شيخ الحراكيين والإصلاح

هل تربط المطالبة بالإصلاح وتعزيز الديمقراطية بعمر ما؟ أي هل العمل من  أجل تحقيق حياة أفضل للمواطنين من خلال المطالبة بإصلاحات شاملة مرتبط بعمر الشباب، أو أكثر بقليل؟ وهل يجب على كبار السن، ممن وصلوا عمر الشيخوخة التنحي جانبا، وعدم المشاركة بالفعاليات المجتمعية المتنوعة؟ اضافة اعلان
تبادرت إلى ذهني هذه الأسئلة وغيرها، وانا اقرأ التقرير الصحفي الذي اعده الزميل عبدالله الربيحات عن وفاة شيخ الحراكيين في الطفيلة والأردن المرحوم محمد العوران الذي نشرته "الغد" على صفحتها الأولى أمس. فالشيخ لم يتوقف كثيرا امام سنوات عمره (97 سنة)، ليتساءل هل هو معني بما يحدث من تفاعلات سياسية واجتماعية وثقافية في مدينته خصوصا وفي وطنه عموما؟ بل كانت سنوات عمره الطويلة حافزا له ليشارك الشباب في حراكهم من اجل الإصلاح والديمقراطية والشفافية ومكافحة الفساد، وتوفير فرص الحياة الكريمة لجميع المواطنين.
نعم. قالها الشيخ المرحوم العوران. هو معني بهذا الحراك وبكل ما يحدث في المجتمع من حراك وتفاعل، مهما كان العمر، ومهما كانت المدة الزمنية المتبقية في عمره، فلا يعلم طول الأعمار او قصرها سوى الله، فالفعل الخير والعمل المتواصل لخدمة المجتمع المحلي، وبالتالي خدمة الوطن ستؤثر ايجابا على ابناء الوطن وجميعا بلا استثناء. ويبقى الفعل الخير بعد رحيل صاحبه.
آمن الشيخ العوران، كغيره من ابناء الوطن، أن الإصلاح الشامل ضرورة، وأن هذا الإصلاح سيعزز الديمقراطية في الأردن، ويطورها، فشارك بكل فعاليات حراك الطفيلة، ولم يثنه المرض، او سنوات عمره عن المشاركة بهذه الفعاليات، وعلى الإيمان بشعاراتها واهدافها.
إن تجربة الشيخ الراحل العوران مع الحراك، والمطالبة بالإصلاح، مثل كبير عن أهمية وضرورة الانغماس في شؤون المجتمع والوطن. عندما يؤمن الشخص، كما آمن الشيخ العوران، بأن الديمقراطية والإصلاح الشامل ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، يقف ويشارك في كل ما يحقق هذه الأهداف، ولا يلتفت إلى المعيقات وهي كثيرة. فمهما بلغ الإنسان من العمر، فإن العمل من أجل الصالح العام، لا يتوقف، وليس مرتبطا بعمر ما، أو فئة ما، انه مفتوح للجميع، بغض عن الأعمار، أو طبيعة العمل، أو الجنس أو غيرها.
فلينهل الشباب من تجربة الشيخ العوران الذي واصل الإيمان بمجتمعه، وأبناء وطنه، وبوطنه حتى النهاية. فالديمقراطية والإصلاح ومكافحة الفساد والشفافية ورفع الظلم أهداف لكل الأعمار، وفي كل الأزمان.
رحمة الله عليك أيها الشيخ الفاضل.