شُلت أيديكم


شلت أيديكم، وخاب ظنكم، وارتد سهمكم إلى نحركم، تريدون تفتيت وحدتنا، والعبث بنسيجنا الوطني، وإقلاق راحة أمننا، والنيل من إطلالة شهرنا، ولكن هيهات فالأردنيون بكل أطيافهم يعرفون هدفكم، واعون لمخططاتكم، سواء كانت فردية أو جمعية.اضافة اعلان
رحم الله شهداءنا، وحفظ بعيون الوعي أمننا، وأدام وحدتنا، وأمّن أردننا من كل حاقد إرهابي، ومن كل تكفيري خارجي، ومن كل جاهل يريد العبث بأردننا وبوحدتنا واستقرارنا.
بوعينا يبقى أردننا آمنا مستقرا بعيدا عن مخططات الإرهاب والإرهابيين، ومخططات التكفير والتكفيريين، وجهل الجهال ومخططاتهم الرعناء وأفكارهم السوداوية الحاقدة والصبيانية.
اختيار المكان والهدف ليس صدفة وإنما ينم عن عقلية إجرامية تخطط لزرع بذور فتنة بين أفراد الشعب، وزرع أحقادهم وأفكارهم الإجرامية في نسيج الوطن الواحد، وبالوعي وحده نستطيع أن نقف بوجه أفكارهم تلك، ومهما كانت مبررات الحادث الإرهابي ومرامي منفذه أو منفذيه، فإن اختيار المكان والهدف لم يكن صدفة عشوائية، بقدر ما كان يرمي  لزعزعة أمننا واستقرارنا الذي نباهي به العالم أجمع.
وسواء أكان المخطط فرديا أو جمعيا، أو كان منفذه فردا أو أكثر، أو انتقاميا إجراميا، فإن الهدف الأكبر منه والأوسع هو كما أشرنا زعزعة أمن الوطن والعبث بوحدتنا الوطنية التي نعتبرها خطا أحمر لا يسمح لأي كان العبث بها أو خدشها.
القبض عن منفذ الهجوم الإرهابي بهذه السرعة خبر مفرح، ويعزز لدينا الإيمان بأن العيون في بلدنا مفتوحة، وأن رجالات الأجهزة الأمنية على قدر عال من الكفاءة والجاهزية والحضور، ما ينعكس طمأنينة لدى أفراد المجتمع ويؤكد أن الأردن بوعي أبنائه مؤمّن داخليا وخارجيا، وأن بعض الحوادث الإرهابية التي تريد أن تنال من هذا الأمن والأمان لن تنعكس خوفا لدى أفراد المجتمع، وإنما سيزيد إيمان الأردنيين بوطنهم وحرصهم على وحدتهم وصيانتها من كل الأفكار الخارجية المنحرفة.
الجميع بلا استثناء يهمهم أمان وطننا، ويزيد حرصنا بهذا الأمان يوما بعد يوم، وجميعنا بلا استثناء نقف صفا واحدا خلف أجهزتنا الأمنية في الدفاع عن حدود الوطن وعن أمنه الداخلي، وجميعنا بلا استثناء نسعى لتعزيز منظومة الأمن لدينا، ونبذ كل فكر متطرف خارجي أو انتقامي يريد أن يعبث بمنظومتنا الآمنة التي نريد الحفاظ عليها، ونسعى جميعا لتعزيزها.
ما يشعرنا بالطمأنينة أن الفاعل بات بين يدي الأمن، والأهم أن ساعات قليلة فصلت بين القيام بالعمل الإجرامي وبين القبض على فاعله، والأكثر أهمية أن درجة الوعي التي تحلى بها أفراد المجتمع كانت عالية جدا وإيجابية، ولحظ الجميع الهدف المخفي من وراء مثل هذا الفعل الإرهابي ومراميه الدنيئة.
جريمة البقعة والجريمة التي سبقتها في اربد قبل أشهر، سواء كان هدفها واحدا، أو مختلفا، فإن هدفها الرئيس النيل من وداعة أمننا، وتهشيم صورة حرصنا على استقرارها خلال سنوات، وسواء كان الفعل المرتكب بعقلية واحدة أو بعقليات مختلفة فإن هدفها النيل من أردننا الآمن والعبث بنسيجنا الوطني.
أي اعتداء على الوطن يتوجب منا جميعا رفع وتيرة الوعي وتعزيز مفهوم الحرص على أمننا لأن الأمن الذي نحرص عليه اليوم هو الذي نسعى أن يشعر به أبناؤنا، وتعزيز مفهوم الأمن يأتي في رأس قائمته تعزيز مفهومنا الوطني ووحدتنا الوطنية، وفي كل الأحوال فإن المهم لدينا نبذ كل الأفكار التفتيتية والإقليمية والطائفية والتكفيرية، فقدرتنا على تحييد كل تلك الأفكار عن أدمغتنا ستجعلنا دوما أكثر أمنا وأمانا ويعزز سياجنا الخارجي والداخلي.
أما أولئك الذين يريدون تعكير مياهنا الصافية نقول لهم شلّت أيديكم، والرحمة كل الرحمة للشهداء الذين قضوا في أول أيام شهر رمضان المبارك، وبالوعي والوحدة نعزز سياج أمننا ونحمي داخلنا من كل فعل طارئ أو عمل إجرامي جبان.