدامة الشاملة، يشمل الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية بما يتماشى مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030، حيث تلعب التكنولوجيا الحديثة اليوم، وبشكل خاص الهواتف النقّالة والإنترنت وأجهزة الكمبيوتر، دوراً كبيرا مع وجودها في ايدي معظم النساء لتسريع نمو الأعمال التجارية لديهن. وقالت ان المهارات الرقمية اصبحت أساسية لتعليم وتمكين النساء لابتكار نماذج الأعمال التجارية، وبناء الشبكات والعلاقات الاجتماعية المهنية وتطوير خطط العمل، وزيادة رؤوس الأموال، والتفاعل مع أصحاب المصلحة والعملاء. وأضافت دياب أنه من خلال عملها مع المرأة في جميع برامج التمكين الاقتصادي الذي تقوده منظمة "جالاكسي" تسعى إلى تمكين النساء من خلال اعتماد نهج شامل للبرامج، للمساهمة في تأمين مستويات أعلى من الدخل، وتحسين الوصول إلى الموارد والتحكم فيها، وزيادة الأمن لجميع النساء، بما في ذلك الحماية من الابتزاز الالكتروني. كما تعمل المنظمة مع الحكومات والبنك الدولي والأمم المتحدة من أجل تعزيز العمل اللائق والعمالة المُنتِجة من خلال معالجة الأسباب الهيكلية لعدم المساواة. وبينت دياب ان لدينا القدرة على تعزيز روح ريادة الأعمال لدى النساء و تغيير الصورة النمطية الاساسية للتوظيف ، وتخفيف الحواجز والمساهمة في تهيئة بيئة مناسبة لتنمية روح ريادة الأعمال ودعم مشاريعهن، حيث لاحظنا في الفترة الماضية مع إجراءات الإغلاق الناتجة عن جائحة كورونا، أهمية التكنولوجيا الحديثة كأدوات لدعم قدرات المؤسسات الصغرى ومتوسطة الحجم على التكيّف وقدرتها التنافسية، إلا أنها في الوقت نفسه تسببت في إضعاف العديد من الأعمال التجارية الصغيرة غير الجاهزة رقمياً واقصاء العديد منها. واستعرضت ابرز العوامل التي تسهم في تمكين المرأة اقتصادياً، كتحدي تغيير الصور النمطية للجنسين وتقبل المرأة في المراكز الادارية العليا من خلال زيادة الوعي المجتمعي في المناهج المدرسية وزيادة التركيز على قصص نجاح نساء في ابرازهن كمثل أعلى للفتيات لتعزيز قدراتهن. وقالت ان تأمين دعم للمرأة في سياسات الحكومات كافة يسهم في ترجمة وتعزيز السياسات القائمة على الأدلة المراعية للنوع الاجتماعي، مشددة على ضرورة تعزيز قدرات المؤسسات الوطنية لتوفير خدمات مُراعية للنوع الاجتماعي فيما يتعلق بالتمكين الاقتصادي. بدورها قالت المدير التنفيذي لشركة قسطاس للتقنيات القانونية نسرين حرم، إن المرأة قادرة وتمتلك المهارات وليست بحاجة الى تمكين بقدر ما هي بحاجة الى إزالة العوائق أمام تدرجها في المهام القيادية في قطاع تكنولوجيا المعلومات. واضافت أن التحديات التي تواجه المرأة لا تختلف نوعيا عن التحديات التي تواجه زملاءها من حيث طبيعة التحدي، لذلك يحب الا نتعامل مع حالات حضور المرأة في القطاع وكأنها حالات استثنائية ناتجة عن التمكين، فالنساء في شركات التكنولوجيا عنصر مهم جدا كما في اي مجال، علما بان هذا القطاع رفيق جدا بالمرأة العاملة بسبب ساعات الدوام ودعم العمل عن بعد وبيئة العمل . وأشارت الى أن السياسات الداعمة للمرأة العاملة في القطاع ستزيد من تواجدها لا سيما فيما يتعلق بالمواصلات ودور الحضانة، بالإضافة الى السياسات التي تحفز الشركات على التوازن في التوظيف وتكافؤ الفرص بين الإناث والذكور. بدورها قالت مدير عام شركة "بي.ام.بي" المتخصصة في تقديم حلول تكنولوجية في مجال الأمن السيبراني والديجتال والحلول البنكية الرقمية والبيانات الكبيرة، المهندسة ربى درويش، إن المرأة الناجحة يجب أن تكون قدوة لباقي السيدات في قدرتها على تجاوز الصعوبات في قطاع تكنولوجيا المعلومات، اذ تلعب دورا اساسيا بالتمكين الاقتصادي، لأنها جزء مهم مساهم فيه. وأكدت على أهمية مساهمة قوانين العمل في مساندة المرأة خاصة اذا كانت متزوجة أو لديها أطفال وترغب في العمل من المنزل او في ساعات عمل مرنة، داعية الشركات لقبول وتفهم طبيعة عمل المرأة ومسؤولياتها المختلفة تجاه البيت والعمل في نفس الوقت، وشددت على ضرورة أن تعزز المرأة ثقتها بنفسها، وأن تؤمن بقدرتها على النجاح في هذا المجال. من جهتها قالت شريك مؤسس لشركة "انتراسوفت " الاردن المتخصصة بصناعة الأنظمة والبرمجيات وتطبيق الحلول الجاهزة، هبة المجالي، إن للمرأة دورا رياديا في المجتمع يتخطى تمكين النساء فقط، فهو يبدأ بخلق بيئة عمل مبنية على أسس المساواة الجندرية وإعطاء الجميع فرص عادلة مبنية على الكفاءة، وهذا بحد ذاته أول خطوة لزيادة مشاركة المرأة في العمل، حيث ان وجود المرأة في موقع ريادي يعتبر بحد ذاته محفزا لتشجيعها وطمأنتها بوجود الفرص في سلم الوظائف وتشجيعها على الانخراط في قطاع تكنولوجيا المعلومات الذي أعتبر قطاعا ذكوريا لفترة طويلة، ما سيؤدي الى تمكين المرأة اقتصاديا وسيؤمن مصدر دخل يرفع من مستوى دخل الأسرة. وأضافت أن المرأة اثبتت على مر السنوات بأنها متفانية بالعمل، وفي بعض التخصصات في تكنولوجيا المعلومات كان لها دور قيادي واثبتت نجاحها، كما تسعى الى ادامة معرفتها بشكل مستمر، كما انها ملتزمة تجاه مكان العمل لفترة أطول، ما يخلق نوعا من الاستقرار وضمان جودة العمل. ولفتت الى العوامل التي تسهم في تمكين المرأة اقتصادياً مثل التدريب، والقروض الميسرة، وتوفير مراكز خدمات استشارية للنهوض بالأعمال وخدمات استشارية مالية لتلافي تعثر مشاريعهن، بالإضافة الى ضرورة الانفتاح على فرص وظائف تدار من المنزل لتمكين المرأة في المحافظات، وتقبل فكرة ساعات العمل المرنة.-( بترا)اضافة اعلان