شخصيات "متشائمة" على مواقع التواصل

مجد جابر

عمان- حالة من الكآبة تنتاب العشرينية رؤى علي في كل مرة تتصفح بها صفحتها على الفيسبوك وتصدف فيها أن مجموعة من الأشخاص التي تصفهم بـ”المتشائمين” بسبب ما يكتبونه من حالات وعبارات مليئة بالدمار والحزن والكآبة.اضافة اعلان
فتقول رؤى إن لديها صديقة على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي كل يوم ومنذ سنين تكتب بوستات محزنة ودرامية حيث انها أطلقت عليها لقب “ملكة الدراما” معتبرة أنها تتفنن في جلب الحزن والأسى والكآبة على البوستات التي تكتبها.
وتشير الى أنها تدرك أنه قد يمر على الشخص أيام يكون بها مكتئبا أو مرهقا نفسياً ويعبر عن مشاعره لكن لا يمكن ان يستمر هذا الأمر يوميا لمدة سنوات متتالية كلها كآبة ودمار وعتب وبكاء، مبينةً أن هذا الأمر ينشر  طاقة سلبية لدرجة أنها تفكر جدياً بمسحها من قائمة أصدقائها.
هند سعيد تعاني مع اختها التي تنشر عبارات تعبر عن حزن وتشاؤم “ الفيسبوك  “ وتقول اي شخص سيقرأ هذه العبارات سيظن انها شخص ضحية ومعنف ويعيش حياة بائسة والظروف قد جارت عليه، إلا أن الحقيقة والواقع ليسا كذلك على الاطلاق، ولا توجد في حياتها أحداث تستحق كمية الدراما التي تجسدها على مواقع التواصل الاجتماعي، مبينةً أنها باتت تشعر بالحرج من الاصدقاء المشتركين الذين يتصلون ليستفسروا عن ما يحدث معها وما اذا كانت بحاجة للمساعدة.
وتشير هند أنها عندما تحدثت معها في الأمر وأنها تسيء للعائلة كلها بهذه الطريقة أخبرتها أنا حرة بحياتها وبأن تتوقف عن متابعتها اذا كان الأمر لا يعجبها، لافتةً أن الشيء الوحيد الذي استنتجته من تصرفات أختها أنها تحب أن تعيش دور الضحية وأن تستجدي عطف الناس من التعليقات واللايكات التي تتلقاها.
في حين أن ابراهيم مسعود هو شخص آخر يعتبر أنه غير مستعد على الاطلاق لتحمل الأشخاص من هذه النوعية على صفحته على الفيسبوك لأنه ومن وجهة نظره أن الشخص حتى وان كان يمر في محنة أو مأزق فهذه خصوصية قد يشاركها لصديق مقرب وليس لكل الناس على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويعتبر أن الأمرمحاولة لاستجداء عطف الناس وشحد الانتباه والاهتمام منهم فقط لا أكثر، مبينا أن الشخص الذي يمر بمحنة فعلية وحزين فعلا لا يملك أي رغبة لدخول المواقع وكتابة كل ذلك والرد على التعليقات وعدّ اللايكات.
ولعل هناك الكثير من الشخصيات التي يواجهها كل شخص على مواقع التواصل الاجتماعي التي تعتبر متشائمة وتعيش  في حالة دمار دائم وحزن من خلال نشر بوستات وصور وتعليقات ما يجعلها  تنشر نوعا من الطاقة السلبية في كل مكان وتؤثر على الاخرين مما يجعل الكثير من المتابعين يملون من وجود مثل هذه الشخصيات لديهم على اعتبار أنها متشائمة وتجلب لهم الكآبة.
وفي ذلك يقول الاختصاصي النفسي والتربوي الدكتور موسى مطارنة إن هؤلاء الأشخاص دائماً يحبون الظهور بدور الضحية والمظلومين والحظ السيئ وبأن الحياه ليست معهم والناس دائماً يخونونهم، مبيناً أنهم يعبرون عن حالة اسقاطات النفس التي لديهم وعدم القدرة على الاعتماد على الذات  وإشعار الآخرين أنهم أشخاص مظلومون وضحايا.
ويشير الى أن هؤلاء الأشخاص يزيدون الشخص كآبة ولا بد من معالجتهم، لذلك لا بد من التعامل مع هذه الشخصيات المضطربة بالمواجهة وافهامهم بأن كل الناس يمرون بمواقف صعبة لكنهم يجدون نافذة يخرجون أنفسهم منها ولا بد من تحجيم حالة الاستعطاف هذه.
ويشير الى أنه لا بد أن يتجه الشخص دائما نحو الأشخاص الذين يبعثون له السعادة والتفاؤل والايجابية في الحياة، ويدرك بأن هناك أشخاصا سعيدين ويعيشون بانبساط حتى بأبسط الإمكانيات.