"صداقات العمل".. علاقات تعزز الإنتاجية وتخفف ضغوطات الحياة

figuur-i
figuur-i

إسراء الردايدة

عمان- في العادة الناس لا يحبون دائما التقرب من زملائهم، ونتيجة لهذا فإن خلق الصداقات في العمل ليس "إشاعة".اضافة اعلان
وقد تعتقد أن إطلاق النكات والتحدث إلى زملائك في العمل خلال وقت فراغك أو أثناء عملك هو فقط لتشتيت نفسك عن العمل، إلا أن هذه الأشياء الصغيرة لها تأثير كبير في حياة الفرد.
كما أن أحد العوامل التي تؤثر على شعور الموظفين تجاه وظيفتهم، هو البيئة التي يتشاركونها مع زملائهم. فالبيئة تشمل كل ما يشكل جزءا من مشاركة الموظفين في العمل نفسه، مثل العلاقة مع زملاء العمل والمشرفين، والثقافة التنظيمية، ومجال التنمية الشخصية، وما إلى ذلك، فبيئة العمل الإيجابية تجعل الموظفين يشعرون بالرضا للقدوم إلى العمل، وهذا يوفر الدافع للحفاظ عليهم على مدار اليوم.
ولا شك أن وجود علاقة شفافة بين الزملاء والاتصال المفتوح يضيف شفافية في التعامل، كما يعالج حاجة الموظفين إلى الشعور بأن أقوالهم لها قيمة، وهذا ما يجعل الموظفين يشعرون بأنهم ينتمون إلى المنظمة، ثم يصبح العمل ذا معنى؛ إذ يعرفون أن ما يسهمون به يؤثر على المؤسسة التي ينتسبون إليها.
ومع تواجد اتصال مفتوح في اتجاهين، فإنه يكسر كل العقبات الموجودة في العمل أو المؤسسة خاصة الهرمية أو البيروقراطية، وبالمحصلة يعزز الثفة بين زملاء العمل وحتى المرؤوسين والمشرفين.
ويجب أن يكون هناك نوع من التوازن بين العمل والحياة الشخصية. بشكل عام، وجود هذا الشعور بالتوازن سيحسن الرضا الوظيفي بين الموظفين، لأنهم سيشعرون أنهم لا يقصرون في المجالات الأخرى من حياتهم.
وعندما يفي الموظفون باحتياجاتهم وأهدافهم المختلفة في الحياة، مثل تلك الخاصة بالعائلة والأصدقاء والمساعي الروحية والنمو الذاتي، وما إلى ذلك، يمكنهم بعد ذلك الشعور بمزيد من الثقة بأنفسهم، وأداء أفضل ما لديهم في العمل. وبصرف النظر عن ذلك، يمكن للموظفين الذين يتعرضون لمزيد من التجارب في الحياة خارج العمل استخدام ما اكتسبوه، وتطبيق ذلك على عملهم.
وبعبارة أخرى، يمكن أن يعزز التوازن بين العمل والحياة الإبداع والتفكير خارج الصندوق. ومن هنا فإن وجود علاقة قوية وممتعة بين زملاء العمل أو على الأقل مع واحد منهم يمكن أن يخفف من الأوقات الصعبة، خاصة أولئك الذين تربطهم علاقة قوية ونقاشات ممتعة، وحتى تبادل للنكات.
العلاقات في العمل
العلاقات في العمل متنوعة منها "المستهدفة"، وغايتها استفادة كلا الطرفين من بعضهما بعضا، وهي ليست علاقة حقيقية، لأنها لا تنطوي على معرفة شخصية للأفراد، وهنالك العلاقات "المؤقتة" التي تبنى على معرفة زمنية ترتبط عادة بتواصل من خلال الايميل أو مكالمة مختصرة، أو اجتماع قصير طلبا لمساعدة أو نصيحة أو مشورة وغير ذلك.
وهنالك مفهوم علاقات "المعاملات"، وهي الأقل شخصية، غايتها أهداف تجارية مثل، العلاقات مع الموردين أو من يعملون في مجال مختلف، وهي تبنى على الثقة والاحترام، لأنهم غالبا ما سيعملون معا وتعاملهم مستمر، ويمكنك الاعتماد عليهم لإنجاز المهة وبالمثل، هم أيضا يعتمدون عليك بالطريقة نفسها.
ومن ثم تأتي "العلاقات الموثوقة" وهي الأكثر شخصية وقيمة، وغالبا ما تكون "أطول أمدا" من كل هذه، وهي العلاقات التي تتشكل فيها الثقة والأمان، والتفاعل والمعاملة الحسنة، وتتحول لصداقة ربما في نهاية المطاف، خاصة في العمل، بحسب موقع "هيلثي لايف بوكس".
أهمية وجود صديق مقرب في العمل:

  • يخفف من عبء العمل عليك، فالعمل الروتيني اليومي يغدو مملا، ويجعل الحياة رتيبة، ولكن حين تكون علاقتك جيدة مع الزملاء أو على الأقل مع واحد منهم، يمكنك أن تشاركهم لحظات ممتعة، فيغيب الملل عن الأجواء. وتزداد رغبتك بالعمل لمواصلة مهامك، ويعود الجميع للمرح معا. وبهذه الطريقة يصبح العمل أكثر إثارة، ويخلص عقلك من العبء والشعور بالالتزام بأداء شيء لا ترغب القيام به، ما يحسن من الإنتاجية.
  • لن تكون وحيدا في فترة الاستراحة، فصديقك في العمل المقرب منك والمخلص لن يدعك تتناول قهوتك أو الغداء وحيدا، وسيحرص على ألا تشعر بالوحدة خلال هذه الفترة، حتى لو كانت مجرد كوب من القهوة أو الشاي. وحتما ستتبادلان أطراف الحديث، عن كل ما يدور وستشعران بالتسلية.
  • أكثر قدرة على فهمك ويشعرون بك، فأصدقاء العمل سيكونون دائما حولك، ومن أجلك في كل مرة احتجت فيها لكتف تبكي عليه أو شخص تستند إليه، وتخبره ما يزعجك. تشاركه مخاوفك وألمك. هذه العلاقات في مكان تمضي فيه وقتا طويلا ستحسن من شعورك وتخفف من مصابك وما تمر به. لأنهم سيسمعونك ويساعدونك على التعامل مع المواقف الصعبة التي تمر بها.
    وفي حين يكون من الصعب أن تشكو ما تشعر به من ضغوطات في العمل، فهؤلاء هم أكثر من يفهمك، لأنهم يعيشون ظروفك نفسها. فصديقك في العمل يواجه الإحباطات والصعوبات نفسها معك، ويمكنه رؤية ما يجعلك تصارع، أو لماذا تشعر بالتوتر.
    والأهم من ذلك، أنهم سيساعدونك على الشعور على نحو أفضل كلما كنت تشعر بالإحباط، وعلى التعامل مع الوضع الذي يجعلك تشعر بهذه الطريقة. بما أنهم يتعاملون مع الأشياء نفسها إلى حد ما، فسيقدمون لك نصيحة جيدة حول كيفية التعامل مع مشاكلك.
  • جزء من دردشة جماعية معا، فمثل هذا النوع من الصداقات يتحول لجروبات ومجموعات إلكترونية على منصات التواصل الاجتماعي، ومشاركة نكت أو صورة أو حتى الحديث عما يدور في المحيط، بعيدا عن أجواء العمل الرسمية، ما يخفف من ضغوطات العمل، فمثل تلك "الجروبات" لا تتوقف عن كونها نشطة، ولا يمكن أن تصبح مملة أبدا.
  • أجمل السهرات مع زملاء العمل، على الرغم من أنه من الممتع الثرثرة والمزاح مع زملائك في العمل، إلا أن الخروج لتناول العشاء معا مرة واحدة في كل حين أو الذهاب لسهرة في منزل أحد الزملاء يمكن أن يمنحك تجربة مذهلة. وهذا ما يحدث عندما تصبحون أكثر من مجرد أصدقاء في العمل.
    وعلى الرغم من أن بعض الناس لا يمكن أن يعبروا عن أنفسهم عادة في العمل، وهناك بعض الحدود التي تجعل البعض رسميين، لكن الخروج مع زملائك في العمل سيساعدهم على الانفتاح أكثر، وسيسمح لك بالتعرف عليهم بشكل أفضل.
  • أصدقاء العمل هم عائلة ثانية، لأنك تقضي ما لا يقل عن 40 ساعة في الأسبوع معهم، وهذا ليس مستغربا أن يصبح زملاؤك في العمل أكثر قربا منك، لأنكم تقضون وقتا طويلا معا، وتعرفون بعضكم بعضا بشكل أعمق وتصبح الروابط بينكم أكثر قوة.