تغريد السعايدة
عمان- منتوجات "صنعت بحب"، وبشغف المكان الذي أسهم بانطلاقة عشرات السيدات اللواتي حرصن على عرض ما صنعته أياديهن من منتجات طبيعية وتراثية تحاكي إرث المدينة، ليكون "بيت خيرات السلط" مفتوحا أمام السكان والزوار للتمتع بما تجود به الأرض.
سيدات السلط حاولن، وبمجهود من ناشطات وناشطي المدينة، أن يسهمن ولو بجزء بسيط بالحراك الثقافي والتراثي الذي تشهده المدينة في هذه الفترة بعد إعلان منظمة اليونسكو إدراج مدينة السلط على خريطة التراث العالمي، وبدعوة من "بيت خيرات السلط"، تم تنظيم البازار التعريفي بمنتجات صنعتها سيدات محافظة البلقاء، مساء الخميس الماضي.
وحظي البازار بتواجد كبير للزوار من مختلف المحافظات، إذ تم تنظيمه في ساحة العين في قلب المدينة، وفي موقع تكية السلط تحديدا، التي تعمل فيها الناشطة ثائرة عربيات، بجانب عملها في "بيت خيرات السلط" ومشروع مهدبات الهدب، حيث تعمد من خلال "بيت خيرات السلط" إلى توفير مساحة تسويقية لسيدات البلقاء اللواتي يفتقرن إلى وجود أماكن خاصة أو منصة لتسويق المنتجات الطبيعية التي تتميز بجودتها وإرثها الكبير.
عربيات أكدت أن هذا البازار أو المعرض الذي تم تنظيمه مؤخرا هو فرصة للسيدات عبر تواجدهن وتواصلهن مع الزبائن بشكل مباشر والحديث عن تجربتهن ومشاريعهن البيتية.
ويضم "بيت خيرات السلط"، كما تبين عربيات، ما يقارب 52 سيدة من مختلف مناطق المحافظة، يقدمن منتجات متميزة وتجد قبولا وإعجابا من قبل زوار المدينة، و"بيت خيرات السلط" تحديداً، حيث موقعه المميز في جزء من بيت أبو جابر، البيت التراثي المميز في قلب المدينة، الذي يحظى أساساً بزيارة سياح وزوار المنطقة، ليكون "بيت خيرات السلط" جزءا من هذا المسار السياحي، الذي تسعى كذلك من خلاله عربيات إلى أن يتحول إلى فرصة تجارية وتسويقية مميزة للسيدات بمكان يفوح منه عبق التراث لمدينة السلط.
وتؤكد عربيات أن الفكرة كذلك هي جزء من عمل ناشطي مدينة السلط للمحافظة على استمرارية الحرف اليدوية في المنطقة، وخاصة ما تقوم به الفتيات والسيدات في السلط من محاولة لدعمهن، وتطوير قدراتهن وتطوير أعمالهن فيما بعد.
أم حمزة البعيجات، وقفت تشرح للزوار في الموقع عن عملها البيتي الذي تقوم به بكل حماس ومحبة "ونفس"، على حد تعبيرها، فهي تقدم للزوار ومرتادي "بيت خيرات السلط" مأكولات تراثية شعبية تتميز بها مناطق عدة في البلقاء، وأبرزها الرشوف، المجدرة، المنسف، الحلويات الشعبية المختلفة.. وغيرها الكثير من المنتجات التي قد تقوم بتقديمها حسب طلب الزبائن.
أما أم بكر عربيات، فهي كذلك تقوم بعمل منتجات غذائية مختلفة نوعاً ما عن أم حمزة، حيث تعد مطيبات الطعام "البهارات" والزعتر والسماق، والسمن، وحلوى "الخبيصة" التي تُصنع من عصير العنب وتشتهر بها مدينة السلط، وتشهد هذه المنتجات طلبا كبيرا من زبائن "بيت خيرات السلط"، كما تبين عربيات، حيث تقوم بإعدادها بمواد من منتجات الطبيعة في محيطها.
فيما قدمت سيرين عربيات، وهي ما تزال على مقاعد الجامعة، منتجات صحية طبيعية من خيرات الأرض، وتحاول أن تتواجد في مثل هذه التجمعات التسويقية لعرض منتجاتها، فيما رباب العتابي تخصصت في مجال الرسم من خلال الحرق على الخشب، وعرضت مجموعة من أعمالها الفنية، وتتمنى أن تجد فرصة تسويقية، خاصة وأن السلط الآن أصبحت محط أنظار الجميع ويزورها أسبوعياً أعداد كبرة من الزوار، الذين يتواجدون كذلك في "بيت خيرات السلط".
وتقول ثائرة عربيات إن اختيارها موقع ساحة العين والمكان المخصص لتكية السلط، طريقة لجذب الزوار كذلك للمواقع المختلفة في المدينة، ومنها "بيت خيرات السلط" القريب من الموقع ذاته، الذي تم إنشاؤه بالتعاون مع مبادرة "مسار الخير" لتسويق المنتجات للسيدات العاملات في تهديب الشماغات، ضمن مشروع "مهدبات الهدب"، والمنتجات الأخرى المتنوعة.
وفي "بيت خيرات السلط"، تعمد الكثير من زائرات الموقع إلى تجربة ارتداء "الخلقة السلطية"، وهي الرداء التراثي الذي تتميز به سيدات السلط في الماضي. وتقول عربيات إنها تمنح الزوار تجربة الملابس والاطلاع على المنتجات، عدا عن الشراكة مع باقي الأماكن السياحية التراثية في المدينة، بحيث يثمر هذا التعاون بين الجهات المختلفة عن تهيئة قاعدة سياحية للمدينة من شأنها أن تسهم في تنشيط حركة السياحة، والاقتصاد في الوقت ذاته.
