شقيق سيدة "فقأ" زوجها عينيها: لن نتنازل عن حقها

نادين النمري عمان- تنظم منظمات المجتمع المدني وقفة أمام رئاسة الوزراء الخميس المقبل، تحت عنوان "طفح الكيل"، وذلك تنديدا بحوادث العنف ضد المرأة، التي كان آخرها جريمة بشعة بحق سيدة فقدت بصرها على يد زوجها بمحافظة جرش فجر الخميس الماضي، في حادثة أثارت استياء وغضبا واسعا في أوساط الرأي العام. وبحسب ما قال شقيق السيدة الضحية ومحاميتها لـ"الغد"، فإن "فاطمة" كانت تعرضت على مدار أعوام للتعنيف والإساءة من قبل زوجها، وكانت حركت عليه سابقا شكوتي شقاق ونزاع ونفقة في المحكمة الشرعية، لكنها تنازلت عن الشكوى بحقه وذلك رغبة منها في البقاء مع أطفالها، خصوصا أن الزوج كان هددها أكثر من مرة بحرمانها منهم، كما هددها بالقتل وحرمانها من نعمة البصر. وبالفعل، أقدم الزوج على فعلته وفقأ عينيها وحرمها نعمة البصر وبوجود الأطفال في المنزل رغم توسلها إليه بأنه إذا كان ينوي قتلها، بألا يفعل ذلك أمام أطفالهما. ونفى شقيق الضحية وجود أي نية لاسقاط حق شقيقته في الجريمة البشعة التي تعرضت لها خلافا لما تداوله البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال، "لا يوجد أي نية لاسقاط الحق الشخصي، بل نطالب بأشد العقوبات بحق المعتدي". من جهته، قال أمين عام المجلس الوطني لشؤون الأسرة، محمد مقدادي، إنه "تم عقد اجتماع مصغر لبعض أعضاء الفريق الوطني لحماية الأسرة من المعنيين من مقدمي الخدمة للاطلاع على الحالة"، مبينا أن "هدف الفريق كان التأكد من أن إجراءات التعامل مع الحالة كانت إجراءات جدية وطبقا للاطار الوطني لحماية الأسرة، وأن الاستجابة كانت فورية بالتعامل مع الحالة من قبل وزارة التنمية الاجتماعية وإدارة حماية الأسرة والمركز الوطني للصحة النفسية". من جانبها، بدأت مجموعة القانون لحقوق الإنسان "ميزان" بتقديم خدمات الدعم الاجتماعي والنفسي للناجية، وستتابع قضية ضم أطفالها، لا سيما أنه تم توقيف الزوج لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه. وقالت المديرة التنفيذية للمجموعة، المحامية إيفا أبو حلاوة، أنها ستتابع القضية قانونيا، لافتة إلى أن الأم متمسكة بحضانتها للأطفال ورغبتها في استعادتهم، في وقت يمكث الأطفال حاليا مع جدتهم لأبيهم. وبينت أبو حلاوة أنه من خلال زيارة السيدة الضحية، تم سؤالها إذا أرادت ايصال رسالة للمجتمع، حيث قالت، "إن أي نشاط تضامني سيشعرها بأن هناك دعما شعبيا ومحاكمة شعبية، ما سينعكس إيجابا على نفسيتها". ووجهت السيدة رسالة من أبو حلاوة إلى النساء، بالقول "لا تتقبلي العنف ولا تتعايشي معه". وإلى جانب خدمات الدعم الاجتماعي والنفسي والقانوني المطلوبة في هذه القضية، أكدت أبو حلاوة أهمية تعزيز الشراكات من أجل الوقاية من العنف وتنفيذ برامج للوقاية من العنف والوصول إلى كافة مناطق المملكة، مؤكدة أن الوعي بهذه البرنامج سينعكس إيجابا على المجتمع، "وحتى لا نواجه مثل هذه الجرائم البشعة التي تؤثر على أي شخص لديه إحساس بالإنسانية"، ومشددة في الوقت ذاته على أهمية رفض أي تبرير للعنف ضد النساء.اضافة اعلان