شهيد فلسطيني.. و178 شهيدا و18 ألف جريح منذ آذار الماضي

شبان فلسطينيون يسعفون مصابا اثناء مواجهات مع الاحتلال في غزة يوم الجمعة الماضي.-(ا ف ب)
شبان فلسطينيون يسعفون مصابا اثناء مواجهات مع الاحتلال في غزة يوم الجمعة الماضي.-(ا ف ب)

نادية سعد الدين

عمان- استشهد شاب فلسطيني، في ساعة متأخرة من ليلة أول من أمس، متأثرا بجراحه التي أصيب بها برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال "مسيرة العودة" في قطاع غزة، ليرتفع عدد الشهداء لـ178 شهيدا منذ انطلاقها في آذار (مارس) الماضي، وذلك على وقع حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في الأراضي المحتلة.

اضافة اعلان

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن "الشاب وسام يوسف حجازي (29 عاما)، من بنى سهيلا شرق خان يونس في قطاع غزة، استشهد مثأثرا بجراجه التي أصيب بها برصاص الاحتلال شرق بلدة عبسان، خلال مشاركته في فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار منتصف أيار (مايو) الماضي".

وأضافت أن "الشهيد حجازي قد أصيب في رأسه برصاص الاحتلال ووصفت حالته بالخطيرة، وجرت محاولات لعلاجه، إلى أنه استشهد متأثرا بجراحه البليغة".

وبذلك؛ يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الذين ارتقوا برصاص قوات الاحتلال، منذ انطلاق "مسيرات العودة" في 30 آذار (مارس) الماضي، بحسب "الصحة الفلسطينية"، إلى "178 شهيداً فلسطينيا، منهم 8 تحتجز قوات الاحتلال جثامينهم، إلى جانب إصابة أكثر من 18 ألفا آخرين".

وفي الأثناء؛ شنت قوات الاحتلال حملة اقتحامات ومداهمات في مختلف أنحاء الأراضي المحتلة، أسفّرت عن وقوع الاعتقالات والإصابات بين صفوف المواطنين الفلسطينيين.

واندلعت المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال لدى اقتحامها حي أم الشرايط في البيرة وبلدات كفر مالك ودير جرير برام الله، وسط الضفة الغربية.

كما اقتحمت بلدة عنبتا شرق طولكرم، شمال الضفة، وداهمت عدداً من منازل المواطنين وقامت بتخريب محتوياتها والاعتداء على ساكنيها، وكررت قوات الاحتلال عدوانها عند اقتحام بلدة بيت فجار، جنوب بيت لحم. واعتقلت قوات الاحتلال عددا من المواطنين الفلسطينيين، بينهم القيادي في حركة "حماس"، الشيخ نزيه أبو عون، ونجله إسلام، عقب اقتحام منزليهما في بلدة جبع جنوب جنين، شمال الضفة الغربية.

فيما طالت الاعتقالات عدداً من المواطنين في قرية القبيبة، شمال غرب القدس المحتلة، وبلدة بيت كاحل شمال غرب الخليل، جنوب الضفة، وبلدة بيت فجار، جنوب بيت لحم.

في غضون ذلك؛ أعلن البنك الدولي، أمس، عن منحة بقيمة 17 مليون دولار إلى قطاع غزة، تتضمن تنفيذ مشروع جديد لتوفير دعم قصير الأجل للدخل للشباب العاطلين عن العمل في غزة.

ويهدف المشروع، وفق بيان صحفي صادر عن البنك الدولي، إلى "توظيف حوالي 4400 شاب، نصفهم من النساء، لدى منظمات غير حكومية لتقديم الخدمات في مجالات تمس الحاجة إليها مثل الصحة والتعليم والمساندة للمعاقين وكبار السن".

وسيمول المشروع الجديد، الذي يأتي في إطار المنحة، "تقديم التدريب على المهارات ومساندة الوظائف المعتمدة على الإنترنت لعدد إضافي من الشباب يبلغ 750 شابا".

ويستهدف مشروع غزة الطارئ للمال مقابل العمل ودعم العمل الحر الشباب العاطلين عن العمل الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما، وسيعمل مع المنظمات غير الحكومية التي لديها تاريخ في تقديم الخدمات الاجتماعية للمجتمعات المحلية الأكثر ضعفا بشكل خاص، والمنظمات غير الربحية التي تقدم المساندة لممارسي العمل الحر في الاقتصاد الرقمي.

وقالت المديرة والممثلة المقيمة للبنك الدولي في الأراضي المحتلة، مارينا ويس، إن "عدم الاستقرار الاقتصادي وقلة الوظائف يعيقان شباب غزة المتعلمين عن المساهمة في النمو الاقتصادي". 

وأضافت، في تصريح أمس، إن "نصف الأيدي العاملة عاطلة عن العمل، كما تشهد الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء تراجعاً حاداً، وهي ظروف تذكي التوترات الاجتماعية".

وأوضحت بأن "خلق فرص عمل وتوظيف الشباب يعدّان جوهر هذه الاستراتيجية، حيث يتسق المشروع مع أحد الأهداف الرئيسية للمساعدة التي يتم تقديمها لتوفير فرص اقتصادية، لا سيما للشباب والنساء."

ومن المقرر أن يقدم المشروع منحاً لمنظمات غير حكومية منتقاة لتوظيف شباب عاطلين عن العمل لمدة عام على الأقل، مع منح أولوية للأسر الفقيرة والأكثر معاناة المدرجة في برنامج التحويلات النقدية التابع لوزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية.

كما سيوفر المشروع منحاً لمنظمات غير ربحية لتدريب الشباب على المهارات اللازمة لممارسة العمل الحر على الإنترنت، وتجهيزهم لبدء أنشطتهم التجارية الإلكترونية الخاصة، وتشمل هذه المهارات: تطوير البرمجيات، وتصميم المواقع الإلكترونية، وأعمال الترجمة، وحتى المهام الأكثر بساطة مثل نسخ المستندات الممسوحة ضوئيا وجمع البيانات.

من جانبها، قالت رئيسة برنامج البنك الدولي للتنمية البشرية، سميرة حلس، إن "المشروع يهدف إلى تقديم إغاثة مؤقتة من خلال توفير الدعم لدخل الشباب وأسرهم، ومعالجة الخدمات الاجتماعية المنهكة، بما يحقق تأثيراً مضاعفاً، عند حصول الشباب على دخل مع توفير الخدمات الاجتماعية الضرورية للأسر الضعيفة".

ويعاني أكثر من نصف سكان غزة، نحو 900 ألف شخص، وفق البيان، من الفقر، و"يشمل هذا نحو 300 ألف شخص يعيشون في فقر مدقع غير قادرين على توفير احتياجاتهم من المأكل والملبس والمسكن".

وجاء في البيان إن "الشباب في غزة يواجهون آفاقًا قاتمة، مع زيادة معدلات البطالة 50 %، بينما وصلت معدلاتها بين صفوف الشابات إلى مستويات خطيرة، بنسبة 88 % مقابل 58 % للشباب".

ويركز المشروع بشكل كبير على الشابات في غزة، ما يتطلب أن يمثلن نصف الشباب المستهدف على الأقل في الوظائف قصيرة الأجل والمهارات الرقمية، لمن أجل تزويدهن بخبرات عملية ستزيد من قدرتهن على الحصول على العمل وتخلق فرصا مرنة للعمل المعتمد على الإنترنت.