ضبط نفس في الشمال

هآرتس- أسرة التحرير

مرت ثلاث سنوات منذ شنت حكومة أولمرت حربا في لبنان ردا على حدث حدودي خطير اختطف فيه جنديان. وكشفت الحرب عن نقاط خلل خطيرة في اداء الجيش الإسرائيلي والقيادة السياسية، ألحقت أضرارا جسيمة بالجبهة الداخلية، لم تؤد إلى هزيمة حزب الله أو إلى تغيير جوهري للميزان الاستراتيجي في الشمال. العاصفة الجماهيرية، التي اندلعت في أعقاب الحرب، سيطرت على جدول الأعمال ومنعت الحكومة السابقة من تجسيد خططها.

اضافة اعلان

في الأسبوعين الأخيرين احتدم مجددا التوتر، في أعقاب انفجار غريب في مخزن ذخيرة لحزب الله في قرية خربة سليم في جنوب لبنان – الانفجار الذي منح إسرائيل انتصارا دبلوماسيا وإعلاميا.

بعد الانفجار، اجتاز مواطنون لبنانيون الحدود في مسيرة إلى هار دوف (مزارع شبعا) وزعيم حزب الله حسن نصر الله عاد ليطلق التصريحات القتالية. في إسرائيل ثار من جديد التخوف من التصعيد والمس بميزان القوى، ونقل تحذير خطير إلى لبنان بان استفزازات أخرى مثل مسيرة المواطنين سيرد عليها بقوة.

أثبتت الأحداث الأخيرة بان التبجحات في إسرائيل عن النصر المزعوم، في حرب لبنان الثانية والتي أطلقت في يوم الذكرى السنوية لاندلاعها، كانت مدحوضة. حزب الله ما يزال منتشرا ومسلحا خلف الحدود، وصواريخه تهدد اجزاء واسعة من إسرائيل.

على الحكومة الحالية ان تتعلم من أخطاء سابقتها وألا تنجر إلى الاستفزازات في الشمال. كلما اثار نصر الله الغضب في تصريحاته واستفزازاته مثل مسيرة المواطنين إلى هار دوف، لن تنشأ أي منفعة لإسرائيل من جولة عنيفة أخرى حيال حزب الله.

من الأفضل الحفاظ على الهدوء المتوتر السائد في الحدود، الذي يستند إلى الردع المتبادل وعدم ضعضعته. الرد مضبوط النفس من جنود الجيش الإسرائيلي على مسيرة المواطنين اللبنانيين كان خطوة مناسبة، ومثلها أقوال التهدئة التي أطلقها أمس رئيس الأركان غابي أشكنازي.

على حكومة نتنياهو أن تركز على أهدافها المهمة؛ تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، استئناف المسيرة السلمية وصد التهديد النووي من إيران. محظور أن تصرف اهتمامها إلى جبهات ثانوية. على إسرائيل أن تعمل بتنسيق مع الإدارة الأميركية على تهدئة الوضع وتحسين الترتيبات الأمنية على الحدود اللبنانية، كي تضمن الا يكرر نفسه التورط الزائد الذي لم يكن له داع لصيف 2006.