شركة اتصالات رئيسية تدرس الاستحواذ على شركة مشغلة لخدمات الإنترنت اللاسلكي

شبان يرتادون أحد مقاهي الانترنت في عمان - (تصوير: اسامة الرفاعي)
شبان يرتادون أحد مقاهي الانترنت في عمان - (تصوير: اسامة الرفاعي)

إبراهيم المبيضين

عمان- كشف مصدر مسؤول في قطاع الاتصالات أمس، أن واحدة من شركات الاتصالات الرئيسية العاملة في السوق المحلية وتمتلك أذرعاً لتقديم خدمات الخلوي والإنترنت، تدرس الاستحواذ على واحدة من شركات الإنترنت اللاسلكي بتقنية "الواي ماكس".اضافة اعلان
وقال المصدر -الذي فضّل عدم نشر اسمه- "إنّ الموضوع ما يزال في البدايات وفي مراحله الأولية ؛ حيث يجري العمل على دراسة النواحي القانونية والفنية وجدوى الاستحواذ على هذه الشركة التي تقدم خدمات الإنترنت اللاسلكي في السوق المحلية".
وأضاف المصدر نفسه أنّ الموضوع قد يحتاج الى عدة أشهر لاتخاذ قرار نهائي بشأنه، كونه يحتاج الى دراسات جدوى اقتصادية وفنية وقانونية، لافتاً الى أنّ الشركة الرئيسية تتطلع الى تعزيز قوتها في سوق الإنترنت المحلية التي تشهد منافسة شديدة بين عدد كبير من المزودين ومنافسة بين عدة تقنيات تتيح خدمات الولوج الى الشبكة العنكبوتية.
ويشار هنا الى أنّ سوق الاتصالات المحلية تضم اليوم في سجلاتها ثلاث شبكات أو شركات رئيسية هي (أورانج، زين، وأمنية)، وكل منهم يمتلك أذرعاً لتقديم خدمات الخلوي والإنترنت، مع الإشارة الى أن كلا من أورانج وزين تقدمان خدمات الإنترنت عريضة النطاق عبر الموبايل من خلال التقنية التي تعرف تجارياً بالجيل الثالث، فيما كانت شركة أمنية أعلنت أنها تسعى لتقديم الخدمة خلال العام المقبل.
وفي المقابل، تضم سوق الإنترنت الى جانب هؤلاء اللاعبين الكبار أكثر من 8 شركات تقدّم خدمات الإنترنت السلكي بتقنية ADSL، وخمس شركات تقدم خدمات الإنترنت اللاسلكي بتقنية "الواي ماكس"، الى جانب عدد من الشركات التي تقدم خدمات إنترنت للشركات والمؤسسات الكبيرة.
إلى ذلك، قال المصدر نفسه إن سوق الإنترنت المحلية، بجميع شركاتها وتقنياتها، تشهد منافسة شديدة جداً، وانخفاضات مستمرة في الأسعار، لاسيما بعدما دخلت المنافسة على تقنية "الجيل الثالث"، التي بدأت تنافس بشكل غير مباشر تقنيات "الواي ماكس" والإنترنت السلكي بتقنية ADSL، وهو الأمر الذي بدأ يؤثر بشكل أو بآخر على قدرة الشركات الصغيرة المقدمة لخدمات الإنترنت.
وأضاف المصدر نفسه أن هذه المنافسة الشديدة وانخفاضات الأسعار بدأت تؤثر فعلياً على الطلب على خدمات الإنترنت اللاسلكي بتقنية الواي ماكس، كما بدأت تؤثر على إيرادات الشركات، وخصوصاً تلك الصغيرة منها، ما يضعها في أوضاع اقتصادية صعبة قد تراجع من قدرتها على الاستمرار في المنافسة في هذه السوق.
وتوقّع المصدر نفسه أن تشهد السوق المحلية خلال السنتين المقبلتين عدة اندماجات بين شركات صغيرة مع بعضها أو استحواذات من قبل شركات كبيرة على أخرى صغيرة، أو خروج شركات من السوق، وذلك وضع قد يشمل قطاعات اقتصادية أخرى غير قطاع الاتصالات.
وأضاف أن سوقا محدودة ذات منافسة شديدة؛ كالسوق الأردنية، تحتاج الى نفس طويل واستثمارات وقوة مالية تسمح للشركات بالاستمرار في الإنفاق على الإعلان والتسويق، وخصوصاً أن بدايات معظم الشركات كانت صعبة مع ارتفاع أثمان تراخيص ترددات الواي ماكس.
وكانت إحصاءات رسمية كشفت مؤخراً، أنّ عدد اشتراكات خدمات الإنترنت اللاسلكي بتقنية "الواي ماكس" قد تراجعت العام الحالي لأول مرة منذ دخولها السوق المحلية، ولكن بنسبة طفيفة بلغت 2 %.
وذكرت الإحصاءات، التي نشرتها هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، أنّ عدد اشتراكات الإنترنت بتقنية الواي ماكس سجل نهاية الربع الثاني من العام الماضي حوالي 108 آلاف اشتراك، وذلك لدى المقارنة بعدد الاشتراكات المسجل نهاية الربع الأول عندما بلغ 110 آلاف اشتراك. ويعد تراجع عدد اشتراكات "الواي ماكس" الأول من نوعه لهذه التقنية، بعدما شهدت ارتفاعات متتالية منذ دخولها السوق المحلية لأول مرة في العام 2007، وذلك نتيجة تأثرها بالمنافسة الشديدة في سوق الإنترنت، لا سيما بعد دخول وتعمق الطلب على خدمات الجيل الثالث في السوق المحلية، وفقا لما يقوله عاملون في القطاع.
وتعد تقنية "الواي ماكس" اللاسلكية واحدة من بين عدة تقنيات تتيح استخدام خدمات الإنترنت في السوق المحلية الى جانب تقنية ADSL السلكية وخدمة الدارات المؤجرة وتقنية الجيل الثالث التي تتيح استخدام الإنترنت في السوق المحلية، في وقت أظهرت فيه الأرقام الرسمية نفسها أنّ إجمالي عدد اشتراكات الإنترنت في السوق المحلية بجميع هذه التقنيات؛ بما فيها "الواي ماكس"، ارتفع نهاية الربع الثاني الى حوالي 497 ألف اشتراك، مقارنة بـ455 ألف اشتراك إنترنت نهاية الربع الأول.
وكانت الأرقام الرسمية الصادرة عن هيئة الاتصالات، أظهرت أن قاعدة مستخدمي الإنترنت بمختلف الاشتراكات والتقنيات سجلت نهاية الربع الثاني من العام الحالي 2.6 مليون مستخدم، بنسبة انتشار من عدد السكان بلغت 42 %.

[email protected]