شغب في كرة السلة

لعل مباراة فريقي الأهلي والوحدات التي جرت أول من أمس، ضمن دوري بنك الإسكان الممتاز لكرة السلة، تعد من أكثر مباريات كرة السلة الأردنية ندية وإثارة، وبالفعل يمكن اعتبارها من أجمل المباريات على الإطلاق، نظرا لارتفاع مستواها الفني. لكن "الزين لا يكتمل"، والشحن النفسي الزائد بين لاعبي وجماهير الفريقين انعكس سلبا على نهاية المباراة، التي سادها شغب في المدرجات ولم تطلق صافرة النهاية لها، بعد انسحاب فريق الأهلي احتجاجا على قرار الحكام. قمة السلة الأردنية التي سبقها اجتماع فني، فتحت الأبواب أمام تساؤلات عدة، وأكدت أن ظاهرة شغب الملاعب انتقلت إلى مباريات كرة السلة، نتيجة ارتفاع مؤشر الحضور الجماهيري والتنافسي، ولغياب منافسات كرة القدم، ما جعل مدرجات صالة الأمير حمزة زاخرة بحضور جماهيري تاريخي. ما جرى خلال وبعد مباراة الأهلي والوحدات بكرة السلة، يؤكد ضرورة تولي مديرية الدرك حماية مباريات كرة السلة، من خلال وحدة أمن الملاعب المدربة بشكل جيد على التعامل مع أحداث الشغب، لاسيما وأن جلوس المتفرجين من الفريقين المتنافسين بالقرب من بعضهما بعضا، يسهم في زيادة الاحتكاك اللفظي والبدني بين المتفرجين، وبالتالي لا بد أن يصار الى إجراءات أمنية جديدة تفصل بين المتفرجين وتمنع الاحتكاك بينهم قدر المستطاع. و"جدلية الحكام" لا تنتهي أبدا، فالقرار الصائب الذي أثار جدلا كبيرا في آخر 36 جزءا من الثانية، يعيد الى الأذهان مطلب "حكام من الخارج" لإدارة المباريات الحساسة، بما أن هناك من يعتقد بأن أخطاء الحكام تؤثر على نتائج المباريات من دون قصد. لا شك أن دوري كرة السلة حفل وسيحفل بمزيد من الأحداث الساخنة، بما أن للعبة شعبيتها وقاعدتها التنافسية، وأن المستوى التنافسي قد ارتقى إلى درجة تجعل المدرجات ممتلئة بأعداد هائلة من الجماهير، بعكس ما يحدث في مباريات أخرى. لنعترف أن معظم الجمهور الذي يحضر مباريات كرة السلة حاليا، هو جمهور كرة القدم، تحول بهذه السرعة نتيجة غياب المنافسات الكروية، وارتفاع مستوى لعبة كرة السلة، والمحافظة على الجمهور ضرورة لإنجاح البطولة، وفي الوقت ذاته فإن على الاتحاد تفعيل اللوائح التأديبية، حتى وإن وصل الأمر إلى حرمان الجمهور اذا اقتضى الأمر، رغم أن الشغب في لعبة كرة السلة يمكن أن يحدث حتى على مستوى أشهر دوري في العالم وهو الدوري الأميركي.اضافة اعلان