صديق في وزارة الدفاع الأميركية

يديعوت أحرونوت

ألون بنكاس 28/2/2013

تعالوا نبدأ بخلاصتين واضحتين قاطعتين وهما ان وزير الدفاع الجديد السناتور السابق تشاك هيغل صديق لاسرائيل، وهو عارف جيدا ومصغ للمصالح الأمنية والسياسية الحيوية لاسرائيل.اضافة اعلان
إن صورة اقتراعه في مجلس الشيوخ لكونه سناتورا جمهوريا من نبراسكا بين 1996 و2008 لا عيب فيها في كل أمر يتصل مباشرة أو غير مباشرة باسرائيل. وكان تأييده لمساعدة عسكرية لاسرائيل ورزم مساعدة اخرى لمشروعات خاصة، مطلقا. وتصريحاته بشأن ايران وفي مركزها استنفاد سلسلة اجراءات دبلوماسية تشتمل على تفاوض اميركي ايراني مباشر قبل تهديد صادق باستعمال القوة العسكرية لا تخالف ما عند الرئيس اوباما أو وزير الخارجية جون كيري.
وأهم من ذلك للأذن الاسرائيلية أن هذه مواقف لا تختلف جوهريا عن مواقف الرئيس شمعون بيريز، ورئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت، ووزير الدفاع ايهود باراك أو رئيس الموساد السابق مئير دغان. إلا إذا كان هؤلاء الأربعة ليسوا حقا موالين لاسرائيل كما زعم عدد من السناتورات الجمهوريين الحالمين عن مواقف هيغل في المساءلة العجيبة القبيحة والسياسية الى حد التناقض المأساوي الهزلي التي تمت معه في لجنة الاجهزة المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ.
وثانيا لا يخط وزير الدفاع سياسة خارجية واضحة لا من جهة تنظيمية ولا من جهة موقعه في ترتيب القوة والعظمة في واشنطن ولا من جهة شخصية. وهو لا يصوغ سياسة تتعلق بايران، ورأيه في المسيرة السياسية الاسرائيلية الفلسطينية ليس له وزن خاص، وإسهامه في العلاقات بالصين وروسيا تبع لسياسة الرئيس، وإن مواقفه يشملها مستشار الأمن القومي أصلا في نطاق عمله في البيت الأبيض باعتباره بحسب التعريف "يغربل ويصفي" مواقف المنظمات والأذرع في الإدارة ويعرضها على الرئيس.
ولهذا فإن الافتراض الأساسي الذي يرى أن لتعيين هيغل تأثيرا في علاقات اسرائيل بالولايات المتحدة داحض من أساسه، فهذا الرجل مناصر لاسرائيل في الأساس، ولوزير الدفاع تأثير قليل في وجهة وصورة العلاقات، هذا الى كون العلاقات بين وزارتي الدفاع عميقة وراسخة وجيدة جدا وفي أساسها تقارب وثقة عميقة بين رئيس هيئة الاركان الفريق بني غانتس ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن دامبسي.
إن مجرد فكرة ان لاسرائيل - أو مؤيديها وممثلين من ذوات أنفسهم في واشنطن - اهتماما حقيقيا لتعيين أو عدم تعيين هيغل سخيفة وغير محكمة في الحقيقة وتقوي للأسف أيضا الشعور السلبي بأن اسرائيل تتدخل فوق الحاجة - مع عدم النجاح - في السياسة الاميركية هذا الى كون الحملة الدعائية على هيغل كانت فاشلة وغير حكيمة وقذرة جدا من ناس ومنظمات عملوا على مواجهة الرئيس اوباما صدورا عن صعوبة سياسية ونفسية في تقبل نتائج انتخابات الرئاسة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012.
قبل أن نكتفي بالخلاصة يحسن أن نتذكر أن هيغل عُين وزير دفاع الولايات المتحدة ولم يُعين وزير دفاع اسرائيل. وفي ضمن مسؤوليته أمن أميركا القومي وإدارة أكبر اتحاد في العالم ألا وهو وزارة الدفاع الاميركية، والرقابة والتوجيه المدني لأذرع الجيش الاميركي وقوات البحرية الثلاث، وإدارة يومية لحلف شمال الاطلسي من قبل الولايات المتحدة وإدارة ميزانية الأمن الأميركية (300 مليار دولار قياسا بنحو من 70 مليارا هي ميزانية دولة اسرائيل العامة) مع نقاش دائم مع الجيش والصناعات الأمنية الضخمة. وسيضطر هيغل في أول أسبوع فقط الى مواجهة اقتطاع 45 مليار دولار من الميزانية مع عدم الاتفاق السياسي على الميزانية.
لم يُعين هيغل لصياغة خطط حرب لإيران أو لصياغة السياسة الاميركية في الشرق الأوسط، فمن أجل هذه الأمور يوجد رئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة. ويوجد من أجل البعد السياسي وزير خارجية.
سيكون هيغل وزير الدفاع الى سنة 2016. ومن الجيد أن تعرف اسرائيل صداقته حتى لو لم تكن تنطف عسلا، وأن تعرف كيف تعمل معه وألا تربط مصالحها بمعارضيه السياسيين فقد خسروا مرتين من قبل.