شومر يحاضر عن "ديمقراطية صناديق الاقتراع" في رابطة الكتاب

عزيزة علي
عمان - قال د. توفيق شومر إن ديمقراطية صناديق الاقتراع لن تؤدي إلى حل المشاكل الفعلية التي من أجلها خرج المحتجون إلى الطرقات في العديد من الدول العربية.اضافة اعلان
وأشار في الندوة التي ألقاها أول من أمس في رابطة الكتاب الأردنيين إلى أن تلك الديمقراطية لن تؤدي لتغيير الفروق الاجتماعية الهائلة بين المدن والأرياف، ولن تتمكن من محو الفوارق الطبقية الهائلة بين البشر في الدولة.
ورأى شومر أن المطلوب ديمقراطية سياسية واجتماعية واقتصادية تمكن المواطن العربي بالفعل من التحرر من التبعية والاحتلال المباشر وغير المباشر، وتوفر له سبل العيش الكريم بحرية وكرامة بعيداً عن الإملاءات الخارجية.
ونوه إلى وجود مفهوم محدد لهذا المصطلح ولأهميته، فبينما يسيطر على الفهم السائد لهذا المفهوم الرؤية الفردية، موضحا أن هناك أكثر من مفهوم للديمقراطية ولا يجب فقط أن نتشبث بالمفهوم المتداول في فضائيات الإعلام العربي.
وأضاف المحاضر أن الفكر السياسي أدرك مبكرا أن ذلك المفهوم للديمقراطية لا يمكنه من حيث المبدأ أن يؤدِّي إلى تحقيق شعارات "الحرية والعدالة والمساواة"، مبينا ان الديمقراطية السياسية تعني من مجموعة من المعضلات منها، معضلة المفهوم بحد ذاته، ثم معضلة التمثيل، ومعضلة التصويت، ومعضلة الصوت الضائع، وكلها تؤدي إلى افتقار هذا النمط من الديمقراطية لمحتوى ديمقراطي حقيقي.
وتحدث كذلك المحاضر عن قضية الانتخاب والترشح، مشيرا الى ان بعض الانظمة الانتخابية فرضت أن يتم منح الاحزاب التي تريد المشاركة بالانتخابات دعما ماليا من ميزانية الدولة للقيام بحملاتهم الانتخابية "مع التأكيد أن الدول التي تتبنى هذا التوجه قليلة جداً"، ولكن يتم توزيع الدعم بحسب النسب التي حصلت عليها الاحزاب في الانتخابات السابقة. ورأى أنَّ ذلك بحد ذاته يشكل إشكالية كبيرة لأن من يحصل على الدعم اللاحق هو من يتمكن بالأساس من الوصول إلى التمثيل النيابي أولاً.
واستعرض شومر أنماطا من الديمقراطية مثل الديمقراطية الاجتماعية التي تلتزم بأن تعطي مساواة اجتماعية لكل أفراد المجتمع، فكما يحق لابن المدينة أن يتمتع بالمرافق العامة المتميزة، يجب أن يستطيع من يعيش بالقرى والمناطق النائية أن يحصل على الامتيازات عينها التي يحصل عليها سكان المدن.