شارع بوابة الجامعة الجنوبية

تنشط أمانة عمان الكبرى في تركيب كاميرات لرصد مخالفات مرورية بمختلف شوارع العاصمة، حتى بتنا نشعر أن بين كاميرا مراقبة وأخرى، كاميرا ثالثة، ففي المنطقة الممتدة من مثلث ياجوز على شارع الأردن وحتى  مستشفى الملكة علياء يوجد عدد لا بأس به من كاميرات مراقبة السرعة، بعضها قديم وأخرى جديدة بانتظار التفعيل.اضافة اعلان
حسنا، لا بأس أن تظهر الأمانة وإدارة السير حرصهما على سلامة المواطنين، وسنصدق أن تركيب تلك الكاميرات ليس من منطلق الجباية، وهذا يتطلب الإعلان بوضوح عن السرعة في مناطق الكاميرات، وأن تكون السرعة متوازنة، بحيث لا تكون 80 كم في الساعة، وفجأة وبدون سابق إنذار، تصبح السرعة 60، وبعد كيلو واحد تعود لـ80 كم في الساعة!!.
القصة ليست هنا، فأمانة عمان قد تخرج علينا لتؤكد أن تركيب الكاميرات جاء حرصا على سلامة المواطن، وهو ما قد تفعله إدارة السير ايضا، بيد أن الحرص الذي يمكن ان تتحدث عنه الأمانة والسير لا يعفيهما من توضيح سبب الأزمة الخانقة التي نراها يوميا عند البوابة الجنوبية للجامعة الاردنية، والتي باتت سببا في إهدار أكثر من 45 دقيقة من وقت المواطن في مسافة لا تتجاوز 300 متر فقط وأحيانا اقل.
لذا، فإن (الأمانة والسير) وبذات الطريقة التي يفكران فيها بتركيب كاميرات سرعة عليهما التفكير باستنباط حلول منطقية وعقلانية لمعالجة الأزمة في تلك المنطقة على وجه الخصوص، وأزمة السير بعمان عموما، وتحديدا بشارعي المدينة المنورة والاستقلال، فشارع الخدمات الذي ابتكرته الأمانة بشارع المدينة المنورة أثبت فشله، ولم يعمل ذلك الشارع سوى بتأمين أماكن اصطفاف مكتظة للمطاعم، فأزمة السير موجودة بلا حل، لا بل إنها توسعت وتعمقت وباتت ممتدة على طول الشارع، والأمر نفسه ينطبق على شارع الاستقلال المخنوق بالسيارات.
أعرف ان عمان يدخلها يوميا 1,5 مليون سيارة، وأعرف ما قد يقوله مسؤولون حول سبب الازمة، حيث يستحضرون الصيف ووجود مغتربين وإخوة لاجئين، بيد أن ذلك كله لا يعفي المعنيين من مسؤوليتهم تجاه التخطيط السليم، ولا يعفيهم من الاستنفار لمعالجة الأزمة من خلال خطط مرورية ناجعة مبتكرة.
فلا يعقل تحت أي مقياس عالمي أن يبقى المواطن عالقا في أزمة سير بمنطقة بوابة الجامعة الجنوبية لمدة تزيد على نصف ساعة وتصل لساعة أحيانا، ولا يعقل أن يبقى الموضوع بلا حل وتركه للأيام، فالجامعة الاردنية لن تنتقل من مكانها، وكذا فإن مركز الحسين للسرطان لن يترك موقعه، ومستشفى الجامعة فى مكانه منذ عشرات السنين، إذن الحل هو قيام مهندسي الطرق في الأمانة والسير بالتفكير بحل دائم أو إيجاد أنفاق أو أي شكل آخر من الحلول.
ما يضاعف أزمة بوابة الجامعة الجنوبية أن إدارة السير والأمانة وضعتا إشارات "ممنوع الالتفاف" في نهاية الشارع المقابل لبوابة الجامعة الجنوبية، والتي يبدأ منها شارع عاكف الفايز، والأغرب من ذلك أن الجميع يقوم بالالتفاف من المكان الممنوع بوجود رجال السير وتحت نظرهم، وهنا لا بد من التنويه إلى ضرورة إرسال رجال سير خبراء في طريقة التعامل مع مناطق الأزمات الساخنة، وطريقة حل أي إغلاق بشكله الصحيح.
ما سبق جرس تنبيه لأمانة عمان وإدارة السير حول وجود منطقة أزمة متواصلة في ذلك المكان للبحث عن حلول لذلك، من خلال إقامة جسر بالتعاون مع الجامعة والمؤسسات الموجودة في المنطقة للتغلب على أزمة السير، وإيجاد حل ناجع لها، فما يجري يوميا بتلك المنطقة لا يطاق ولا يتوجب السكوت عنه.