صدور "ابو القاسم الزهراوي- عميد الجراحين" لـ الجابري

عمان -الغد - صدر حديثا عن دار البيروني للنشر والتوزيع كتاب بعنوان "ابو القاسم الزهراوي- عميد الجراحين" من تأليف الاستاذ الدكتور طارق الجابري.اضافة اعلان
ويعيد الجابري في كتابه اعادة نشر كتاب "التصريف لمن عجز عن التأليف"، للزهراوي الذي يتكوّن من ثلاثين مجلداً مشيرا الى انه يعد موسوعةً طبيةً بحدّ ذاتها.
وقال الاستاذ الدكتور صلاح المواجدة – وزير الصحة الاسبق في تقديمه للكتاب: إن الكتاب يُعد دراسة علمية شاملة لاعمال أبي القاسم خلف بن عباس الزهراوي بعامة وكتاب التصريف بخاصة.
ويوضح الدكتور الجابري مستعيناً بخبرته الأكاديمية والجراحية أستاذا للجراحة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية على مدى يزيد على خمسة وثلاثين عاماً، العديد من إنجازات الزهراوي وابتكاراته في المجالات الطبية والعلمية التي اسهمت في نهضة العالم، وبقي أثرها حتى يومنا هذا، وبعض اختراعاته التي ما زالت مستخدمة حتى يومنا.
ويرى ان الزهراوي المعروف عالمياً باسم Albucasis أحد أعظم الجراحين والأطباء العرب والمسلمين الذين عاشوا في الأندلس، والذي يُلقّب من قبل بعض المنصفين الغربيين بأبي الجراحة الحديثة.
ويقدم الدكتور الجابري حياة هذا العالم الجراح بشكل متدرج لسيرة حياته وللواقع العلمي والسياسي في الفترة التي عاشها، ثم الحديث عن رحلة كتابه "التصريف لمن عجز عن التأليف" عبر القرون مروراً بإنجازاته العلمية من منظور العلم والأدب الطبي الحديث، وتقييم الناقدين له قديما وحديثا، وإعادة الاعتبار له في عصرنا الحاضر، مع التعليق على فصوله حيثما كان ذلك ممكناً، ليستفيد من هذا الكتاب المهتمون بهذا المجال.
ويبين أن العمليات الجراحية التي قام بها الزهراوي بنفسه على مدار خمسين سنة أو أكثر تدل على خبرة كبيرة، حيث دوّن كثيرا منها في كتابه "التصريف" الذي ألّفه على مدار نصف قرن، مشيرا الى انه أول من استحدث رسوم الأعضاء والهيكل العظمي في كتبه، وأول من رسم الآلات وبيّن طريقة استعمالها في المؤلفات الطبية، وأورد منها في كتابه .
ويشير الدكتور الجابري الى ان فلسفة الزهراوي الطبية تقوم على أن الطبيب الماهر لا يكون طبيبا إلا بعد معرفة تامة، ودراسة وافية لعلم التشريح، وكان اهتمامه بعلم التشريح ودراسته سببا في الفتح الكبير الذي تحقق على يديه في علم الجراحة، وكان لتجربته الطبية عظيم الأثر في انفتاح الأوروبيين على مجال الطب والجراحة العربية.
ويمثل هذا الكتاب الذي جاء في 446 صفحة من القطع المتوسط والتجليد الفني الفاخر دراسة نقدية علمية معاصرة تهدف إلى إعادة الاهتمام بالدور الحضاري العلمي للعلماء العرب والمسلمين في عصور النهضة العربية الإسلامية، بتسليط الضوء على ذلك الدور الريادي لأحد العلماء الأطباء في الأندلس.