صدور كتاب "الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية الدولية في مجال رعاية اللاجئين"

عمان - الغد - شدد د.قصي عبدالله إبراهيم على أن قضية اللاجئين الفلسطينيين تعتبر من أفجع المآسي في تاريخ البشرية وأوضحها انتهاكا لحقوق الإنسان وأعمقها جرحا في الضمير الإنساني، لافتا إلى أن التاريخ الحديث لم يشهد عملية استبدال كاملة للسكان الأصليين وأصحاب الأرض الشرعيين بأجناس دخلاء من مختلف أقطار العالم، كما جرى في فلسطين منذ بداية القرن العشرين، بفعل الاستعمار البريطاني الصهيوني.اضافة اعلان
وأضاف المؤلف في مقدمة كتابه "الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية الدولية في مجال رعاية اللاجئين"، الصادر عن دار الشروق للنشر والتوزيع- الأردن- رام الله، أن المعادلة الديمغرافية انقلبت رأسا على عقب بشكل أحال الأقلية اليهودية إلى أكثرية ساحقة، وافرز ظاهرة فريدة من نوعها من حيث التصنيفات السكانية، ألا وهي ظاهرة اللاجئين الفلسطينيين.
ورأى إبراهيم انه من أهم القضايا والمشكلات التي شغلت الرأي العام العالمي والعربي منذ بدء الصراع العربي – الإسرائيلي حتى الآن ما عرف بـ"قضية اللاجئين الفلسطينيين"، حيث تعتبر هذه القضية النتيجة الرئيسية للوجود الإسرائيلي الصهيوني في فلسطين، لا شك أن قضية اللاجئين الفلسطينيين كانت وما تزال ذات صلة مباشرة بجوهر الصراع العربي- الإسرائيلي، لارتباطها بموضوع الأرض والسيادة والحقوق والتوازن والتوزيع السكاني، وما يتصل بالقضية الفلسطينية ذاتها من تضارب في المعتقدات والدعاوي.
ويعتبر المؤلف الهجرة واللجوء قضية عالمية تؤثر على الجميع، والتي ستستمر في المستقبل، فالخدمة الاجتماعية والهجرة تثير العديد من القضايا حول كيفية العمل مع الأفراد والأسر والجماعات والثقافات المختلفة، ويتميز اللاجئون وطالبو اللجوء عن غيرهم من المهاجرين في أنهم يغادرون وطنهم خوفا من الاضطهاد في بلادهم، وبالتالي هم مؤهلون للحصول على مجموعة واسعة من فوائد الخدمة الاجتماعية، بما في ذلك إعادة التوطين.
ويتناول الكتاب مفهوم العولمة والخدمة الاجتماعية الدولية، وتعليم وممارسة الخدمة الاجتماعية الدولية، ومتطلبات نجاح تعليم وممارسة الخدمة الاجتماعية الدولية، والمناهج الدراسية في تعليم وممارسة الخدمة الاجتماعية الدولية، ويعرض لواقع مهنة الخدمة الاجتماعية في فلسطين، والمنظمات الدولية العاملة في مجال الخدمة الاجتماعية الدولية والتحديات التي توجه تعليم وممارسة الخدمة الاجتماعية الدولية. كما يتناول الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية الدولية (رعاية اللاجئين نموذجاً)، ومفهوم الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية الدولية في مجال رعاية اللاجئين، وأهداف الممارسة ومبرراتها، وأنساق الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية الدولية في مجال رعاية اللاجئين.
ويناقش الكتاب، أهم المفاهيم الخاصة في تعليم وممارسة الخدمة الاجتماعية الدولية، والموجهات النظرية، وتحديد أبرز الدراسات العلمية الحديثة في تعليم وممارسة الخدمة الاجتماعية الدولية.
ويبن المؤلف أن قضية الهجرة والاغتراب من أهم القضايا على الأجندة الدولية الحالية، المعنية بالتحركات البشرية الدولية عبر الحدود السياسية لتصاعد حدتها وتزودها وتزايد أثارها على المهاجرين ومواطنهم والبلدان التي يأوون إليها، وذلك لما يكتنف تحديدها وتحليل تياراتها واتجاهاتها من صعوبات تنجم عن تعقد تعدد أنماطها وخصائصها، مع نقص البيانات وعدم دقتها في حالات عديد، بالرغم من عملية نزوح السكان وهجرهم موائلهم ظاهرة مستمرة عبر فترات التاريخ.
ويتحدث إبراهيم عن دور الخدمة الاجتماعية التي تعمل على بيئة عالمية متزايدة ويتجلى هذا أكثر وضوحا في العمل مع المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء، قائلا "يرتبط الأدب المزدهر حول العولمة والخدمة الاجتماعية الدولية بشكل صريح بممارسة الخدمة الاجتماعية مع التوطين، وقضايا الاندماج والمواطنة والمشاركة في المجتمع المدني".
وأشار المؤلف إلى أن وجود ميدان جديد من الممارسة المهنية، ينطوي هذا الميدان الجديد من الممارسة المهنية على مستوى "الماكرو"، على حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، أما على المستوى المتوسط فيلعب التدخل المهني دورا أساسيا في التنمية المجتمعية، لافتا إلى أن التدخل المهني في حل مشكلات أفراد العائلات يتم على الصعيد الجزئي، ونظرا لطبيعة العمل المطلوب، فالاختصاصيون الاجتماعيون في هذا المجال غالبا ما يحتاجون إلى معرفة مهارات متخصصة في جميع مستويات الممارسة.
ويحتوي الكتاب على ثلاثة فصول حيث يتناول الفصل الأول الدراسات الأدبية- الموجهات النظرية- المفاهيم العلمية، بينما يتحدث الفصل الثاني عن: وكالة الاونروا كإحدى منظمات الأمم المتحدة لرعاية اللاجئين، ويستعرض الفصل الثالث الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية الدولية في مجال رعاية اللاجئين.