صدور "النقوش الصفوية في البادية الشمالية الشرقية" لـ علي الحاج

1
1

عزيزة علي

عمان- ضمن سلسلة "فكر ومعرفة"، صدر عن وزارة الثقافة كتاب بعنوان "النقوش الصفوية في البادية الشمالية الشرقية- دراسة أثرية وتحليلية من منطقة الضويلة"، للدكتور علي عطا الله علي الحاج.اضافة اعلان
يقول المؤلف علي الحاج "إن هذه الدراسة تناولت النقوش البالغ عددها مائتي نقش اكتشفها الباحث أثناء العمل الميداني مع الأكاديميين د. سلطان المعاني ود. مهدي الزعبي في منطقة الضويلة في شرق الصفاوي في العام 2014، وقد رافقت هذه النقوش مجموعة من الرسومات الآدمية والحيوانية، واعتمد الباحث لتحليل تلك النقوش على معاجم اللغة العربية وكتب الأنساب، وقد اشتملت نقوش الدراسة على معلومات سابقة، ومعلومات جديدة".
الدراسة قسمها الكاتب إلى ثلاثة فصول؛ الأول يتناول الدراسات السابقة للنقوش الصفوية منذ بداية البحث عنها في منطقة الدراسة وما حولها، ثم قدم تعريفا موجزا بمنطقة الدراسة، فيما اشتمل الفصلان الثاني والثالث على قراءة وترجمة وتحليل نقوش البحث معتمدين على المعاجم العربية وكتب الأنساب، وكتاب هاردنج لأسماء الأعلام العربية قبل الإسلام للنقوش الصفوية المنشورة سابقا في النقش.
ويشتمل الفصل الرابع على دراسة الظواهر اللغوية لنقوش البحث، وقد جاءت خاتمة الدراسة مشتملة على جميع النتائج التي توصل إلهيا الباحث من خلال دراسة نقوش منطقة الضويلة.
يتحدث الحاج، في مقدمته للكتاب، عن أهمية هذه الدراسة، قائلا "تتمثل في أنها تهدف إلى البحث الجاد والمعمق عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، من خلال كتابات الصفويين غير المنشورة، فضلا عن تحليلها من خلال معاجم اللغة العربية، وهذه الدراسة الميدانية تمخضت عن تحليل "200" نقش احتوت على أسماء أعلام، وأماكن، وأفعال عبرت عن مجتمع أهل الصفا آنذاك، وجوانب اجتماعية، واقتصادية، وسياسية، للصفويين والثموديين، التي ما يزال الغموض واللبس يكتنفان تاريخها".
ويرى المؤلف أن النقوش تعد مصدرا تاريخيا مهما في مجال البحث التاريخي، لأنها تحمل في طياتها معرفة حياة تلك القبائل البدوية التي عاشت في جنبات الصحارى والبوادي الأردنية، إذ يعكس ذلك أهمية الأردن سياسيا، واقتصاديا وجغرافيا، ويمكن الاستفادة من تلك النقوش في معرفة مدى أهمية الأردن في شتى الجوانب، ناهيك عن تعاقب الحضارات التي كان الأردن مسكنا لها من العصور الحجرية حتى الوقت الحاضر، ونقوش الدراسة كانت لها مكنونات عبرت عن طبيعة تلك القبائل التي سكنت بوادي وصحارى الأردن فهي قبائل عربية متنقلة.
ويلفت الحاج إلى أن هجرة القبائل العربية قديما وحديثا تعود إلى القحط والجدب في المنطقة التي يقطنونها، إضافة إلى العلاقات السياسية التي كانت تدار بينهم وبين الشعوب المجاورة لهم، إذ يتمثل ذلك بالحروب الطاحنة التي جرت من أجل وفرة مصادر المياه أو طبيعة المنطقة التي سكنوها وما بها من مميزات، فضلا عن سيطرة وقوة قبيلة دون أخرى، وهذا مشابه تماما للقبائل البدوية في هذا الوقت، ولم تخرج تلك العادات والتقاليد التي وجدت عند القبائل البدوية العربية الصفوية عن عادات قبائل العرب حديثا فكلها عادات اجتماعية متوارثة قديما وحديثا. يعد الصفويون، بحسب الحاج، من القبائل التي عاشت في الجزء الجنوبي من بلاد الشام في منطقة عرفت بالصفا، وتتميز بصخورها السوداء الملساء، تراكمت في تلك المنطقة، وغطت مساحات شاسعة منها، والقبائل الصفوية لم تكن قبائل مهاجرة إلى المنطقة بل هي قبائل بدوية تتنقل بين أطراف الصحراء بحثا عن الكلا والماء لها وللمواشي، والصفويون من أصل عربي جنوبي بدلالة تفرع كتاباتهم العربية الجنوبية التي اتخذت صفات لغوية عديدة مع اختلاف في أشكال الحروف الصفوية.
ويرى المؤلف أن النقوش الصفوية انتشرت على مساحات شائعة شملت منطقة الحرة في الصحراء الشرقية الأردنية على امتدادها بين حوران شمالا ووادي السرحان جنوبا وأجزاء من غرب العراب وجنوب سورية ومناطق متفرقة من شمال المملكة السعودية، ويمتد تاريخ النقوش الصفوية من نصف القرن الأول قبل الميلاد إلى نهاية القرن الرابع الميلادي، وقد كتبت جميعها بالنقوش العربية الشمالية القديمة.