ضوابط الانفاق و"مقالب" المحترفين

أمس، استغنى نادي الوحدات عن خدمات المحترف السوري ورد سلامة، وأول من أمس كان النادي الفيصلي يستغني هو الآخر عن خدمات المحترف جوهان، وسبق له أن فعل الأمر نفسه منذ فترة وجيزة مع المحترف داهودا، وربما يستغني الوحدات لاحقا عن المحترفين السوري هادي المصري والبرازيلي كارلوس.اضافة اعلان
من المؤكد أن فترة "الميركاتو الشتوي"، ستشهد حركة كبيرة في الانتقالات والاستغناء عن خدمات عدد من المحترفين العرب والاجانب من قبل عدة أندية، لاسباب تتراوح بين ضعف المردود الفني للاعبين و"طفر" الأندية التي تئن تحت وطأة الديون والفواتير، وارتفاع مؤشر الانفاق على حساب الإيرادات، دون وجود ضوابط رقابية حقيقية سواء من الهيئات العامة للأندية أو من قبل اتحاد كرة القدم.
نظرة واحدة على مدرجات الملاعب خلال ما أقيم من مباريات، تظهر الحقيقة المرّة.. ثمة عزوف جماهيري ملموس، وعدد المتفرجين وإيراد المباريات يقل كثيرا عن الموسم الماضي، والسبب أن الفرق الجماهيرية "الوحدات والفيصلي والرمثا" لا تظهر بالصورة التنافسية التي يرغب بها أنصارها، وإذا ما استمر تراجع تلك الفرق على سلم الترتيب فإن الحضور الجماهيري سيكون "كارثيا" خلال مرحلة الاياب، ذلك أن الجزيرة المتصدر يمتلك بضع مئات من المتفرجين، فيما أظهرت الكاميرات أن متفرجا واحدا على يسار الدرجة الأولى كان يتابع مباراة شباب الأردن الأخيرة!.
كل ذلك يؤدي إلى انخفاض دخل الأندية، ودخولها في مشاكل مع اللاعبين.. الأندية لا تحسن اختيار المحترفين.. تبحث عن اللاعبين الذين قد يتوافقون مع امكانياتها المادية، وليس مع اللاعبين الذين تتوافق امكانياتهم الفنية مع احتياجات الفرق وطموحات جماهيرها.
في المحصلة "تشرب" الأندية المقلب تلو الآخر، فيما يخص التعاقدات مع المحترفين من الخارج، ولا تجد تلك الأندية من يسألها داخليا.. لماذا وكيف ومن هو المسؤول عن التعاقد مع مثل هؤلاء المحترفين "ان جاز وصفهم كذلك"؟، كما لا تجد تلك الأندية ضوابط من قبل اتحاد كرة القدم، بحيث لا يتجاوز الانفاق حجم الايراد، ولا تقع سلسلة من المشاكل بين اللاعبين وأنديتهم تفضي إلى شكاوى لدى الاتحادين الأردني والدولي لكرة القدم.
وفي الحديث عن ضوابط الانفاق وتحديد الإيرادات، من يجرؤ على الطلب من الأندية ميزانيات رسمية مدققة من قبل مكاتب مختصة؟.. في الغالب لا أحد يدري ما هي الإيرادات وكيف أنفقت المصروفات، فذلك يبقى في علم الغيب وبعض مسؤولي الأندية؟!.