شخصيات سامة "تفتعل" المشاكل وتأخذ من "التحريض" منهجا لها

شخصيات سامة تفتعل المشاكل وتأخذ من التحريض منهجا لها
شخصيات سامة تفتعل المشاكل وتأخذ من التحريض منهجا لها
ديمة محبوبة عمان- أينما يتواجد الإنسان، يجد شخصيات تتفنن بمعاكسة "المركب السائر"، سواء بأسلوب التحريض أو نقل الأخبار المفبركة ومضاعفة حجمها بهدف نشر الأجواء السامة، تحديدا في علاقات العمل وبين الأصدقاء وبالمحيط العائلي. يذهب الفرد إلى عمله، ويلتقي بهكذا شخصيات ناقلة للطاقة السلبية، تسعى للتحريض على المشاكل وخلق بيئة مشحونة من باب أن "القادم أسوأ"، ما يجعل الأجواء متوترة ومزعجة. يذهب اختصاصيون إلى أن الأفراد يتأثرون بمجتمعاتهم، وفقا للتنشئة والبيئة وطريقة التربية، ومن هذه الشخصيات من لا تستطيع أن تعيش بأجواء مريحة، فوجودها مرتبط بالسلبية التي تبثها على من حولها. يشكو خليل حلمي من التوتر الذي يعيشه بشكل يومي في مكان العمل، بسبب زملاء يتنافسون على نقل الحديث مع إضافات كثيرة في غير مكانها، مؤكدا أن المشاكل الحاصلة من وراء هذه الأقوال، فيها زعزعة للثقة وتغذية للنميمة والتحريض. ويحلل أن هناك أفرادا لا يستطيعون العيش من دون اختلاق المشاكل في بيئة العمل، لتنتقل لعائلاتهم وفي محيطهم الضيق أيضا، فكثيرا ما نسمع أن هناك أفرادا بصفات مختلفة يتفننون بإثارة الخلافات داخل الأسرة، إما بنقل الكلام أو تضخيم ما يقال أو حتى الافتراء، وجميعها تؤدي إلى مشكلات لا تنتهي. تقول مرام عوني التي تعمل في قسم المحاسبة في شركة خاصة "إن أسوأ وقت تقضيه في يومها عند مواجهة زملاء وزميلات يتهامسون عليها باستمرار ويوجهون افتراءات غير حقيقية ويتربصون لها ويقولونها ما لم تقله، لتشعر دائما أنها تحت المجهر". وتؤكد أن كل شخص معرض للخطأ في عمله أو حتى بالتقصير، وبحاجة لإعادة شحن طاقته وعزيمته، لكن هنالك من يستغل ذلك بشكل مسيء وسلبي ولأهداف معينة. اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة، يبين أن مثيري الفتن وناقلي الكلام، هم شخصيات غير متوازنة وما يقومون به فقط لإثبات ذاتهم وأنهم متواجدون ولهم حضور، لافتا إلى أنهم يعيشون في بيئة غير سوية اعتاشت على الحسد والكره، فطبيعي أينما وجدت تكون المشاكل والتحريض السلبي وافتعال المشكلات. وحول كيفية التعامل مع هذه الشخصيات، ينصح مطارنة بمواجهتها وليس تجاهلها لكي لا تتمادى وتستمر في الخطأ، واتخاذ موقف حقيقي منها وتحجيمها وعدم إعطائها فرصة أذية الآخرين، فتجاهل هذه الشخصيات يعني الموافقة على أفعالها ومضاعفة الأذى الذي تقوم به. أصل العلاقات أن تكون مساندة وتقدم الدعم، وإن كان هناك خلل ما فيجب إيقافه حتى لا يتغذى على البيئة الخصبة للمشاكل. اختصاصي علم الاجتماع د. محمد جريبيع، يرى أن المجتمع بتنوعاته واختلافاته يؤثر في سلوك الإنسان، وهناك فئة تعتاش على الطاقة السلبية ونثر الخلافات والمشاكل في كل مكان، لإثبات وجودها. ويصف جريبيع بأن هذه الشخصيات تبث سمها، كما وصفها، أينما تواجدت، وتنتظر تأثيرها على الآخرين لتشاهد نتيجة أفعالها سواء في مكان العمل أو العلاقة بين الأصدقاء أو داخل العائلة. وينصح جريبيع أن على الشخص أن يسلح ذاته بالقوة والثقة من هذه الشخصيات وألا يتأثر بها، وألا يجعلها تؤثر على صحته النفسية. اقرأ أيضاً:  اضافة اعلان