"شبح داعش".. يهيمن على "الفيسبوكيين" الأردنيين

رسم تعبيري يحمل عبارة سنحيا كراما يزين صفحة “الكتائب الشعبية للدفاع عن العلمانية والتعددية”. -(من المصدر)
رسم تعبيري يحمل عبارة سنحيا كراما يزين صفحة “الكتائب الشعبية للدفاع عن العلمانية والتعددية”. -(من المصدر)

غادة الشيخ

عمان- لم يقتصر تأثير “شبح” تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” على عبارات وصور ينشرها فيسبوكيون أردنيون على صفحاتهم، ووصل الأمر إلى حد إطلاق صفحة تناهض هذا التنظيم و”كابوس” اقترابه من الأردن.اضافة اعلان
“الكتائب الشعبية للدفاع عن العلمانية والتعددية” أبرز ما أفرزته “بروباغندا داعش”، حيث أطلق هذه الصفحة ناشطون أردنيون على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
وتهدف الصفحة بحسب ما جاء فيها “إلى تمكين الشعب والدولة، والمحافظة عليها من خطر الجهل والقتل والتطرف”، معتبرة أن “الأردن بإيجابيته وسلبيته حق للأردنيين، وأنهم هم من يقومون بعملية التغيير ومحاربة الفساد والمفسدين، بعاداتهم وتقاليدهم وأفكار القوى السياسية فيهم”.
ونشر القائمون على الصفحة وهم غير معروفين ما يشبه البيان قالوا فيه “لن نقبل ولن نسكت، وبكل جدية، التلاعب بأحقية الحياة والسعادة والاستقرار لمواطني الأردن”.
وأكدوا أنهم “لن يسمحوا لكائن من كان وبكل الوسائل، ممن يسمون أنفسهم بالسلفيين الجهاديين، أصحاب اللحى المزيفة الرديئة، أعداء الحياة الذين يريدون بنا أن نعود إلى ما قبل آلاف السنين بأمراضهم وإرضاء لشهواتهم الأسطورية أن يعبثوا فيها وبشكل الحياة، أو بالدخول اليها وجعلها مرتعاً لحوائجهم الدنيئة والمريضة”.
وشددوا على أنهم سيبقون على “عجلة الحياة، نعمل على تمكين الشعب والدولة ضد التحجر والهمجية”.
وتعليقا على ما حدث في محافظة معان الجمعة الماضي حول خروج مسيرة نظمها سلفيون تدعم “داعش”، نشرت ما يسمى بالكتائب الشعبية على الصفحة “الأردن ورغم مشكلته السكانية المعقدة، إلا أنه يتناغم داخليا على طريقة عيش لا بأس بها من الهدوء، وما حدث في معان ما هو إلا خارج عن المألوف، فلا يمكن أن يبرر عقل أن تحصل هذه (الدولة الداعشية) على تأييد من أي إنسان”. وخاطبوا المتواصلين معهم قائلين إن “استمرارية الحياة كما تريد، مرهونة بوعيك وبحفاظك على تراثك وهويتك من الضياع، إن دعمك للتعددية وقبولك لها، أقل ما يجب أن تفعله وتؤمن به كي تكون إنسانا عاقلا منتجا”.
وقالوا إن “أخاك من الدين الآخر أو الطائفة الاخرى ليس صعبا أن تقتنع بأنه إنسان مثله مثلك، لديه أطفال وعمل والتزامات وهدف عام لحياته، إن قبولنا بالتطرف وقتلة رؤوس البشر، إعلان عن رفضي له ورفضه له، وبداية للعيش في الخوف والظلام”.
كما أوضحوا أن “العلمانية التي نريد، لا تعني الانحلال وانتشار الرذيلة والأعمال الخارجة عن عاداتنا وتراثنا، وإنما هي إيجاد مساحة للعيش لكافة المكونات بسلام وحرية وعدالة، وحرية الفرد بتصرفه بنفسه واختيار طريقة حياته وشكلها، فالعلمانية التي نريد هي من تحافظ على الدين من العبث به في السياسة ومتاهاتها”.