صفحات الرياضيين على مواقع التواصل الاجتماعي تتحول إلى منتج يستهلكه المشجعون

Untitled-1
Untitled-1

خالد العميري

عمان- اخترقت مواقع التواصل الاجتماعي الجدران بين اللاعبين في مختلف الرياضات وجماهيرهم، وأصبحت تفاصيل حياتهم اليومية وصورهم الشخصية والعائلية متوفرة أمام الملايين من المتابعين، كما أنها باتت مصدرا للخبر في الكثير من وسائل الإعلام.اضافة اعلان
ولم تعد المهارات والمستويات التي يقدمها اللاعبون داخل الملعب أو الصالة أو على البساط، العامل الوحيد لشهرتهم، بل أيضا مدى نشاطهم على تطبيقات “إنستغرام” و”تيك توك” و”فيسبوك” و”تويتر”، وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، ما أسهم بزيادة شهرة الكثير من اللاعبين حول العالم.
إن تسلل أدوات التكنولوجيا الحديثة وتعدد طرق التواصل مع المتابعين عبر “السوشيال ميديا” يعد سلاحا ذا حدين، فقد يحقق للاعب جوانب إيجابية كثيرة، كالتقرب من الجماهير والتواصل معهم ومشاركة النشاطات التي يقومون بها، إلى جانب الاستفادة المادية عبر بعض الأعمال الترويجية من قبل شركات خاصة تعنى بتلك الأعمال، لكن يتوجب عليه في الوقت ذاته وتزامناً مع قيام أي لاعب باستخدام وسائل التواصل، أن يكون على مستوى عال من الحذر، والابتعاد عن القيام بأي تصرف غير مسؤول من شأنه إثارة الجماهير، والتي لن تكون “رحيمة” بحقه، وحينها ستتحول مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة له إلى “كابوس”.
“السوشال ميديا” والمشجعون
مع بداية فترة الانتقالات الشتوية أو الصيفية (الميركاتو) للعبتين الأكثر شعبية في العالم “كرة القدم وكرة السلة”، ينتظر الجمهور أخبار الصفقات، وتقوده العاطفة الممزوجة بالتمنيات إلى التفاعل مع الإشاعات التي تنتشر بـ”سرعة البرق” على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما باتت تلعب دورا بارزا في سوق الانتقالات ويتأثر بها كل عناصر اللعبة، وفي مقدمتهم المشجعون، إلى جانب الكشافة والوكلاء واللاعبين والمدربين.
وتأتي بعض الإشاعات عبر الإنترنت من أشخاص يختلقون الأشياء لمجرد لفت الانتباه والحصول على متابعين أكثر، وفي حالات أخرى تكون التسريبات مستمدة من أخبار حقيقية، لضمان الحفاظ على قيمة العقد أو حتى رفعه، بعد دخول منافسين جدد إلى “بورصة النجوم”.
تأثير أدوات التكنولوجيا على اللاعبين
لا شك أن لاعب المنتخب الوطني الأول لكرة السلة محمود عمر، ولاعبة المنتخب الوطني للسيدات بكرة السلة روبي حبش، ولاعب نادي الوحدات لكرة القدم يزن ثلجي، يعدون من الأنشط والأكثر تفاعلا على التطبيق العالمي الشهير “تيك توك” على المستوى المحلي، رغم المخاوف من أن قضاءهم ساعات طويلة خلف هواتفهم الذكية لإنتاج المحتويات الفكاهية والدعائية قد يؤثر على تدريباتهم ومردودهم الفني والبدني على أرضية الملعب، خاصة وأن تحقيق تفاعلات ومشاهدات كبيرة، يضمن لهم تحقيق أرباح مادية جيدة.
ويبدو أن “العلاقة العاطفية” في إنشاء مساحة شاسعة للتسويق بين الرياضيين وجماهيرهم، تشكل حافزا للانتشار بشكل أكبر لتوسيع هذه القاعدة وزيادة الأرباح، حيث يمكننا تخيل أن البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم نادي يوفنتوس الإيطالي، وصل حسابه في “إنستغرام” إلى 271 مليون متابع، بعد أن تجاوزت صفحته على “فيسبوك” الـ120 مليون معجب، ما يعني أن صفحات الرياضيين واهتماماتهم تحولت إلى منتج يستهلكه المشجعون على مدار الساعة.