ضرب إيران يعني زوال إسرائيل

تصدر موضوع، تصاعد التوتر بشكل غير مسبوق، ما بين الولايات المتحدة الأميركية وجمهورية إيران، خلال الفترة الماضية، العديد من وسائل الإعلام المختلفة، خصوصًا العربية منها، إلى درجة صورت الوضع بأن الحرب قائمة لا محالة، وستُحرق معها الكثير. وإن كان صحيحًا بأن منطقة الشرق الأوسط شهدت منذ شهر تشرين الثاني 2020، تحركات عسكرية أميركية، إذ تم نشر حاملة الطائرات «نيميتز» وإرسال قاذفتين من طراز «بي 52» في الشهر الماضي.. يقابلها استعداد إيران لإحياء الذكرى السنوية الأولى لمقتل قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني، وتوجيه وزير خارجية إيران، جواد ظريف، اتهامًا إلى الرئيس الأميركي، المنتهية ولايته، دونالد ترامب، بـ «السعي لإيجاد ذريعة لشن هجوم على بلاده».. بشكل يُوحي بأن الحرب على وشك أن تقع، إلا أن كل ذلك عبارة عن فقاعات تتطاير في الهواء. اعتاد العالم بشكل عام، وسكان المنطقة بشكل خاص، على مثل تلك التصريحات الإعلامية «الرنانة»، تُطرح بين الفينة والأخرى للاستهلاك الشعبوي فقط، بلا أي فعل على أرض الواقع، وتبقى «فقاعات» فقط.. تلك هي أقصى حالات التوتر ما بين واشنطن وطهران. فلا يظنن أحد بأن ما يُصرح به ويتسرب إلى الإعلام والصحافة، من كلا مسؤولي هذين البلدين، يُراد منه إشعال فتيل حرب أو حتى هجوم من نوع محدود أو متوسط.. فذلك كلام كأنه قيل في ليل، وكلام الليل يمحوه النهار. لمصلحة دولة الاحتلال الصهيوني فقط، لن يتم، بطريقة أو أخرى، مهاجمة إيران.. ولتأكيد ذلك، فمن حق القارئ أن يتساءل كم مرة قامت واشنطن بتهديد طهران؟، وكم مرة نفذت ذلك التهديد؟.. لتكون الإجابة على ذلك ولا مرة نفذت الولايات المتحدة عملًا عسكريًا، بالمعنى الحربي، ضد إيران أو قواتها المنتشرة هنا أو هناك، طبعًا باستثناء بعض الضربات المحدودة والموجهة، ألحقت أضرارًا عسكرية محدودة. معلوم لدى الكثير، بأن تدمير القوة الإيرانية بشكل كامل، أو الإجهاز على هذه الدولة، كما فعل زملاء الشيطان مع العراق، يعني حتمية زوال الكيان الصهيوني، بلا أدنى أي شك.. فوجود إسرائيل في المنطقة مرتبط ارتباطًا وثيقًا، بقوة، يصفونها أو يُطلقون عليها الأقاويل بأنها تريد أن تهمين على المنطقة وثرواتها.. وما يدل على ذلك، هو تصريحات سابقة للرئيس الأميركي الجديد، جو بايدن، في العام 1986، عندما قال «لو لم تكن إسرائيل موجودة في المنطقة، لأوجدناها». كما أن إيران نفسها، كم مرة تعرضت لهجوم إسرائيلي، «ولم تنبس ببنت شفه»، فجيش الإرهاب الصهيوني يصول ويجول، على مراكز تمركز الجيش الإيراني في سورية.. لكن طهران ولا مرة قامت بأي رد فعلي على أي هجوم إسرائيلي على قواعدها، أو حتى وكلائها في الحروب. إن ذلك، بتقديري، عبارة عن تمثيلية أو مسلسل، بعدة أجزاء، يُراد لها أن تبقى قائمة وموجودة، بلا نهاية.. فهذه المنطقة، يبدو أنه مكتوب عليها، بأن يبقى فيها «بعبع»، حتى يبقى الاحتلال الإسرائيلي، متواجدًا بين ظهرانينا، لمصلحة القوة العظمى في هذا العالم. قبل إيران، كان العراق، الذي تم تكسير، لا بل تقطيع، أجنحته.. حيث كانت الحجة دائمًا جاهزة، بأن العراق يُريد تدمير إسرائيل، ومحوها عن الخريطة، وعندما انتهى العراق، لا بل دُمر بطريقة ممنهجة، ومخطط لها منذ سبعينيات القرن الماضي، توجهت البوصلة إلى إيران. نعم، بعد ذلك جاءت طهران، والفرق ما بينها وبين بغداد، شاسع، ولا يجوز المقارنة بينهما، فالأخيرة كانت صادقة عروبيًا وقوميًا، وكان أبناء العراق يدفعون دومًا، ضريبة الدم في الحروب العربية الإسرائيلية.. أما الأولى (إيران)، فهي لا تكنّ ودًا للعرب.. وكأن هناك مؤامرة تُحاك، أو أصلًا حيكت، ما بين، واشنطن وطهران وتل أبيب، لكي يبقى بنو صهيون، في هذه المنطقة. للمرة الثانية والألف، تدمير إيران يعني زوال إسرائيل، وذلك لن تُقدم عليه الولايات المتحدة الأميركية.اضافة اعلان