صفحات على "السوشال ميديا" تشكل "منبرا ومتنفسا" لعائلات تضررت من "كورونا"

figuur-i
figuur-i

مجد جابر

عمان- يوما تلو الآخر يزداد عدد مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، باعتبارها منصات جاذبة ومنبرا "سهلا ومتاحا"، خصوصا فيما يتعلق بطرح المشكلات، وتوصيل الآراء وحشد أكبر عدد من الأشخاص لمشاركة قضاياهم ممن يعانون المشكلة ذاتها.اضافة اعلان
ولعل هذه الأسباب وراء ظهور صفحات متخصصة بهذا الشأن على مواقع التواصل الاجتماعي، يعمل على إنشائها مجموعة من الأشخاص ممن يشتركون بالمشكلة ذاتها، وتخصص لطرح المشاكل وحشد أكبر عدد من الناس من خلالها، في محاولة لإيصال صوتهم الى المعنيين والمسؤولين المختصين في الأمر، لأخذ مشكلتهم بعين الاعتبار، وعمل ردة فعل بناء على مطالبهم.
وتتنوع بين صفحات تطرح مشاكل المدارس الخاصة، وأخرى لإيجاد حلول للمغتربين العالقين في الخارج، وهناك صفحات خصصت لمحاربة البطالة في هذه الفترة خصوصا لعمال المياومة، جميعها مشاكل وحدت متضررين في قطاعات عدة، ويبحثون عن إنصافهم وسط هذه الظروف الصعبة التي نعيشها.
وهو ما جعل الكثير من المسؤولين يلتفتون لهذه الصفحات ويأخذونها بعين الاعتبار، وذلك من خلال المشاكل التي تم طرحها، وأحياناً كانوا يأخذون ردة فعل تجاه هذه الصفحات، ويجدون الحلول المناسبة لها، وهذا يدل على دور مواقع التواصل الاجتماعي في التأثير على قرارات مهمة وأخذها بعين الاعتبار.
اختصاصيون اعتبروا أن مواقع التواصل الاجتماعي بات لها دور تأثيري كبير في إيصال مطالب الناس وشكاواهم، الى جانب قدرة هذه المواقع بسبب سهولة استخدامها على جمع وحشد كبير من الناس، وهو ما يجعل المسؤولين يأخذونها بعين الاعتبار.
وكانت قد أظهرت إحصاءات عالمية حديثة أن عدد مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي الأكثر انتشارا حول العالم "فيسبوك" في الأردن، بلغ مع نهاية العام الماضي حوالي 5.8 مليون مستخدم.
ووفقا للبيانات المنشورة على موقع "انترنت وورلد ستاتيس" -الموقع العالمي الذي يرصد تطورات ومؤشرات استخدام الإنترنت و"فيسبوك" حول العالم- فإن وصول عدد مستخدمي "فيسبوك" في الأردن الى هذا المستوى يعني أن نسبة انتشار استخدامه قياسا بعدد السكان المقدر بأكثر من 10 ملايين نسمة تصل الى نحو 57 %.
وبحسب الأرقام، فإن عدد مستخدمي "فيسبوك" في الأردن يشكل نسبة تصل الى 67 % من عدد مستخدمي الانترنت في المملكة والبالغ نحو 8.7 مليون مستخدم.
وبحسب الأرقام، شكل مستخدمو "فيسبوك" في الأردن نسبة تصل الى 4.4 % من إجمالي مستخدمي "فيسبوك" في منطقة الشرق الأوسط.
وبحسب إحصاءات وتقديرات عالمية، يبلغ عدد مستخدمي "فيسبوك" في الأردن 5.7 مليون، وما يقارب 675 ألفا على "تويتر"، أما "انستغرام" فهناك ما يقارب من مليون مستخدم، وهناك مليون آخرون على موقع "سناب شات".
اختصاصي الإعلام الدكتور تيسير أبو عرجة يقول إنه لا شك أن هناك توظيفات جديدة لوسائل التواصل الاجتماعي، تفرضها الظروف والمعطيات الجديدة، مبيناً أن مواقع التواصل هي وسيلة جديدة مهمة، نطاق تأثيرها كبير، وهناك سهولة في الوصول اليها.
ويضيف "الى جانب أنه يمكن توظيفها في خدمة قضايا اجتماعية ملحة أو قضايا ذات صلة بأوضاع الناس ومصالحهم ومطالبهم"، لافتا الى أن هذه وسيلة تعد تواصلية مجدية يمكن أن تعود الى نتائج إيجابية.
ويشير أبوعرجة إلى أن الجمهور يمكن أن يرى بهذه المواقع "وسيلة مهمة" لإيصال مطالبه، وهي حقيقة تلبي رغبة ضرورية عند الناس عندما يريدون التحدث مع مسؤول معين، ولا يجدون وسيلة أخرى للتغيير أو إبداء الرأي، خاصة مع الدور التأثيري والكبير الذي باتت تقوم به وسائل التواصل الاجتماعي.
الى جانب الوسائل الإعلامية الأخرى من صحف وإذاعات، وفق أبو عرجة، وكل ذلك يمكن أن يحسب لصالح المجتمع في التفاعل الإخباري والاجتماعي، وأيضا يمكن أن يهدف الى تحسين حياة الناس، وحل مشكلاتهم الاجتماعية وغيرها.
وفي ذلك، يذهب الاختصاصي الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي، الى أنه لا أحد يمكن أن ينكر أهمية وجود مواقع التواصل الاجتماعي، والجهود التي تتم من قبل المتابعين لهذه المواقع من أجل إيصال أصواتهم ومطالباتهم ورؤيتهم واقتراحاتهم للمسؤولين.
ويشير الى أن مواقع التواصل الاجتماعي الآن أصبحت وسيلة من وسائل إيصال المعلومات والقضايا والمشاكل التي يواجهها أبناء المجتمع الواحد للفت نظر المسؤولين لها، وخصوصاً في ظل وجود صعوبة في الوصول أو مقابلة المسؤولين بسبب الظرف الذي نعيشه.
ويتابع الخزاعي "ما يجعل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يبلغ أوجه هذه الفترة في إيصال المشاكل والاعتراضات الى أصحاب القرار"، مبينا أن هذه المواقع أيضاً تستطيع أن تجمع أكبر عدد من الناس الذين يواجهون المشكلة نفسها ويعرضون مشكلتهم ويقدمون اقتراحاتهم، إضافة الى ميزة هذه المواقع في السرعة والسهولة في التعامل معها، فإن هذه المواقع وحدت القضايا بين الناس.
ويضيف الخزاعي "أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة ضغط مهمة وفعالة، وخاصة الآن كون الأجهزة الحكومية تقوم برصد هذه الصفحات، وهذه القضايا والمطالب وأخذها بعين الاعتبار، أو حتى معرفة أنها موجودة"، مبينا أن المسؤول الذي يبتعد عن الناس ويتجاهل مطالبهم، هناك طريقة لجعله يمتثل لهذه المطالب ويراها، مبينا أن مواقع التواصل الاجتماعي بات لها دور فعال جداً.