صفحة "أدرعي" على "فيسبوك": من احتلال الأرض إلى اغتصاب اللغة.. والمعلقون العرب يوقعونه في فخ "الاعتراف"

غادة الشيخ

عمّان- "ضربني وبكى؟".. هكذا تساءل الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفخاي أدرعي، في معرض تعليقه على خبر يفيد بأن "المخربين (المقاومين) في قطاع غزة يطلقون رشقة من الصواريخ تجاه جنوب إسرائيل".
والحال أن توصيف الفلسطينيين بـ"المخربين والإرهابيين والقتلة" ليس هو اللافت في لغة أدرعي، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إذ إن هذه اللغة لصيقة بالمصطلحات الإسرائيلية منذ اليوم الأول لاحتلال فلسطين.
بيد أن اللافت في تلك اللغة، التي جذبت انتباه "الفيسبوكيين" العرب، والأردنيين خصوصا، استخدام مفردات عربية "محكية" تصل أحيانا إلى توظيف الأمثال الشعبية العربية، الأمر الذي أثار حالة من التهكم الممزوج بالغضب أحيانا، من تجرؤ هذا الدعيّ على "احتلال اللغة" أيضا.
ويرى "فيسبوكيون" أردنيون أن ثمة "مهارة" استفزازية في اللعب على الوتر الإعلامي لأدرعي، عبر صفحته المتاحة للجميع، بما يجعل المتصفح العربي مغتاظا خلال متابعة صفحته.
"عيب عليها".. هكذا نشر أدرعي، على سبيل المثال، يوم أمس على صفحته، ردا على معلومات غير مؤكدة تفيد بأن "حماس" أعلنت مسؤوليتها عن خطف المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة في الخليل قبل أيام.
ولا يقف الأمر عند حد اللغة المحكية، والأمثال الشعبية عند أدرعي بل يصل به الأمر أيضا الى حد "الدعاء" باللغة العربية الفصحى، حيث نشر يوم الجمعة الماضي دعاء ادعى أنه نقله عن "صديقه المسلم" مفاده: "اللهم إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تطهر بها قلب أصدقائي متابعي الصفحة، وتكشف بها كربهم، وتغفر بها ذنبهم، وتصلح بها أمرهم، وتغني بها فقرهم، وتذهب بها شرهم، وتكشف بها همهم وغمهم، وتشفي بها سقمهم، وتقضي بها دينهم، وتجلو بها حزنهم، وتبيض بها وجههم".
وفي المقابل، جاء في أحد التعليقات على صفحته من أحدهم: "أسلم أبو لهب"، فيما كتب آخر: "فكرتك أمام الجامع اللي بحارتنا".
كما تأخذ كثير من الحكم والأقوال المأثورة أيضا نصيبا على صفحة أدرعي، حيث نشر تعليقا على صورة محاولة فلسطيني "التسلل إلى إسرائيل" بقوله: "لا تحقد على أحد، فالحقد ينال منك أكثر مما ينال من خصومك".
عموما، فإن أدرعي وصفحته على "فيسبوك" باتا يشكلان "تسلية" لدى الكثير من "الفيسبوكيين" العرب الذين يعلقون على صفحته، وينشرون أيضا على صفحاتهم ما يكتبه من أمثال شعبية عربية، فيما لم تقف هذه التسلية عند هذا الحد، بل وصلت أيضا الى التهكم عليه مباشرة.
ومن صور التهكم ما فعله معلق عربي أول من أمس، حيث أرسل الى أدرعي رسالة تفيد بأنه "يعرف مكان المستوطنين الإسرائيليين المخطوفين".
وقام هذا المعلق باستدراج أدرعي إلى الاعتراف بأن إسرائيل احتلت أرض فلسطين، وهو ما بدا واضحا من "الدردشة" التي قام ذلك المعلق بتصويرها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
واشترط هذا المعلق مجهول الهوية، والذي أخفى اسمه في صورة "الدردشة"، على أدرعي أن يجيب عن سؤاله قبل أن يخبره بمكان المخطوفين، حيث سأله: "ليش اسم المستوطن مستوطن؟ صح عشان استوطنوا بلدنا وأرضنا؟"، وكان جواب أدرعي الذي يظهر من خلال الدردشة أنه "ضاق ذرعا" من الأسئلة: "نعم كلامك سليم، الآن قل لي أين هم ولن أقول من أنت، ولك مني مكافأة كبيرة جدا"، فما كان من المعلق المجهول إلا أن رد قائلا: "بما أنك اعترفت انكم أخذتوا أرضنا رح أنشر هذه الرسالة".

اضافة اعلان

[email protected]