صحيفة: كيري هدد عباس بخسارة سلطته ونفسه

(أرشيفية)
(أرشيفية)

الغد- "ستخسر سلطتك، وستخسر حل الدولتين، وستخسر نفسك"، بهذه الكلمات خاطب وزير الخارجية الامريكي جون كيري، الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال مكالمة هاتفية مطولة في محاولة منه لثنيه عن طرح المشروع الفلسطيني لانهاء الاحتلال للتصويت في مجلس الامن، عشية راس السنة الميلادية، وفق ما ذكرت صحيفة القدس الفلسطينية. 

اضافة اعلان

وقالت الصحيفة إنه رغم النفي الامريكي الرسمي لاية تهديدات تضمنتها مكالمة كيري بالرئيس، فان في المعلومات ما ينفي ذلك النفي، ويؤكد توجيه كيري تهديدات للرئيس عباس، ان هو اصر على طرح المشروع للتصويت.

واعتبرت الصحيفة أن "خطوة ابو مازن الاستراتيجية، لم تكن مفاجئة لمن يعرف الرجل، وطريقة تعامله في المنعطفات الحادة وبعد ان يكون قد قلب كل حجر، للبحث تحته عن حل عادل لقضية شعبه، التي اريد لها ان تراوح مكانها في انفاق ودهاليز المفاوضات المعتمة، بينما تنحسر فرص الحل باقامة الدولة تحت اسنان الجرافات، ومصادرة الاراضي، واقامة المستوطنات، وهو ما جعل الرجل الحكيم الحليم يفقد صبره، وينفض يديه من التعويل على اي دور امريكي للتوصل الى حل، بعد ان اصبح هذا الدور في حالة انكشاف عقب السلوك الامريكي المشين في مجلس الامن، ازاء مشروع ايدته ثماني دول في المنتدى الاممي بما فيها دولتان اوروبيتان هما فرنسا ولكسمبورغ، بينما سقط الصوت التاسع بفعل بلطجة امريكية ضد دولة افريقية صديقة، لم تحتمل ثقل التهديدات فتراجعت عن التصويت في اللحظة الاخيرة".

وأضافت "ابو مازن المثقل بالتحديات الخارجية، والهموم الداخلية، كان صارح شعبه، وامته قبل اشهر بعزمه الذهاب الى خيارات صعبة، والبحث عن حلول خارج الصندوق، عبر تدويل القضية والبحث عن العدالة في ارفع منبر اممي لشعبه الذي يسام سوء العذاب، بفعل الاعتداءات الاسرائيلية المتوالية كما حدث في الحرب الاخيرة على اهلنا في قطاع غزة، وكما يحدث يوميا من عمليات مصادرة للاراضي واقامة للمستوطنات، وهدم للمنازل والبركسات، في محاولة لفرض امر واقع تصبح معه محاولات اقامة الدولة بالمفاوضات من سابع المستحيلات".

وبحسب الصحيفة، "اكثر ما يلفت الانتباه، ويثير الاستغراب، انه في الوقت الذي كان فيه اصحاب الطرق الصوفية من قادة الفصائل، والاحزاب الوطنية المعارضة، يواصلون الطرق ليل نهار على راس الرجل مطالبينه بوقف المفاوضات العبثية وتدويل القضية عبر الذهاب لكل المنظمات الدولية، بما فيها محكمة الجنايات، نجدهم اليوم وبعد ان فعل ما كانوا يطالبونه به، يقفزون من سفينته، ويتركونه وحده يصارع الامواج العالية، في عرض بحر لجي، تماما كما فعلوا مع سلفه، الذي اعترفوا بعمق رؤيته، ونقاء سيرته، وسداد مسيرته، بعد استشهاده، في سلوك اقل ما يقال فيه انه "منجوليا سياسية".