سيناء 2010: من تلة حلفون إلى بحر القاعدة

يديعوت احرونوت

غي بخور 13/5/2010

النظرية الدارجة في إسرائيل، بأن التخلي عن سيناء أليم وصعب، كانت بالتأكيد صحيحة حتى العقد الأخير. في أيار (مايو) 2010، يجدر التفكر في ذلك مرة أخرى.

اضافة اعلان

سيناء اليوم لم تعد الصحراء الرومانسية لـ "جفعات حلفون "، أو مهرجان نويبع، أو مستوطنة الناحل في سيناء أو المكوث على شاطئ ذهب. شبه جزيرة سيناء هي إحدى الأماكن الجميلة ولكن الخطيرة في العالم، مع مشهد مذهل، بعد سلسلة عمليات القاعدة في شواطئ ذهب ونويبعة وطابا. وليس صدفة أن تنشر سلطة مكافحة الإرهاب تحذيرات خطيرة ضد وجود الإسرائيليين هناك في فترات الأعياد، مثلما هو الحال الآن.

الإرهاب يتسلل إلى سيناء من بؤرتين أساسيتين: قطاع غزة والبحر الأحمر، الذي أصبح منذ زمن غير بعيد "بحر القاعدة " في نقاط لقاء عنيفة مثل الصومال، اريتريا، السودان، اليمن، السعودية ومصر. لا تثق أي دولة بالدولة الأخرى. وعليه فمن السهل للإرهاب أن يزدهر هناك. خط العبور إلى نويبع يتدفق بمحافل إشكالية وبالسلاح من العراق ومن الخليج أيضا. وكله يتسرب إلى سيناء. إضافة إلى ذلك ما تزال المنطقة بين غزة حماس والجهاد الإسلامي وبين سيناء سائبة، حيث تشهد الاستعداد لأعمال تخريبية ودخول السلاح طيلة الوقت.

بسبب لقاء الإرهاب الفلسطيني والإسلامي من الصعب السيطرة على المنطقة الهائلة لسيناء، مع قبائل بدوية يتعاون بعضها مع الإرهاب، لدرجة أن مصر تجد صعوبة في إدارتها. صحيح، أنههم يسيطرون على المحاور الرئيسة، ولكنهم لا يكادوا يصلون إلى داخل الصحراء نفسها، وهناك يتصرف الإرهاب كما يتصرف المرء في بيته.

المصريون يعززون الحراسة طيلة الوقت، حيث أن كل المحافظين وفرقهم هم من رجال الجيش والمخابرات وخبراء الأمن. والسجن في العريش يعمل طيلة الوقت، وأجهزة الامن الداخلي تعمل – ولكن المنطقة ما تزال هائلة ويوجد للإرهاب حتى عاصمة: غزة.

كما أن المصريين يفترض أن يفكروا مرة أخرى بالإنجاز الكبير المتعلق باستعادة سيناء. باستثناء نفط أبو رودس، المجدي لهم جدا، فإن مصر في معظمها هي صحراء. وهم لا يحتاجون إلى مزيد من الصحراء. صحيح أن الكرامة الوطنية ترممت ظاهرا، ولكن إذا كانت سيطرتهم في سيناء جزئية فقط، فلعل هذا من شأنه أن يلمح بأن سيطرتهم في الدولة كلها أيضا جزئية. إذا كان الإرهاب ينجح في سيناء، فلعله ينجح أيضا في مصر كلها؟ وإذا كان الإسلام السياسي يزدهر هناك فلعله يصل إلى القاهرة أيضا؟

هذه أسئلة عسيرة، يفضل النظام المصري عدم طرحها عليه. ولكن سيناء هي عينة صغيرة عن المشاكل الأمنية لمصر – مع سيادة إضافية، خفية، للإرهاب والقبائل. والمصريون ما يزالون يذكرون جيدا موجة الإرهاب التي أغرقت القاهرة في النصف الأول من التسعينيات وهم قلقون. وهذا هو السبب الذي يجعلهم يسارعون إلى أن ينفوا نفيا باتا الأنباء عن صواريخ جراد التي أطلقت مؤخرا نحو إيلات من سيناء.

والآن تصوروا أن الجيش الإسرائيلي كان يسيطر في سيناء حتى اليوم. كيف كنا سنحمي منطقة بهذا الاتساع من إرهاب قوي؟ هل كنا سنستعبد جنود الجيش الإسرائيلي لهذه المهمة، الكبيرة علينا؟ وماذا كنا سنقول إذا ما وقعت عمليات ضد جنودنا المرة تلو الأخرى من داخل الظلام؟ في ظروف اليوم، لا ريب أنهم كانوا سيفعلون ذلك.

على المستوى العسكري يحافظ المصريون يحافظون بحرص على اتفاقات تخفيف حجم القوات والرقابة، وليس لهم أي مصلحة في حرب ضد إسرائيل. لكن مشكلة الإرهاب هي مشكلة لإسرائيل، إضافة إلى كونها أزمة للمصريين. وفي تحالف المصالح الذي نشأ بين مصر وإسرائيل ضد الإرهاب على أنواعه، هذا جيد لإسرائيل.