شعراء يستذكرون الشاعر نايف أبو عبيد بندوة "شيخ القوافي"

Untitled-1
Untitled-1

عزيزة علي

عمان - استذكر شعراء وكتاب وأصدقاء ورفاق الشاعر الراحل نايف أبو عبيد، في ندوة استذكارية بعنوان "شيخ القوافي الشاعر نايف أبو عبيد"، نظمها منتدى الرواد يوم السبت الماضي.اضافة اعلان
المشاركون في الندوة أكدوا أن أبو عبيد ترك خلفه موروثاً شعرياً وأدبياً وقيمياً، وإرثاً زاخراً بالذكريات الجميلة، فهو مثال للمثقف العضوي الحقيقي الذي يحمل هموم وطنه وشعبه، وهو أحد أعلام الأردن الذين أثروا الساحة الأردنية الإعلامية والأدبية.
تحدث في الندوة كل من رئيسة جمعية الأسرة البيضاء ميسون العرموطي، ومديرة المنتدى هيفاء البشير، ورئيس رابطة الكتاب الشاعر سعد الدين شاهين، وعوض نصير، والشاعر مهدي نصير، والشاعر أكرم الزعبي وأهل الفقيد.
وأدار الندوة المستشارة الثقافية للمنتدى، القاصة سحر ملص التي قالت: "هذا صباح خاص نجتمع فيه معا، وينقصنا حضور شاعرنا القامة الأدبية المعطاءة، النخلة الباسقة المتجذرة في الأرض، الشاعر نايف أبو عبيد الذي رحل إلى رحاب الله، وظلت قوافيه مثل غيمة سكوب تمطرنا، فقد عاش وفيا لبلده وأمته، وأحيا التراث في الشعر والأغاني. صلى في ربوع بلاده، ثم تدثر بعباءته، وغادرت روحه للسماء".
ومن جانبها، قالت رئيسة جمعية الأسرة البيضاء ميسون العرموطي: "نستذكر مآثر أبو عبيد، أحد أعضاء منتدى الرواد المخلصين، فقد كان شجرة وارفة الظلال، نتفيأ تحت ظلالها، ونستقي من نبعها العطاء. فهو سخي القلب والروح؛ حيثما حل سكب من ثقافته وقوافيه، وأضاء مجلسه".
ولفتت إلى أن الشاعر "قامة ثقافية أردنية نعتز به في الوطن العربي، فقد رسخ للقصيدة الشعبية، وتميز بصوته الشعري الخاص، وتفرد بلونه الجميل. وهو رمز ثقافي نعتز به في منتدى الرواد الكبار".
أما مديرة المنتدى، هيفاء البشير، فأشارت إلى أن أبو نظير "ترك موروثاً شعرياً وأدبياً وقيميا، وإرثاً زاخراً من الذكريات الجميلة التي تركها لنا، نحن زملاؤه وأصدقاؤه وتلاميذه ومحبوه. وما تزال رائحةُ كوفيته المُعطَّرة بالشيح والقيصوم تفوح بيننا، وستبقى عابقةً مع مر السنين"، مشيرة إلى أنه كان قارئاً نهماً، يبحث عن كلِّ ما يكتب عن الأردن في الصحافة العالمية، صادقاً وموضوعياً، شاهداً على الأحداث، يعبر عن وحي عالمِـه، وهو ابن عصره، عايش عذابات الحروب العالمية، اكتوى بمرارة هزيمة العرب في فلسطين، وقهر تراجع ريادة الأمة الذي انعكس في نفوس أبناء جيلنا"، لافتة إلى أنه قد أطلق اسم أبو عبيد على مكتبة المنتدى، تخليدا لذكراه الطيبة.
ومن جهته، رأى رئيس رابطة الكتاب الأردنيين الشاعر سعد الدين شاهين، أن أبو عبيد يمثل حالة فريدة في الأدب الأردني، وهو نموذج للمثقف العضوي الذي يحمل هموم وطنه وشعبه، وأحد أعلام الأردن الذين أثروا الساحة الأردنية الإعلامية والأدبية شعرا فصيحا وشعبيا، حتى نال وسام الاستقلال من الدرجة الثانية من الديوان الملكي.
فيما تحدث عوض نصير، قائلا: "ربطتني به وشائج عديدة من القربى؛ فهو ابن الحصن البار، وهو رفيق النضال، يوم كان للنضال قيمة. وهو الصديق الذي لا أفارقه أو يفارقني"، مشيرا إلى أن أبو عبيد كان فارس الشعر والأدب، وهو موسوعة معرفية ذكية لا ينسى، تغنى بربوع الأردن، وخلد الشهداء، وكتب الأمثال والقصص الشعبية فأبدع، وهو الإذاعي والإعلامي ذائع الصيت.
فيما ألقى كلمة أهل الفقيد شقيقه الإعلامي محمود أبو عبيد الذي قال "إن أبا نظير رأى الرحيل قبل أن يرحل. اجتهد كثيرا، ووصل ولم يصل في آن، كانت جدليته الذاكرة الوطنية، ليستقر برهة في حاضر الأزمنة. وبين كل ذلك، نسج أشعارا للخلود، للجمال، والحياة".
وأشار أبو عبيد إلى أن الأردن يحيي ذكرى استشهاد ابنه البار وصفي التل هذه الأيام، وهنا نذكر مرثاة نايف الشعرية التي أهداها لروح الشهيد وهي بعنوان "الوصفية"؛ حيث تقول "كنت ابن سبع وعشر حين ناداني/ صوت "العشيات" في ليلي فأشجاني/فرحت ألهث خلف الحرف أتبعه/فشدني الحرف يا شيخي وأدناني".
فيما قرأ الشاعر مهدي نصير قصيدة في رثاء شيخ الشعراء الأردنيين نايف أبو عبيد، يقول في مقاطع منها: "صديقي/رحلتَ بعيداً وقد كنتَ أقربنا للحياةِ/وقد كنتَ أبسطَنا/كنتَ أعمقنا/كنتَ أقربَ للوردِ من عطرهِ/كنتَ أقربَ للأرضِ – شاعرَنا – قبلَ غرسِكَ/كالسنديانِ على تلِّها/ صديقي/ رحلتَ بعيداً وخلَّفتَ خلفَكَ أرضاً يباساً/وقوماً عِطاشاً/وأعداءَ يقتسمون البلادَ/ويفترشونَ الفِجاجا/صديقي/ستبكي عليكَ هنا معَنا كلُّ ورداتِ هذي السهول/وكلُّ سنابلِ هذي الحقول/وكلُّ أغاني البلادِ الحزينةِ/تلكَ التي كنتَ تعشقُ عزَّتَها".
فيما قدم الشاعر أكرم الزعبي شهادة كان قد قرأها في حفل تكريم للشاعر نايف أبو عبيد، قبل وفاته، مشيرا فيها إلى أن أبو عبيد "عاشق إربد الذي امتد عشقه ليلامس فلسطين، وينطلق منها إلى كل أرض عربية".
ويُذكر أن نايف أبو عبيد عمل مدرّساً في مدرسة حوارة الابتدائية (1954)، وعمل في الإذاعة الأردنية (1978-1984). مُنح وسام الاستقلال من الدرجة الثانية من الديوان الملكي، لتميزه الشعري، وهو عضو في رابطة الكتاب الأردنيين. صدر له من الأعمال الأدبية في مجال الشعر "أغنيات للأرض"، "هُرجة وحكايا ليل"، "ديوان قريتنا"، "قال الراوي"، "أرجوان العمر"، "سلام عليه.. سلام عليها"، "نشيج القوافي"، "الأعمال الكاملة".