شريك رغم كل شيء

يديعوت أحرنوت

بقلم: شمعون شيفر

28/9/2014

على فرض أن أبو مازن ليس شريكا للسلام كفيلا أن يؤدي الى تسوية سياسية بيننا وبين الفلسطينيين، على أن نسأل أنفسنا سؤالا بسيطا: إذن من الشريك؟ هل هو خالد مشعل، اسماعيل هنية أم كل واحد آخر قد تحاول اسرائيل تتويجه كمناسب أكثر لادارة مفاوضات معنا؟ يبدو أن لا.اضافة اعلان
حتى لو كان بعض مما قاله رئيس السلطة أول أمس في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك يزور بالفعل التاريخ وهو مثير للحفيظة بالتأكيد، فما نزال سنبقى مع الواقع الاليم الذي يواصل فيه الشعبان البحث بالشموع عن صيغة تضمن الامن للإسرائيليين وتقرير المصير للفلسطينيين.
 ان الخطابات التي تلقى كل سنة من على منصة الأمم المتحدة هي بالاساس رمزية وفي معظم الحالات عديمة الاهيمة السياسية. هذا صحيح ايضا في حالتنا: فهل يمكن لاحد ما ان يتذكر قولا جوهريا واختراقيا واحدا اطلقه نتنياهو في الأمم المتحدة: فخطابات رئيس الوزراء تأتي دوما بذات الرزمة: فهي تتضمن تذكيرات بالكارثة واستعراضا للتهديدات الوجودية التي تحدق باسرائيل.
أما هذه السنة فقد كان ابو مازن بالذات هو من يخيل انه قدم خطابا اختراقيا: ففي خطابه الكفاحي يحتمل أن يكون حاول ان يثبت لباعثيه الفلسطينيين بانه توجد امكانية في أن يتقدموا نحو نوع من الاستقلال من خلال التوجه الى الاسرة الدولية.
ومن شأن اعلان ابو مازن عن توجهه الى مجلس الامن كي يدفع الى الامام بقرار لاقامة دولة فلسطينية في حدود 67 وعاصمتها شرقي القدس في غضون وقت محدد أن يلقى تأييد القوى العظمى في مجلس الأمن. واذا لم يكن هذا بكافٍ: فلا ينبغي استبعاد امكانية أن تؤيد الولايات المتحدة أيضا مثل هذا الإعلان في يوم من الايام.
 يجدر بالذكر أن الرئيس اوباما كان الرئيس الامريكي الاول الذي في خطاب علني تاريخي القاه في بداية رئاسته تطرق الى حدود 67 وتبادل الاراضي بشكل تفصيلي كصيغة محتملة لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني.
ثمة على الاقل سبيلان لمواجهة المسائل التي طرحها ابو مازن في خطابه. السبيل الأول، الذي لا بد على نحو شبه مؤكد ان يلقى تعبيرا له في خطاب نتنياهو في الامم المتحدة غدا هو: قلت لكم، ابو مازن ليس شريكا للسلام ويزور التاريخ بشكل خطير. ثمة في ذلك غير قليل من الحقيقة: فقبل بضع سنوات حين استمعت الى ابو مازن يخطب في الجمعية العمومية للامم المتحدة فوجئت من التشويهات التاريخية التي طرحها على لسانه في موضوع تاريخ القدس. فعلى حد قوله، لم تكن اليهودية موجودة على الاطلاق في المدينة القديمة حيث كان الهيكل اليهودي – فللمسيحية والاسلام فقط محفوظ هنا مكان.
 اما الرد الثاني على اقوال ابو مازن فيستدعي منا التفكير بجدية في البدائل والدفع الى الامام بحل من جانبنا يقوم على اساس واحدة من امكانيتين: دولتين للشعبين أو دولة ثنائية القومية واحدة تضمن منح حقوق كاملة لكل سكان بلاد اسرائيل، يهودا وعربا على حد سواء.
  رغم الاقوال القاسية التي اطلقها ابو مازن أول أمس، محظور أن ننسى أنه هو وقادة اجهزة الامن الفلسطينية يتعاونون بشكل جارف مع اجهزة الامن الاسرائيلية في هدف مشترك: منع عمليات الارهاب.
سيكون هناك من يقول ان من يتعاون معنا في الليل مسموح له أن يطلق خطابات تتضمن ترهات ضدنا أيضا في النهار. ولكن القرار في مستقبلنا لا يوجد فقط في يدي ابو مازن. فهو يوجد ايضا في يد حكومة اسرائيل. خسارة فقط أن نتنياهو لم يتمكن من فهم ذلك وعمل ذلك في هذا الشأن.