شرك اسرائيلي جديد

وزير الخارجية الاسرائيلية سيلفان شالوم يدعو الرئيس الفلسطيني المنتخب محمود عباس- ابو مازن- الى الاضطلاع بمهمة القضاء على "الارهاب" الذي يعني بنظره وبمقاييس كافة المسؤولين الاميركيين ومن ورائهم ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش ومعظم العالم "الحر" القضاء على المقاومة الفلسطينية لانها تريد انسحاب قوات الاحتلال ونيل حرية الشعب الفلسطيني والتخلص من ربق كابوس جاثم منذ عقود على الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين.

اضافة اعلان

 

والمتوقع وفق ما ذكره ابو مازن في كل التصريحات الا يرفع السلاح الفلسطيني ضد الانسان الفلسطيني والمؤمل الا يقع الرئيس الفلسطيني المنتخب بأغلبية من شعبه فريسة للشروط الاسرائيلية التي انبرى شالوم لوضعها في وجه عباس حتى قبل ان يعلن فوزه رسميا في انتخابات الرئاسة الفلسطينية.

 

ابو مازن كان قد اكد في اكثر من مناسبة غداة انتخابه رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية انه لا يمكن ان يتنازل عن الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني واولها حقه في العودة اي عودة اللاجئين الفلسطينيين وثانيها اقامة الدولة الفلسطينية وثالثها عدم التخلي عن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المنتظرة.

 

اما رابع هذه الحقوق الوطنية الثابتة فهو عدم قتل الانسان الفلسطيني بالسلاح الفلسطيني.

 

مطالبة شالوم شرك نصبه، بأمر من سيده رئيس الوزراء ارييل شارون وبعد التنسيق مع كافة المسؤولين الاسرائيليين، للرئيس الفلسطيني المنتخب عباس كشرط مسبق لكي يكون شريكا فعلياً في عملية السلام.

 

فاذا نجح الرئيس الفلسطيني الجديد حسب المنطق الاسرائيلي في تجاوز هذا الشرط المعجز- وآمل ان يكون الفشل حليفه إن فكر في تلبيته- فانه سيجد نفسه امام شروط تعجيزية اخرى لن تنتهي.

 

لكن الامل كبير في ان يعرف السيد عباس كيف يتعامل وها هو قد فاز وحاز على ثقة الفلسطينيين فيه ومن غير المعقول ان يدير ظهره يوما ما لشعب "الجبارين".

 

وفي اعتقادي الجازم ان اسرائيل لا تريد سلاما ولو كانت تريده لما اسمت الضفة الغربية بـ"يهوداً والسامرة" ولما ضمت القدس الشرقية تحت اسم "يروشاليم" اليها واعلنت انها عاصمتها الابدية الموحدة.

 

اسرائيل تتحدث عن السلام ولا تعمل من اجله بل من اجل قضم المزيد من الاراضي وقريبا ستعلن ان عباس لا يصلح ان يكون شريكا فعليا في عملية السلام.