صباح الخير يا فلسطين

صباح الخير يا فلسطين، صباح يليق بك، صباح يبدأ من رأس الناقوره شمالا إلى رفح جنوبا، ومن الحولة في بطن الجولان إلى أم الرشراش، ومن يافا وتل الربيع وحيفا وعكا وغزه غربا، إلى بيسان وحطين وعين جالوت وأريحا شرقا، صباح الخير لكل سهولك ووديانك وجبالك وبحرك ونهرك، وهضابك، وغورك، صباح يليق بك أنت، يليق بك وحدك، فصباح الخير يا فلسطين.اضافة اعلان
صباح الخير يا فلسطين، يا سيدة البلاد وأجملها، يا سيدة المقاومة، صباح الخير يا محمود درويش، غسان كنفاني، ناجي العلي، إميل حبيبي، إميل توما، توفيق زياد، سميح القاسم، توفيق طوبي، إبراهيم وفدوى طوقان، ادوارد سعيد، وغيرهم العشرات العشرات، ممن قضوا حاملين لواء قضيتهم ومشغل حقهم الذي يحاول العالم أن يتغاضى عنه.
صباح الخير يا  فؤاد نصار، احمد الطيبي، برهوم جرايسي، حنين الزعبي، طلب الصانع، محمد بركة، أيمن عودة، رائد صلاح، محمد نفاع، هاشم محاميد، عاصم مخول، وعشرات الآلاف الآخرين الصامدين على ثرى وطنهم، والمقاومين، بعضهم ذهب ولم يبدل تبديلا، وبعضهم صامد في وجه قوى هتلرية نازية صهيونية، لا يثني عزيمتهم اشتعال النار في جسدهم، ولا المحرقة التي يعيد صناعتها الصهاينة كل يوم على أرض فلسطين، وتكرارها بحق الشعب الفلسطيني، هذا الشعب الذي ما تزال قضيته (نكبته) رغم مرور 68 عاما في انتظار أن تنظر إليها الأمم المتحدة بكلتا العينين، وان تسقط الدول الكبيرة عنها الخجل من الصهاينة وتتحرك الشرعية الدولية ومفوضية حقوق الإنسان لتقول للصهاينة آن لكم أن تخرجوا من أرض ليست لكم، آن لكم أن تعيدوا الهواء لأصحابه، والحجر لأهله، والبحر لشعب أبى أن ينسى حقه رغم مؤامرات ذوي قربى وابتعادهم، وتشتت كلمتهم، ومساهمتهم ببقاء الصهاينة كل هذه الفترة من الزمن.
صباح الخير يا فلسطين، يا أرض الحجر المقاوم والرصاص المقاوم والبندقية المقاومة، والخنجر المقاوم، صباح الخير على شهدائك، ومصابيكِ وأسراكِ وسيداتكِ وفتياتكِ ورجالكِ فردا فردا، صباح الخير لمحمد الدرة وفارس عودة، ومحمد أبو خضير، وعلي دوابشة، صباح الخير لعائلة هدى غالية، التي سقط افرادها على شاطئ غزة، صباح الخير لكل المقاومين، لكل الصامدين، لمن يحملون سكينا يبحثون بها عن وطن، لمن يتمسكون بالشجر والحجر، صباح الخير لكل أولئك الذين ما تزال بوصلتهم تشير إلى فلسطين، أما أولئك الذين باتت بنادقهم تشير إلى الشام وبغداد واليمن وغيرها من بلاد العرب، فعاثوا في حواضن العرب تخريبا وتدميرا، وتركوا الصهاينة يعيثون فسادا في فلسطين، يقضمون الأرض ويقتلون الرضع والأطفال، لأولئك الذين باتت بوصلتهم غير فلسطين نقول كما قال الشاعر الكبير مظفر النواب قبحكم الله وقبح ما ترمون إليه، كشفت عوراتكم، وظهرت سريرتكم، فموتوا بغيظكم ففي فلسطين شعب لا يعرف إلا المقاومة والصمود وسيلة، لن تكسروه بمؤامراتكم، ولن تسرقوا منه مفتاح عودته الذي سيبقى معلقا على صدر كل طفل وطفلة يولدان اليوم أو بعد عشرات السنين.
هي فلسطين تنسج الشمس من اسمها عنفوانها، هي فلسطين أقرب نقطة إلى السماء، بداية القبلة، وبلد المعراج، أرض المهد والقيامة.
هي فلسطين، أصوات المآذن تعانق أجراس الكنائس، هي فلسطين لون واحد، ودين واحد، وشعب واحد، لا فرق في اللون أو العرق أو الدين، همهم التنافس على حب فلسطين، لا مجال عندهم للاستماع للمأفونين الإرهابيين أعداء الحياة، أعداء الإنسانية، أعداء فلسطين.
صباح الخير يا فلسطين، صباح الخير للعامل والفلاح والطالب والطالبة، للسيدة في البيت أو في المصنع أو في الحقل، للأم الصابرة والزوجة المكافحة، والفتاة التي تحمل حجرا، للشاب الذي يحمل صورة حنظلة، ويخفي خلف ظهره سكينا يطعن بها مستعمره، صباح الخير لكم وحدكم، وانتم تحيون ذكرى نكبتكم وكلكم عزم لا يلين، وتمسك بالحق لا تعرفه الأمم المتحدة ولم تختبره حتى اليوم، صباح الخير لكم أنتم، أما غيركم من يريد تضييع بلاد العرب وباتت بوصلته غير فلسطين، فلا صباح له ولا خير.