صداع الأطفال: أسبابه وعلاجه

الصداع هو عرض من أعراض العديد من أمراض الطفولة الشائعة، فهو غالبا ما يصاحب التهابات الأذن و الجيوب الأنفية - (أرشيفية)
الصداع هو عرض من أعراض العديد من أمراض الطفولة الشائعة، فهو غالبا ما يصاحب التهابات الأذن و الجيوب الأنفية - (أرشيفية)

عمان- ذكر موقعا www.uptodate.com وwww.mayoclinic.org، أن الصداع يعد حالة شائعة لدى الأطفال. فهو يصيب ما يصل إلى 33 % من الأطفال في سن ما قبل المدرسة، و90 % من الأطفال في سن المدرسة. ويزداد تكرار الصداع كلما أصبح الطفل أكبر سنا.اضافة اعلان
أسبابه
هناك عدد من العوامل، منفردة أو مجتمعة، يمكن أن تجعل الطفل عرضة للصداع. وتشمل هذه العوامل ما يلي:
- الاستعداد الوراثي؛ فالصداع، وخاصة صداع الشقيقة، يميل إلى أن يكون جينيا. فإن كان هناك تاريخ عائلي من الإصابة بالصداع السيئ، فإن الطفل يكون أكثر عرضة للإصابة به أيضا.
- التعرض للصدمات العضوية؛ فالكدمات يمكن أن تسبب الصداع. ورغم أن معظم إصابات الرأس تكون طفيفة، إلا أنه يجب التماس العناية الطبية على الفور إن سقط الطفل على رأسه. كما وتجب زيارة الطبيب إن كان الطفل يعاني من صداع يتفاقم بشكل مطرد بعد سقوطه على رأسه.
- المرض والالتهابات؛ فالصداع هو عرض من أعراض العديد من أمراض الطفولة الشائعة. فهو غالبا ما يصاحب التهابات الأذن والتهابات الجيوب الأنفية ونزلات البرد والانفلونزا.
- العوامل البيئية؛ فالظروف البيئية، بما في ذلك التغيرات المناخية والروائح القوية والضوضاء الصاخبة والضوء الساطع، جميعا يمكن أن تسبب الصداع.
- العوامل النفسية؛ فضغط الأقران والمشاكل المدرسية وتوقعات الوالدين المفرطة من الطفل يمكن أن تؤدي إلى مستويات عالية من التوتر والقلق. كما أن الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب قد يشكون أيضا من الصداع، وخاصة إن كانت لديهم صعوبة في إدراك مشاعر الحزن والوحدة.
- الحرمان من النوم أو عدم كفايته، فقد يسبب زيادة في الشعور بالإرهاق، ما قد يفضي إلى الصداع.
- بعض الأطعمة والمشروبات؛ فالكافيين، والذي يتواجد في الشوكولاته والصودا والقهوة والشاي، يمكن أن يسبب الصداع.
- الجفاف؛ فنقص السوائل يمكن أيضا أن يسبب الصداع.
أنواع الصداع
ينقسم الصداع إلى فئتين رئيسيتين، وهما الصداع اﻷولي والصداع الثانوي. وتاليا نبذة عن هذين النوعين:
1. الصداع الأولي، والذي يحدث من تلقاء نفسه وليس نتيجة لمرض أو إصابة. وتقع الأشكال الآتية من الصداع ضمن هذه الفئة:
- الصداع التوتري، وهو غالبا ما يكون مرتبطا بتعرض الطفل للضغط النفسي. ويصيب هذا النوع العديد من الأطفال. فإن كان الطفل يعاني من هذا النوع من الصداع، فهو قد يشكو من الشعور بالشد أو الضغط في عضلات الرأس والعنق والجمجمة.
- الشقيقة، فما يقارب من 10 % من الأطفال في سن المدرسة يعانون من هذا النوع. ويذكر أنه في حالة استمراره، فإنه يمكن أن يعيق الطفل، فهو لا يسبب الألم فحسب، وإنما يسبب أيضا الغثيان والتقيؤ والحساسية المفرطة للضوء والصوت. وخلافا للصداع التوتري، فإن صداع الشقيقة غالبا ما يحدث في الأوقات التي لا يكون فيها الطفل تحت ضغط نفسي، كما أنه قد يحدث أثناء ممارسته للنشاطات الترفيهية.
- الصداع العنقودي، والذي يعد أقل أنواع الصداع شيوعا لدى الأطفال. ويذكر أن هذا الصداع قد يكون معيقا للطفل، ويوصف بأنه ألم حاد في جانب واحد من الرأس.
2. الصداع الثانوي، والذي يحدث نتيجة لحالة أو سبب ما كما يلي:
- الحمى.
- تعرض الرأس لصدمة ما.
- التهاب في الجيوب الأنفية.
- التهاب في الحلق.
- التهاب في الأذن.
- التهاب السحايا.
- مشاكل الفك والأسنان.
- عرض جانبي لبعض الأدوية.
العلاج
هناك العديد من الأساليب العلاجية للصداع لدى الأطفال، منها ما يلي:
- العلاج السلوكي؛ فالصداع المرتبط بالضغط النفسي والقلق غالبا ما يكون ناجما عن عوامل عدة جسدية ونفسية. فإن ظهرت على الطفل علامات الضغط النفسي، منها التغيرات السلوكية واضطرابات تناول الطعام واضطرابات النوم وعدم الاهتمام بالأنشطة المفضلة لديه، فهو بحاجة لعلاج من قبل مرشد نفسي.
- المسكنات التي تباع من دون وصفة طبية، منها الباراسيتامول، المعروف تجاريا بالريفانين؛ والأيبيوبروفين، المعروف تجاريا بالبروفين. فهي تعمل على تخفيف الأعراض الفورية للصداع البسيط إلى المتوسط. كما أن الباراسيتامول والأيبيوبروفين يخفضان الحرارة. ويذكر أنه يجب عدم إعطاء الأسبرين للأطفال دون سن 16 عاما. فقد تم ربط الأسبرين بالإصابة بمتلازمة راي، وهي حالة نادرة ولكنها قد تكون مهددة لحياة الطفل.
- الأدوية التي ﻻ تباع من دون وصفة طبية، منها التريبتان. وتؤخذ الأدوية الأخرى، بما في ذلك مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات وحاصرات بيتا وحاصرات قنوات الكالسيوم ومضادات الاختلاج، بانتظام لمنع صداع الشقيقة المتكرر.

ليما علي عبد
مترجمة وكاتبة تقارير طبية
[email protected]