ضبط نفس في مكان حساس

 

هآرتس -أسرة التحرير

التهدئة الامنية، التي تمتعت بها إسرائيل في الاشهر الأخيرة، مهددة بالاختراق مع تصاعد التوتر حول الحرم. جملة أحداث في الايام الاخيرة – بعضها عادية، كالصلوات اليهودية والاسلامية ومسيرة القدس السنوية، وبعضها موضعية، كزيارة السياح من فرنسا الى ساحة المساجد، والإشاعة عن جولة خطط لها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى سلوان، شكلت اساسا لتبادل الاتهامات والتهديدات والتدخل الدبلوماسي للولايات المتحدة ومظاهرات في الشوارع من الفلسطينيين الملثمين في شرقي القدس. وقد سجل أمس (الثلاثاء) تصعيد في المواجهة، مع اعتقال الشيخ رائد صلاح، زعيم الحركة الاسلامية الشمالية في إسرائيل.

اضافة اعلان

الحكومة ودوائر الامن الإسرائيلية اتهمت السلطة الفلسطينية والشيخ صلاح بالتحريض واثارة الخواطر في عيد العرش، الذي يحج فيه اليهود الى القدس. ومن جهة اخرى، حاولت السلطة الفلسطينية، وزعيم الحركة الاسلامية الشيخ رائد صلاح ورجال دين مسلمون في دول عربية تجنيد الاسرة الدولية والرأي العام ضد "تهويد القدس" وما وصفوه كـ "محاولة للمس بالمسجد الاقصى".

القدس والاماكن المقدسة في قلبها تشكل موضع استخدام للاطراف في النزاع الإسرائيلي – العربي كوسيلة مجربة لتصعيد المشاعر الوطنية وخلق توترات ومواجهات، في فترات الازمة السياسية. في الحرم اندلعت "احداث النفق" في صيف العام 1996 والانتفاضة الثانية في صيف العام 2000. وأبرزت حكومة نتنياهو مساعيها لاسكان اليهود في شرقي القدس، ووقفت امام المطلب الاميركي لتجميد الاستيطان. من جهتها فإن السلطة الفلسطينية لمحمود عباس وسلام فياض تدعو الى "انقاذ الاقصى" فيما هي تقف حيال انتقاد حاد من الداخل، بعد أن تنازلت عن بحث تقرير غولدستون في الامم المتحدة.

على الطرفين ان يبديا ضبط النفس والتركيز على استئناف المفاوضات على حل النزاع، وعدم اضرام النار في المكان الحساس والمخاطرة بمواجهة عنيفة اخرى. وعلى اسرائيل مسؤولية خاصة بفعل سيطرتها في القدس وعليها ان تتصرف فيها بحذر اقصى والامتناع عن الاستفزازات وخطوات التصعيد. لذا فإن اعتقال صلاح، في اعقاب نداءات حماسية من وزراء اليمين لاخراج حركته عن القانون، لا يبشر بالخير.