ضبط النفس

إسرائل هيوم

يوآف ليمور

20/3/2014

إن هجوم سلاح الجو على منطقة القنيطرة في فجر أمس يدل على أن اسرائيل نفت الشكوك وأن سورية هي المسؤولة عن عمليات العبوات الناسفة الاخيرة التي كانت في جبهة هضبة الجولان ومنها العملية التي جرحت أول من أمس اربعة من الجنود المظليين.اضافة اعلان
يعتقدون في اسرائيل أن قرار فتح جبهة على طول الحدود تم اتخاذه بعد سلسلة الهجمات التي نفذت في السنة الاخيرة في داخل سورية بغرض احباط نقل الوسائل القتالية الى حزب الله. وليس واضحا هل تشارك المنظمة اللبنانية في العمليات المسحلة لكن بصمات جهات سورية رسمية واضحة لا لبس فيها ومنها الجيش السوري (اللواء 90 الذي يعمل في المنطقة التي نفذت فيها العمليات الاخيرة)، وقوات الأمن العسكري المسؤولة عن التنقلات في المنطقة وقوة حماية الوطن. والأهداف التي هاجمها سلاح الجو أمس هي لهذه الجهات الثلاث.
تُبين الصورة عند إسرائيل أن المسؤولة عن العمليات جهات ارهابية يستعملها النظام. وللدلالة على ذلك يشيرون في جهاز الأمن إلى أن كل العمليات نفذت في المنطقة التي يسيطر عليها الجيش السوري في الوقت الذي لم ينفذ فيه عمل مسلح على اسرائيل في المناطق التي يسيطر عليها الثوار. إن الهجوم الليلي – الذي كان أول مرة تقصف فيها إسرائيل سورية علنا مع تحمل المسؤولية منذ هوجمت معسكرات المخربين في منطقة عين صاحب في 2003 – يرمي إلى صوغ قواعد لعب جديدة في الحدود مع سورية. وأرادت اسرائيل به أن تُبين لنظام الاسد أنها لن توافق على صوغ قواعد لعب جديدة على طول الحدود تشمل عمليات مسلحة دائمة على قوات الجيش الاسرائيلي.
ليس واضحا إلى أمس هل سيغير الهجوم الذي كانت تصاحبه رسائل دبلوماسية أيضا، السياسة في دمشق أو يفضي الرد الإسرائيلي إلى رد سوري آخر. وقد أوضح أشخاص رفيعو المناصب أن إسرائيل ستستمر على الإصرار على معادلة الرد على كل مس بسيادتها وأنها لن تضبط نفسها في المستقبل أيضا في مواجهة محاولات نقل وسائل قتالية متقدمة إلى لبنان.
وعلى خلفية عدم الاستقرار في سورية والتزام نظام الاسد المتزايد لحزب الله وايران لتأييدهما إياه، فإن المعنى المباشر هو أن سقف الرد الذي وضعه الجيش الإسرائيلي أمس قد يُمتحن مرة أخرى في المستقبل القريب.