"صف واطفي"؟!

في كوريا تكون "أم جلاكسكي" جالسة تتابع على التلفاز طريقة طبخ المقلوبة "على ضفادع". وحين يتعرض التلفاز لعطل ما لايتم إصلاحه إلا في الشركة. وفي اليابان حين تتعطل الغسالة لا يتم إصلاحها إلا بعد العودة إلى "الكتالوج". وفي أميركا حين يتوقف جهاز التكييف عن التبريد يحضر فريق فني مختص لإصلاحه.اضافة اعلان
في الأردن، يكون عوّاد "متشلقح" على ظهره يتابع برنامج "يسعد صباحك". وحين يتعرض جهاز التلفاز لعطل ما، يقوم بسحب "فيش" الكهرباء، ومن ثم إعادته، فيعمل الجهاز وتصبح صورة لانا القسوس أحلى مما كانت عليه قبل العطل. وحين تتعطل الغسالة، يتم سحب "الفيش" وإرجاعه، فتصبح الغسالة أنظف من "الدراي كلين". وحين يتعطل جهاز التكييف يتم إنزال القاطع ورفعه، فيصبح "فريزر"!
في الأردن، لا تعلم حقيقة ما هو السر؛ كل شيء يعمل بعد أن نقوم بسحب "الفيش" وإرجاعه. وحتى "الكتالوجات" لا حاجة لنا بها، وتتحول عادة إلى دفاتر رسم بيد الأطفال!
كل الحديث اليوم عن القوانين الإصلاحية وأنها ستكون قفزة نوعية. لكن قبل "ما نقفز"، علينا أن ندرك حقيقة مؤلمة، هي أن بعض الوجوه التي اعتدنا وجودها في المشهد العام، حين زورنا الانتخابات "نجحت"، وحين طهرنا الانتخابات "نجحت"، وزمن الصوت الواحد "نجحت"، وزمن الدائرة الوهمية "نجحت"، وبالبرد "نجحت"، وبالزلازل "نجحت"، وبالطول وبالعرض "نجحت"!
هذه الوجوه التي نغير القوانين أملا في تغييرها، ستجدون أن مهمة إحالة أبو الهول على التقاعد أسهل بكثير من مهمة إحالتها على التقاعد، وستجدون أن استخراج الغاز من "الفول" أسهل بكثير من مهمة استخراجها من مجلس النواب، وستجدون أن مهمة علماء الفضاء في الوصول إلى كوكب "بلوتو" أسهل بكثير من مهمة إيصال هؤلاء إلى بيوتهم!
نعم، الأردن لم يعد يحتمل. سنوات طويلة تجرعنا فيها مرارة استهتار مجالس نواب بمقدرات الوطن، ولم نعد نجد فيها النائب مراقبا ومشرعا ومحاسبا، بل وجدناه إما "غافيا" في جلسة مراقبة، أو مطالبا رئيس بلدية بضرورة إنجاز "المطب"، أو يشعر بالسعادة لأنه يحضر ندوة عن تنظيم النسل!
صدقوني، لن نشعر بأي إصلاح، قبل أن يشعر هؤلاء بأنهم لم يضيفوا شيئا طوال السنوات الماضية، وأن عليهم التزام بيوتهم أدبيا حتى تكون الفرصة سانحة لوجوه جديدة تريد أن تخدم الأردن بفكر ونهج جديدين. بالمختصر، مثلما نجحنا في إصلاح التلفاز بعد سحب الفيش ومن ثم إرجاعه، لن ننجح بالإصلاح قبل سحب هؤلاء وبعد تصحيح المسار. آن الأوان "يصف ويطفي"!