شهيد فلسطيني وطعن جندي إسرائيلي

العشرات من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي ينتشرون على مدخل مدينة الخليل المحتلة أمس  .-( ا ف ب )
العشرات من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي ينتشرون على مدخل مدينة الخليل المحتلة أمس .-( ا ف ب )

نادية سعد الدين

عمان- استشهد شاب فلسطيني، أمس، بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة الخليل المحتلة، عقب تنفيذه عملية طعن ضد أحد جنود الاحتلال وإصابته بجراح بليغة، فيما اندلعت مواجهات عنيفة في مختلف المدن والقرى الفلسطينية أسفرت عن وقوع جرحى واعتقالات بين صفوف المواطنين.اضافة اعلان
ولم يكدّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري يغادر الأراضي المحتلة، بعد فشل مهمته في "إحلال الهدوء"، مصحوباً بتظاهرة شعبية غاضبة في رام الله ضدّ وصفه "الانتفاضة بالإرهاب"، حتى سارع الاحتلال بتأكيد استمرار الاستيطان، وتعزيز إجراءاته الأمنية في القدس المحتلة.
في حين تصدى الفلسطينيون لاقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك وتنفيذ جولات استفزازية في باحاته، تحت حماية قوات الاحتلال، مما أدى إلى وقوع إشتباكات بين الطرفين، أعقبها وجود عسكري إسرائيلي كثيف في محيط المسجد، بما خلق أجواء من التوتر والاحتقان في المنطقة.
وفي تفاصيل المشهد الميداني المتفجرّ؛ فقد استشهد الشاب الفلسطيني "محمد اسماعيل الشوبكي (20 عاماً)، برصاص قوات الاحتلال عند حاجز الفوار بمدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، بعد تنفيذه عملية طعن أحد الجنود وإصابته بجراح وصفت بالخطيرة"، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وقامت قوات الاحتلال بتطويق المكان والانتشار فيه بكثافة، وإغلاق المنطقة ومنع حركة التنقل، ضمن إطار حالة الاستنفار التي أعلنتها عقب تنفيذ العملية.
وفي ساحة أخرى من المدينة المحتلة، أطلق أحد الشبان الفلسطينيين النار ضدّ سيارة أحد المستوطنين قرب المسجد الإبراهيمي الشريف، متسبباً في إعطابها وإلحاق الضررّ المادي بها، من دون وقوع إصابات، بينما فرضت قوات الاحتلال حصاراً على المنطقة، وكثفت من تعزيزاتها العسكرية فيها. بينما اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والمواطنين الفلسطينيين، في أراضي جامعة فلسطين التقنية خضوري، غرب طولكرم، ما أدى إلى إصابة أربعة شبان فلسطينيين تم نقلهم بواسطة سيارات الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى المشفى، بينما جرى تقديم العلاج ميدانياً للمصابين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.
كما توغلت عدد من الآليات الإسرائيلية في أراضي المواطنين خارج وداخل السياج الحدودي في جنوب بلدة جباليا شمال قطاع غزة، في إطار العمليات العدوانية التي تنفذها قوات الاحتلال ضد القطاع المحاصر.
تزامن ذلك مع اقتحام عناصر من غُلاة المستوطنين اليهود، بينهم "حاخامات"، المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، وتنفيذ جولات استفزازية في باحاته، تحت حماية قوات الاحتلال، ووسط تكبيرات المرابطين والمرابطات.
وقال "المركز الفلسطيني للإعلام"، إن "حاخاماً يهودياً قدم شروحات مزورة وافتراءات حول الهيكل، المزعوم، مكان المسجد الأقصى، قرب باب الرحمة "المُغلق" وفي المنطقة المعروفة باسم "الحُرش" بين باب الأسباط والمُصلى المرواني في المسجد الأقصى".
في الوقت نفسه، تصدى العشرات من المصلين، الذين انتشروا عبر حلقات ومجالس العلم في المسجد، لاقتحامات المتطرفين بهتافات التكبير والتهليل، بعدما كانوا قد توافدوا للأقصى بالرغم من التشديدات العسكرية الإسرائيلية عند البوابات.
وقد واصلت قوات الاحتلال إجراءاتها المشدّدة بحق المصلين من الشبان والنساء واحتجزت بطاقاتهم الشخصية على البوابات الرئيسية خلال دخولهم الى المسجد، في حين جدّدت نساء وطالبات ممنوعات من دخول المسجد الاقصى خلال فترة اقتحامات المستوطنين، الاعتصام حول بوابات الاقصى المبارك.
 رفض فلسطيني "للهدوء مقابل التسهيلات"
سياسياً، حذّرت وزارة الخارجية الفلسطينية من "مخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتغيير مرجعية العملية السلمية من الأرض مقابل السلام إلى "الهدوء مقابل التسهيلات".
وأدانت، في بيان أمس، "مواقف نتنياهو خلال لقائه مع كيري، التي أكد فيها رفض وقف الاستيطان، ومطالبة الإدارة الأميركية الاعتراف بالكتل الاستيطانية مقابل رزمة "التسهيلات" الاقتصادية، في محاولة إضافية منه لتشريع الاستيطان، وتقويض المرجعيات الدولية لعملية السلام، وتفكيك قضايا الحل النهائي بالطريقة التي تتماشى وسياسات الحكومة الإسرائيلية".
وأكدت "عدم قانونية الاستيطان، وفق ما أكدت عليه قرارات هيئات الأمم المتحدة الرئيسية ووكالاتها المتخصصة، والتي صنفته انتهاكا صارخاً وواضحاً لكافة أعراف ومبادئ القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، بخاصةً اتفاقية جنيف الرابعة الواجبة الانطباق في دولة فلسطين المحتلة".
واعتبرت أنه "يقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية إدارة الإجراءات أحادية الجانب المفروضة من قبل قوات الاحتلال، وعلى رأسها الاستيطان، وتحمل مسؤولياتها في تحقيق إجراءات المساءلة والمحاسبة للاحتلال، وإنقاذ القانون الدولي في دولة فلسطين المحتلة".
من جانبه، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جمال محيسن، أن "الشعب الفلسطيني يناضل من أجل استقلاله، وتحرير أرضه من احتلال "إرهابي وفاشي".
وعقب محيسن على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، قائلاً إن "الإدارة الأميركية تتبنى موقفاً منحازاً للاحتلال، بينما لا تنتظر القيادة الفلسطينية شهادات حسن سير وسلوك منها"، مؤكداً أنها "تصريحات مدانة وغير مرحب فيها فلسطينياً".
وكان كيري وصف، لدى بدء زيارته إلى فلسطين المحتلة أول من أمس الثلاثاء، عمليات الطعن والدهس، التي نفذها فلسطينيون ضد المستوطنين الإسرائيليين، بأنها "هجمات إرهابية" يجب إدانتها.
وفي اجتماعه مع الرئيس محمود عباس، الذي سلمّ خمسة ملفات حول جرائم الاحتلال ضدّ الشعب الفلسطيني، جدّد وزير الخارجية الأميركي دعم بلاده "لحل الدولتين"، والمطالبة بالعمل على تهدئة الأوضاع في المنطقة، بينما انتهى اللقاء باتفاق على استمرار الاتصالات.