شهية تهديفية تعوض المستوى الفني

انتهت الجولة الثانية من دوري المحترفين لكرة القدم، أمس، بعد فترة توقف طويلة قاربت خمسة أشهر، وبأي حال من الأحوال لا يمكن الحديث عن المستوى الفني للفرق، لأن الانعكاسات السلبية جراء فترة التوقف القسرية واضحة للعيان، رغم أن شهية الفرق التهديفية كانت فوق ما هو متوقع.اضافة اعلان
أبرز ما حملته الجولة الثانية برأيي هو تأكيد الفرق المتنافسة بشكل تقليدي على اللقب “الوحدات والفيصلي والرمثا”، على أنها جادة في المنافسة على لقب الموسم الحالي، ليس بسبب جائزته المالية متدنية القيمة التي لا تليق ببطولة تحمل اسم المحترفين “60 ألف دينار للبطل”، ولكن لأن البطل هذه المرة سيحمل بطاقة المرور إلى دوري أبطال آسيا بدءا من دور المجموعات، ولن يخوض تصفيات تمهيدية كما حدث سابقا وفشلت فيها جميع محاولات الأندية الأردنية المشاركة في الوصول إلى دور المجموعات، كما أن “وصيف بطل الدوري” وبطل كأس الأردن سيشاركان مباشرة في كأس الاتحاد الآسيوي.
من المؤكد أن غياب الحضور الجماهيري سيحرم الأندية من مصدر دخل لا بأس به وهي في أمس الحاجة له، وكذلك معاناة بعض الأندية من غياب قواعدها الجماهيرية، وإن كانت هذه الأندية الثلاثة المعروفة بجماهيريتها حققت انتصاراتها على منافسيها بالثلاثة!
من الواضح أن غياب الجمهور وإن كان له ما يبرره تحسبا من انتشار رقعة فيروس كورونا، الا أن روابط الدوريات ولاسيما في أوروبا، تسعى لايجاد حلول متدرجة للأزمة تحسبا من حدوث إصابات، ومن أبرز هذه الحلول التدرج في عودة آمنة للجماهير، مبنية على دخول ما نسبته 30 % من الجمهور، على أن يتم رفع العدد بما يتماشى مع الحالة الوبائية، ويضاف إلى ذلك “كما تقرر في ألمانيا مؤخرا” منع وقوف الجماهير وبيع المشروبات لهم، وعدم حضور جمهور الفريق المنافس.
من المؤكد أن الجولة الماضية والجولة اللاحقة من الدوري ستكونان “بالون اختبار”، للحكم على نجاح عودة المنافسات الرياضية بعد انقطاع طويل، وفي حال نجاح التجربة وزوال الأسباب التي فرضت تغييب الحضور الجماهيري عن المباريات، فإن الأمر سيشجع الجهات الصحية والحكومية على التوسع في قرارات فتح القطاعات، رغم المخاوف من حدوث موجة جديدة من “كورونا” في ظل اقتراب فصل الخريف الذي يشهد حالات كثيرة من الانفلونزا العادية وغيرها، ما قد يجعل غياب الجماهير أمرا حتميا حتى نهاية مرحلة الذهاب من الدوري على الأقل.