صعوبات تواجه المخابز والحكومة تؤكد دعمها للقطاع

figuur-i-450
figuur-i-450

طارق الدعجة

عمان- في الوقت الذي حذرت فيه نقابة أصحاب المخابز من انهيار القطاع بسبب تراجع الإنتاج وعدم القدرة على تغطية التكاليف، أكدت وزارة الصناعة والتجارة والتموين اتخاذها العديد من الإجراءات لدعم هذا القطاع تفاديا لتحميله أية أعباء مالية.
وقال نقيب أصحاب المخابز عبد الإله الحموي في تصريح لـ"الغد" إن "القطاع يمر حاليا بظروف صعبة باتت تهدد الاستمرار بالعمل نتيجة تراجع الإنتاج بنسب تراوحت بين 20 % إلى 50 %".
وبين الحموي أن تراجع الإنتاج جاء نتيجة انخفاض الطلب على مادة الخبز ما حمل أصحاب المخابز أعباء مالية وديونا ورهنا عقاريا مقابل الاستمرار بالعمل.
وطالب الحموي الحكومة بضرورة تقديم حوافز سريعة لهذا القطاع تضمن استمرار عمله خاصة في ظل الدور المهم الذي يلعبه في استقرار منظومة الأمن الغذائي بالمملكة.
وشدد نقيب المخابز على ضرورة العمل على تخفيض أسعار بيع الطحين على المخابز إضافة إلى منح القطاع تصاريح من أجل استقدام العمالة من الخارج.
وأشار الحموي إلى أن المخابز الحجرية والتي تشكل أكثر من 60 % من المخابز العاملة بالمملكة الأكثر عرضة للانهيار بسبب تراجع الإنتاج وعدم القدرة على تغطية مصاريفها، مبينا أن كلف العمالة تشكل بين 38 دينارا إلى 80 دينارا للطن الواحد من الطحين عدا عن الكهرباء ومدخلات الإنتاج الأخرى.
ويوجد في المملكة حوالي 2000 مخبز منتشر في عموم المملكة تشكل المخابز الحجرية منها حوالي 1200 مخبز.
وأوضح أن كلف الإنتاج والمصاريف التشغيلية ثابتة لا تتغير مع تراجع الإنتاج خصوصا فيما يتعلق بأسعار الكهرباء ومصاريف العمالة.
وقال نقيب المخابز" تم التواصل مع أمين عام وزارة الصناعة والتجارة والتموين يوسف الشمالي حول ضرورة تخفيض أسعار الطحين قبل إقرار الموازنة العامة، ووعد وقتها بإعادة فتح هذا الملف من جديد".
وأكد الحموي أن المخابز لا تبحث عن تحقيق أرباح من تخفيض أسعار الخبز وانما تتطلع لتعويض المخابز عن تراجع الإنتاج وعدم القدرة على تغطية المصاريف التشغيلية من أجل الاستمرار بالعمل.

اضافة اعلان


وحول كميات سحب الطحين اليومية أوضح الحموي أن كميات الطحين المستخدمة لإنتاج الخبز تراجعت بنسبة 32 % لتصل إلى 1500 طن يوميا مقابل 2200 طن يوميا قبل رفع الدعم عن الطحين.
يشار إلى أن كل طن طحين ينتج حوالي 1270 كيلو أي ما يعادل 6350 رغيف خبز ما يعني ان انتاج القطاع من الخبز يصل الى 9.5 مليون رغيف يوميا.
من جهته، قال الأمين العام لوزارة الصناعة والتجارة والتموين يوسف الشمالي إن الحكومة اتخذت العديد من الإجراءات لدعم قطاع المخابز نظرا لأهميته وتفاديا لتحميله أية أعباء مالية نتيجة لتغيير آلية دعم الخبز من خلال تقديم الدعم المباشر لمستحقيه بدلا من دعم مادة الطحين.
وأضاف الشمالي أن مجلس الوزراء اتخذ عدة قرارات لدعم قطاع المخابز حيث تم الاستمرار بتثبيت أسعار الخبز للعام الحالي 2020 رغم ارتفاع أسعار مادة القمح عالميا وتحملت الخزينة فروقات دعم للعامين الماضيين وستتحمل أيضا فروقات الدعم لهذا العام أيضا.
ويذكر أن الحكومة رفعت الدعم عن الخبز مطلع العام 2018؛ حيث أصبح سعر كيلو خبز الكماج الكبير بدون تغليف 32 قرشا مقارنة مع 16 قرشا، وسعر كيلو خبز الكماج الصغير 40 قرشا بدلا من 24 قرشا، وخبز الطابون أو المشروح أو المنقوش أو الوردة 35 قرشا بدلا من 18 قرشا.
وتقوم الحكومة حالیا بشراء القمح وبیعه للمطاحن من أجل استخراج أنواع الطحین، وتقوم الأخیرة بدورها ببیع الطحین الموحد (المدعوم سابقا) والمخصص لإنتاج الخبز حيث يبلغ سعر الطن 195 دينارا، كما تقوم الوزارة باستیراد الشعیر وبیعه لمربي الأغنام، إضافة الى بيع النخالة.
وقال الشمالي إنه وبناء على قرار مجلس الوزراء سيتم الاستمرار في تقديم الدعم النقدي للمخابز الحجرية والمخابز النصف آلية بمقدار 4 دنانير للطن الواحد يوميا بصرف النظر عن سحوبات المخبز إضافة إلى استمرار وقف ترخيص مخابز جديدة رغم وجود عدد كبير من الطلبات المقدمة لإنشاء مخابز جديدة في مختلف مناطق المملكة.
وأضاف الشمالي "من بين إجراءات دعم المخابز، قرار مجلس الوزراء بتخفيض تجديد تصاريح العمل ومساواتها بالقطاع الزراعي وتحويل التعرفة الكهربائية للمخابز من تجاري إلى صناعي".
وقال إن الوزارة تعمل بتشاركية وتنسيق مستمر مع نقابة أصحاب المخابز وهنالك معادلات حسابية متفق عليها لاحتساب الكلف، مشيرا الى أنه يتم مراجعة مقدار الكلف باستمرار وبناء عليه يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة التي تحافظ على تلك الكلف وعدم ارتفاعها على المخابز.
وأشاد الشمالي بقطاع المخابز والدور الذي يقوم به لخدمة المواطنين وتقديم مختلف أصناف الخبز وكافة المنتجات الأخرى واستمراره في عمله في جميع الأوقات وبخاصة في الظروف الجوية الصعبة.