صوالحة: لا بد من تنفيس الجمهور قبل أن ينفجر من ضغوط الحياة

صوالحة: لا بد من تنفيس الجمهور قبل أن ينفجر من ضغوط الحياة
صوالحة: لا بد من تنفيس الجمهور قبل أن ينفجر من ضغوط الحياة

فنان اردني يقدم عرضا مسرحيا جديدا

 

فريهان الحسن

عمّان- "واحد طالعة روحه" عمل مسرحي للفنان الأردني نبيل صوالحة، يتحدث فيه عن الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية بأسلوب كوميدي ساخر.

اضافة اعلان

يقول صوالحة أن العمل الذي عرض في لبنان وفلسطين ودبي ولندن وواشنطن، هو مستخلص لحياة اردني وزوجته يقيمون في القدس، ويتحدث عن مجموعة من التجارب، "مرت فعليا معي ومع اشخاص قريبين مني".

ويعتمد العمل على كثير من الخيال الفني المرتبط بواقع الحياة، ويطرح تساؤلات حول الكثير من المفاهيم والتقاليد التي بعضها جيد وبعضها يعد سجنا اجتماعيا للأشخاص والعقول.

ويرمي هذا العمل، الذي يعرض اليوم والسادس عشر من الشهر الحالي في المسرح الثقافي الملكي كعرض استيعادي، وبمبادرة من المركز الثقافي الملكي، لإظهار صورة الرجل الذي يجد صعوبة في ملاحقة المتغيرات التي تجعله يشعر احيانا بعزلة في علاقاته مع أبنائه وبناته.

وتأتي طريقة العمل، بحسب صوالحة، بأسلوب الذكريات والحوارات الذاتية الضاحكة، من خلال الرجل الذي يقوم بمراجعة نفسه وحياته، ويستذكر الوقت.

المسرحية، التي قام صوالحة مؤخرا بعرضها في ساحة المهد في بيت لحم، بحضور رئيس الوزراء الفلسطيني، يطرأ عليها بعض التعديلات والإضافات من فترة لأخرى، بحسب الأوضاع المستجدة، ولكن يبقى الخط الرئيس موجودا دائما في العمل.

وبدأ صوالحة مؤخرا في برنامج جديد اسماه "نشرة غسيل" يبث حاليا على اذاعة مزاج اف ام لمدة عشر دقائق في العاشرة صباحا، يتحدث عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الحالية بطريقة كوميدية ساخرة.

وتقوم فكرة البرنامج بالتحدث عن اخبار بسيطة تنشر في الصحف اليومية، وتحصل في الحياة اليومية وعن شخصيات اقتصادية وسياسية محلية وعالمية، إذ يتم "الحفر وراء الخبر ليخرج بطريقة ساخرة".

ويجد صوالحة أن البرنامج الجديد يهدف الى "تنفيس الجمهور عن نفسه يوميا بالضحك، قبل أن ينفجر من ضغوط الحياة اليومية".

وتخوف صوالحة بداية من هذه التجربة، لأنه يبث بشكل يومي، وهو يعتبر نفسه "ثعلبا حرا" ولكنه وجد أن هذا البرنامج فيه نوع من التحدي الذهني الكبير الذي يستحق العمل عليه.

ويشيد صوالحة بدور الاذاعات الاردنية التي اصبحت مميزة بشكل كبير، وأصبح لها جمهور كبير في الأردن، وغلبت أحيانا على التلفاز.

وكان صوالحة، الذي اخذ عدة دورات عن الضحك وفوائده، قد اطلق دعوة لتأسيس تجمع للضحك لتقديم خدمات الضحك لمجاميع من الناس، "ولكي يصبح الضحك من أساسيات حياتنا، وحتى يكون هنالك تعامل أخلاقي بين الناس من خلال الابتسامة والضحك، لما يشكلانه من فوائد صحية كبيرة".

كما يرى أن "الضحك والسخرية" وسيلة من وسائل "التنفيس عن اختناقات الإنسان في ظل الظروف المتردية".

ويرى صوالحة أن الفنان عليه أن ينظر للأمور بشكل "تلسكوبي"، أي النظرة من بعيد إلى الحياة، مبينا أن "الحياة لم يتغير عليها الكثير منذ آلاف السنين من ناحية الظلم والاحتلال والاحداث لم تشهد تغيرات، لكن هناك دائما يوم جديد، والتركيز يجب أن يكون على الأخلاقيات السياسية والاجتماعية".

وعن المسرح يقول صوالحة أنه كان وسيبقى فرصة للتعدد الاجتماعي والسياسي، "وأصبح أقوى بإيصال افكاري الناقدة للسلبيات الاجتماعية وتحويلها لإيجابيات".

ويرى صوالحة "أن المسرح السياسي أو المسرح الاجتماعي المرتبط بالسياسة هو المسرح الناجح في الوقت الحالي، ويرجع ذلك لكثرة الأحداث السياسية التي تحصل حاليا".

والمسرح بطبيعته هو تحدّ للمفهوم اليومي، والحياة بطبيعتها عملية تطور، متسائلا عما هو أفضل؟ بأن يطورها الفنان لأسلوب كوميدي مرغوب يخطو بها للامام أم اسلوب ديكتاتوري دموي يقود للوراء.

وعن المؤثرات الفنية من غناء وإضاءة وغيرها، يقول صوالحة أن المسرح الأردني والعربي أقل باستخدام هذه المؤثرات، ويضيف بأن استخدام الغناء في المسرحيات يسعد الشعب الأردني.

وكان صوالحة قد عرض مسرحية "يا بلاد العجايب" في رمضان الماضي والذي جاء في إطار ما صار يعرف بـ مسرح "الكابريه السياسي"، ويعالج الأوضاع السياسية والمعيشية المحلية والعربية في قالب فكاهي تغلب عليه السخرية الناقدة.