صفقات النجوم مرهونة بـ”كورونا”

حين حدثت جائحة كورونا وتسببت في تعطيل كثير من أوجه الحياة، وفرضت صمتا مطبقا على النشاطات الرياضية، دبت الصوت عاليا الاتحادات والأندية الرياضية في مختلف دول العالم، لأنها أدركت قيمة خسائرها الاقتصادية والأضرار الفنية والبدنية والنفسية التي تعرض لها اللاعبون، وأدرك العاملون فيها حجم المأزق الذي وجدوا أنفسهم فيه، وحجم “طابور البطالة” الذي سيقفون فيه حتى يستعيدوا وظائفهم بعد أن تستعيد الأندية عافيتها. منذ تلك اللحظة التي تسيد المشهد فيها “كوفيد 19”، أعلنت الأندية موقفها الحازم ورغبتها فيما يتعلق بعقود اللاعبين والصفقات التي يمكن أن تحدث خلال فترة الانتقالات الصيفية وقبل إنطلاق الدوريات الأوروبية مجددا في الأيام القليلة المقبلة. تلك الأندية رفعت شعار “لا للتبذير”، وأعلنت أن تلك الصفقات الكبيرة والأرقام “الفلكية” التي أعلن عنها في مواسم خلت، ستكون شيئا من الماضي، وحالة لن تتكرر في ظل خسائر الأندية وعدم قدرتها على دفع كامل المستحقات عليها، رغم أن الغالبية العظمى من اللاعبين والمدربين وافقت على تخفيض العقود والرواتب الشهرية دعما لأنديتهم التي تضررت من تبعات الفيروس، الذي ربما يتسبب مجددا في تعطيل الدوريات الاوروبية في ظل تزايد عدد الحالات المكتشفة... الأندية ستكون خجلة حين تتعاقد مع لاعبين جدد بأرقام كبيرة وفي ذات الوقت تخفض قيمة عقود لاعبيها الاساسيين. ما دفعني للكتابة بهذا الشأن هو أن كثيرا من الأندية الأوروبية تريد تجديد دمائها وشبابها، لكي تتمكن من مجاراة منافساتها محليا وقاريا، وهي واقعة تحت ضغط ضعف القدرات المالية وتأثرها سلبا بحالة الانهيار غير المتوقعة التي أصابتها، وفي ذات الوقت رغبتها في تحقيق أفضل النتائج وهذا لا يتم الا بإبرام صفقات متميزة، بعد أن اغفلت تلك الأندية عن الاستثمار في “تفريخ” اللاعبين، واعتمدت على الشراء من أندية أخرى تقوم بهذا الدور. لاعب واحد يشغل العالم حاليا هو ليونيل ميسي.. ثمة مؤشرات تقول بأنه بعث برسائل غير رسمية لناديه برشلونة بعد الكارثة ولا أقول الخسارة القاسية بالثمانية أمام بايرن ميونيخ بدوري أبطال أوروبا.. وثمة معلومات أيضا تشير إلى أن “البرغوث” لم يبلغ فريقه رسميا بالرحيل، لأن عقده ينتهي صيف العام 2021، وإذا ما أراد الرحيل عليه كسر الشرط الجزائي البالغ قيمته 700 مليون يورو. هناك لاعبون آخرون مثل الفرنسي مبابي والبرازيلي نيمار والبرتغالي رونالدو، سلطت الأضواء على إمكانية رحيلهم إلى أندية أخرى، لكن من في مقدوره دفع هكذا مبالغ في “زمن كورونا”؟، ومن في مقدوره أن يفلت من رقابة “قواعد اللعب المالي النظيف”، التي لا تسمح للنادي بالإنفاق أكثر من دخله، رغم أن محكمة “الكاس” طالما كسرت قرارات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بهذا الشأن؟. أعتقد أن كثيرا من الأندية ستصبر موسما او موسمين في انتظار إنتهاء عقد اللاعب مع ناديه، من دون أن تضطر لكسر الشرط الجزائي وتدفع أموالا باهظة بات إنفاقهما اليوم أمرا مستحيلا.اضافة اعلان