شمروا عن أكمامكم

معاريف د. حاييم مسغاف - 27/11/2022 شيء ما مقلق يرافق المفاوضات الائتلافية ومن الصعب عدم لمسه. فالصراعات شخصية جدا. والحقائب وحدها هي التي توجد في رأس جدول الأعمال. استمع لهم واحساس بالتقزز يلم بي. حكومة داخل حكومة هذا ما يريدون أن يفعلوه. والانتخابات السادسة هي خيار أيضا كما يتحدثون دون أن يفهموا برأيي معنى الأمر. يحتمل ألا أكون عادلا مع هؤلاء الأشخاص، لكن عندما استيقظ في الصباح واسمع عن "تفجير" آخر في المحادثات، بالتوازي مع التقارير عن تفجيرات حقيقية في القدس وعن مصابين اقول لنفسي ان هؤلاء هم أشخاص يعيشون على ما يبدو في عالم موازٍ لهم، عالم لا يتعلق بهم فيه الواقع الدامي. لعلي مخطيء بالأوهام: ولكن تبادل الحكم هو حاجة الساعة. هذا لا يعني أني اتوقع معجزات وروائع من اولئك الذين سيشغلون الوزارات ذات الصلة بالحرب ضد المقاوم العربي؛ لكن هذا ما اعتقد الجمهور الغفير انه صحيح ومناسب في الانتخابات الأخيرة. والحقيقة هي اني فكرت هكذا، لكني عندما انظر إلى معارك انزال الايدي التي ليس فيها سوى محاولات لنيل المزيد فالمزيد من المواقع السلطوية، أشعر بخيبة أمل هائلة. بدلا من أن يلبسوا سراويل العمل اجد مرشحين لمناصب وزراء يثرثرون حتى الجنون؛ لان وجهتهم هي البقاء في المعارضة وكأنهم ليسوا في مكانة من يمكنه أن يشكل حكومة اخرى. اقرأ مثلا تغريدة لنائبة اقدرها جدا واسأل نفسي، بحق الجحيم لا تشمر الكاتبة عن اكمامها كي تبدأ بالمهمة التي وعدت ناخبيها بها. كما أني اسمع كل اولئك الذين يركلون الان النصر الكبير، التاريخي، لكتلة اليمين، واسأل نفسي: ما الذي يتمنونه؟ معركة انتخابية اخرى؟ ألا يفهمون على الاطلاق بان المعجزة التي وقعت لكتلة اليمين لا يوجد أي احتمال لان تقع مرة اخرى؟ وعندما اسمع أحد المفاوضين يعلن بانه اذا لم يحصل على حقيبة ما فانه لن يدخل الى الحكومة، أتساءل في قلبي: كيف يمكن ايداع امن مواطني اسرائيل في ايدي من يتصرف بهذا الشكل الصبياني؟ فما بالك التسريب من محادثات حميمية بين اثنين. يجلس شخص ما مع رئيس الوزراء المرشح وبعد دقيقة من طرق الباب خلفه، تبلغ وسائل الاعلام تفاصيل عن الحديث الذي جرى في غرفة مغلقة. لا اعرف كيف تجري الأمور في امور اخرى. ولكن واثق من أن من يسمي المرشح لرئاسة الوزراء كذاب ابن كذاب، مكانه ليس في الحكومة التي يترأسها هذا. هذا لن يحصل بالطبع في مطارحنا بسبب اضطرارات ائتلافية؛ لكن هذا محزن. في عهد البيت الثاني، من احرق المحاصيل لم يفعل هذا بدوافع ايديولوجية، وهذا درس لا يجب أن ننساه. لا اعتزم ان اقول ان في عهدنا ايضا يوجد بيننا من هو مستعد لان يسير بعيدا الى هذه الدرجة، ولكن في عيون روحي أرى بالتأكيد اناسا يحملون ولاعة في أيديهم.اضافة اعلان